الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصارعة الذهب والدولار.. لماذا ترتفع أسعار المعدن الأصفر رغم صعود الأخضر

الذهب والدولار
الذهب والدولار

شهدت أسعار الذهب العالمية تذبذبا طفيفا اليوم الأربعاء مع انخفاض نسبي للدولار الأمريكي، ويتم تداول المعدن الأصفر عالميا على نطاق ضيق قبل اجتماع مرتقب للاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) الأسبوع المقبل.

أسعار الذهب تبلغ مستويات قياسية

وكانت أسعار الذهب قد ارتفعت لمستويات قياسية خلال الثلاثة أسابيع الماضية، حيث تجاوزت 1800 دولار للأوقية، وهو أعلى مستوى لها منذ أربعة أشهر، ويأتي بعد فترة من التأرجح بين 1630 و1640 دولار للأوقية، وبينما يحاول المستثمرون توقع الوتيرة المحتملة لرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة البنكية خلال الشهر الحالي، يبرز تساؤل عما سيحدث حال استمرت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (المسئولة عن تحديد أسعار الفائدة في الاحتياطي الفيدرالي) في رفع سعر الفائدة الرئيسية خلال العام المقبل.

وتجاوز سعر الذهب الفوري حاجز 1773 دولارا للأوقية خلال تعاملات اليوم الصباحية، بينما ارتفعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي لما يقارب 1785 دولار للأوقية، بالتزامن مع انخفاض الدولار مقابل سلة العملات العالمية.

وبشكل عام يؤدي انخفاض الدولار إلى زيادة حجم الاستثمار في الذهب. ويرجع الإقبال الكبير على شراء السبائك خلال الأيام القليلة الماضية إلى إعلان الاحتياطي الفيدرالي توقعات متشائمة بشأن السياسة النقدية المستقبلية، كما يتوقع الخبراء الاقتصاديون في شركة "إيمكاي" الهندية لإدارة الثروات، أن ترتفع أسعار الذهب المتداول على نطاق واسع لتقارب 1730 إلى 1740 دولار للأوقية كمعدل أساسي، مع إمكانية مواصلتها الارتفاع متجاوزة 1830 إلى 1860 دولار للأوقية.

ولفت خبراء إيمكاي إلى أن الطلب على الذهب كان أكثر استقرارا خلال الربع الثالث من العام الحالي، وجاء حجم الطلب الأكبر خلال تلك الفترة من البنوك المركزية بأكثر من 400 طن، يليه الطلب من زبائن التجزئة، كما ساعد تخفيف الصين من قيود مكافحة فيروس كورونا على زيادة الطلب فيها، وأنعش الإقبال على شراء المجوهرات في الهند الأسواق إلى حد كبير.

توقعات بانخفاض أسعار الذهب مع ارتفاع الدولار

وفي سياق متصل زاد استهلاك المشغولات الذهبية متجاوزا 523 طنا، بزيادة سنوية قدرها 10% رغم التوقعات المستقبلية المتشائمة، التي أظهرها تدفق 227 طن من صناديق الاستثمار المتداولة، ورغم أنه يمكن القول إن الطلب السنوي الإجمالي ارتفع بشكل عام بنسبة 28%، إلا أن توقعات إيمكاي تشير إلى إمكانية انخفاض أسعار الذهب مستقبلا بسبب ارتفاع أسعار الفائدة البنكية المطرد، والتي يعتقد خبراء إيمكاي أنها لم تصل إلى لذروتها في الولايات المتحدة بعد، وأن الاحتياطي الفيدرالي سيستمر في رفعها خلال عام 2023، حيث لا يزال معدل التضخم عند مستوى 8% ولم تفلح الإجراءات التي اتخذها حتى الآن من تقريبه من معدل 2% المستهدف.

وترجح توقعات الخبراء أن اتجاه البنوك المركزية العالمية إلى رفع أسعار الفائدة قد يحد من ارتفاع أسعار الذهب، وأنه على الرغم من استمرار سيناريو ارتفاع الدولار، إلا أنه لن يؤدي إلى قفزة قياسية في أسعار الذهب، لكن على الجانب الآخر قد ينعكس اعتدال الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة إيجابيا على أسعار المعدن الأصفر، رغم أن هذا الاعتدال المأمول لا يزال هدفا بعيد المنال حتى الآن.