EN
خطبة الجمعة من مسجد الحسين
الشيخ مصطفى عبدالسلام يلقيها بحضور الوزيرويؤكد:
للأمانة صور متعددة منها أمانة الدين والعبادات
الأمانة من أولى صفات الأنبيياء والرسل
أدى وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، ووفد أئمة ووكلاء الأوقاف بدولة الجزائر صلاة الجمعة بمسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه)، وذلك في إطار الدور الريادي لجمهورية مصر العربية، ودور وزارة الأوقاف في نشر الفكر الوسطي المستنير داخل مصر وخارجها، وعلى هامش فعاليات الدورة العلمية المتخصصة لأئمة ووكلاء وزارة الشئون الدينية والأوقاف بدولة الجزائر الشقيقة.
للأمانة صور متعددة
قال الشيخ مصطفى عبدالسلام خطيب مسجد الإمام الحسين، إن للأمانة صور متعددة منها أمانة الدين والعبادات فقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: «الْإِمَامُ ضَامِنٌ، وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ، اللَّهُمَّ أَرْشِدِ الْأَئِمَّةَ، وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِين»، موضحا أن من صور الأمانة أمانة الأعراض والأسرار، فمن تتبع عورات الناس تتبع الله عورته.
وأشار خطيب مسجد الإمام الحسين رضي الله عنه، خلال خطبة اليوم الجمعة تحت عنوان “الأمانة وصورها وأثرها في تحقيق السلم المجتمعي” إلى أنه من صور الأمانة أن قصة موسى عليه السلام حين ورد ماء مدين وسقى لابنتي الرجل الصالح حتى «قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ»، لافتا إلى أن من صور الأمانة أمانة الأموال والودائع حيث قلد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسام الشرف والعزة لكل تاجر أمين يتعامل بصدق وأمانة فقال صلى الله عليه وسلم: "التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء".
الأمانة خلق عظيم
ولفت إلى أن الأمانة خلق عظيم كريم وصف به النبي صلى الله عليه وسلم بالصادق الأمين، ولأهميتها ربى عليها رسول الله الرعيل الأول من الصحابة، فجاء عن أنس رضي الله عنه: «ما خطبنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلَّا قال : لا إيمانَ لمن لا أمانةَ له ، ولا دينَ لمن لا عهدَ له».
وشدد خطيب مسجد الإمام الحسين على أن المرضى أمناء في يد الطبيب والطلاب في يد المعلم والمصلين أمانة في يد شيخهم والأولاد أمانة في يد آبائهم، مؤكدا على عِظم أمانة الوطن حيث الوطن أمانة تركها والأجداد ولابد من الوقوف دفاعا عن هذه الأمانة عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرؤهم أبيّ، ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح.
واختتم خطيب مسجد الإمام الحسين قائلا: "إن أعظم الأمانات النفس التي بين جنبيك فقد نفسك إلى محبة الوحي الإلهي ولا تخونوا أمانتكم".
وقال الشيخ مصطفى عبدالسلام خطيب مسجد الإمام الحسين، إن الله عرض الأمانة السماوات السبع فقالت لا، وعرضها على الأراضين السبع فقالت لا، وعرضها على الجبال فقالت لا، ثم عرضها على الإنسان فقبلها.
واستشهد، خطيب مسجد الإمام الحسين، خلال خطبة الجمعة تحت عنوان “الأمانة وصورها وأثرها في تحقيق السلم المجتمعي”، بقول الله تعالى (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا).
وأكد أن الأمانة قيمة عظمى عرف قدرها الأنبياء والمرسلون ، فهي من أولى الصفات التي تميز بها الأنبيياء والرسل، ولقد حدثتنا سورة الشعراء عن كوكبة من هؤلاء الأنبياء الذين تحلوا بالأمانة، فقد كان كل واحد منهم يأتي إلى قومه محملا بالأمانة.
وعرف ولقب سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- بالصادق الأمين ، منذ نعومة أظفاره، ولأهميتها ربى النبي عليها الرعيل الأول من الصحب الكرام.
واستشهد خطيب مسجد الحسين بحديث النبي الذي يقول فيه "لا إيمان لمن له أمانة له ولا دين لمن لا عهد له".
زيارة وفد أئمة الجزائر
ونظمت أكاديمية الأوقاف الدولية اليوم الجمعة زيارة لمسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) لعدد (١٩) عالمًا من أئمة وقيادات ووكلاء الأوقاف بدولة الجزائر الشقيقة، وذلك بحضور الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتور هشام عبد العزيز رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف المصرية، ورفيق القاضي مدير عام المكتب الفني بديوان عام وزارة الأوقاف، والدكتور أشرف فهمي مدير عام الإدارة العامة للتدريب بوزارة الأوقاف، والدكتور خالد صلاح الدين مدير مديرية أوقاف القاهرة، والدكتور محمود خليل وكيل مديرية أوقاف القاهرة والشيخ هيثم رمضان المدير الإداري لأكاديمية الأوقاف الدولية.
وقد استمع الوفد إلى خطبة الجمعة التي ألقاها الدكتور مصطفى عبد السلام إمام مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) بعنوان : "الأمانة صورها وأثرها في تحقيق الأمن المجتمعي"، وأدوا صلاة الجمعة بالمسجد معربين عن تقديرهم الكبير لاهتمام الدولة المصرية بعمارة بيوت الله (عز وجل) في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية.
