الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكاية شعب عاشق لبلده


هذه هى زيارتى الثانية لكوريا . الأولى كانت من 10 سنوات . كنت مذهولا من نمو هذا الشعب وإرادته خاصة أن زيارتى جاءت بعد تنظيم كوريا واليابان مسابقة كأس العالم .
رأيت وقتها فرحة الشعب بالمشاركة فى التنظيم وكيف أن هناك عدة فئات من الشعب تعلمت الإنجليزية من أجل السياحة التى قدمت إلى كوريا لمتابعة مباريات كأس العالم .
زيارتى هذه المرة كانت مختلفة فى الوقت الذى كنت أتشوق لرؤيتها بعد عشر سنوات . فهذا البلد أصبح بلامنازع من أهم البلاد فى عالم الإقتصاد العالمى . لن أضعها فى سلة مع أى دولة نامية فهذا غبن وتجنى على تلك البلد وشعبها الذى يعشقها.
هذا العشق لمسته منذ أن زرت كوريا منذ 10 سنوات وبهرت من شهدة حرص الشعب على أن يدفعون فاتورة حبهم لتراب كوريا بالعمل والإنتاج والتقدم بل وإبهار العالم بما يفعلونه من منتجات – التاريخ يقول ان كوريا بدأت نهضتها مع مصر ولكنها أكملت المشوار فى عالم الصناعة والتقدم -.
لا أنكر أننى فى زيارتى الثانية لتلك البلد كنت أشد حرصا على إسترجاع ذاكرة الماضى منذ عام 2000 وكيف كانت ملاحظاتى عند دخولى مطار سول وسلوكيات الشعب الكورى مع ما ينتجة مصانعه . لم يكن لأى منتج غير كورى مكانا إلا فيما ندر !!.
مطار سول تحفة معمارية وجميع الأجهزة الإلكترونية المستخدمة سواء تليفزيونات أو موبايلات كورية . الشعب يجرى فى الشارع فى حرص شديد على الوقت حتى لا تضيع دقائقه دون أن يكون هناك إنتاج متميز يستحق ان يكون سفيرا لكوريا الجنوبية .
عالم صناعة السيارات كان هو الإبهار بعينه وهذا ما شاهدته عندما زرت مصنع شيفورلية كوريا وكيف أن التكنولوجيا الأمريكية عندما قررت أن تدخل عالم صناعة السيارات الكورية كانت لها جاهزة وكأنها كانت تخاطب العالم هيا بنا نلعب فى عالم السيارات مع الشريك الكورى لنغزو العالم فما أروع لعب الكبار فى عالم البيزنس مادامت هناك مصالح مشتركة هدفها إمتاع الإنسان بالتكنولوجيا والقوة مع اقوى المنافسين فى كوريا ذاتها والعالم .
رأيت كيف تطور الإنسان الكورى فى عالم الصناعة رأيت كيف تحدى الإنسان الكورى نفسه ليكون مشاركا فى المركز الأول عالميا فى عالم صناعة السيارات . رأيت المصالح التى بنيت بوضوح لغزو العالم بسيارات تغازل السوق الكورى الذى يعشق السيارات التى تخاطب عقله وطموحه وإمكاناته الإقتصادية فما أعظم أن تكون منتجات الصناعة تخاطب تطور الإنسان وتعرف لغته التى يفهمها جيدا فيقبل عليها ,وهذا ما حدث فى السوق الكورى عندما لاحظت إقبالا كبيرا لا يقارن أبدا بالإقبال على السيارات الأوربية أو الأسيوية التى تنافس كوريا فى إنتاج السيارات.
زيارتى كانت مفتاح سر صناعة سيارات عظيمة لشعب عظيم عشق أرضه وقرر أن يكتب تاريخه من جديد بسواعده وعقله .فهذا الشعب حرص على سلامة بنيانه فأصبح من متخذى القرار الإقتصادى والصناعى فى العالم .