الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القمة العربية الصينية.. د. لبنى الطحلاوي تكشف المكاسب والأهداف الـ10 المرجو تحقيقها|خاص

القمة العربية الصينية
القمة العربية الصينية

أصبحت الدول العربية وتحديدًا دول الخليج العربي، محط أنظار القوى السياسية الكبرى في العالم، بعد الحرب الروسية الأوكرانية والأزمات التي خلفتها، ومنها: الأزمة السياسية بين المحورين الشرقي، الذي تمثله "الصين - روسيا"، والغربي، الذي تمثله "أوروبا - أمريكا"، وكذلك الأزمة الاقتصادية، حيث بات ميزان القوى الذي تغير كثيرا يميل ناحية منطقة الشرق الأوسط.

وتسعى القوى الكبرى ومنها دول المحورين لإقامة شراكة مع الدول العربية، حيث تسابق الجميع بلا استثناء لخطب ود العرب، وظهر ذلك في الزيارات والقمم المتعددة، والتي احتضنتها العاصمة السعودية الرياض خلال الفترة الماضية، ومنها القمة العربية الأمريكية يوليو الماضي، والقمة العربية الصينية.

ويقوم حالياً الرئيس الصيني شي جين بينج، بزيارة تاريخية إلى الملكة العربية السعودية، بدأت الأربعاء وتنتهي السبت، حيث شهدت عقد 3 قمم مهمة، فالزيارة هي الأولى من نوعها، والتي تجمع التنين الصيني بقادة الدول العربية،  وجات القمم الثلاث كالتالي:

القمة السعودية - الصينية.

القمة الخليجية - الصينية.

القمة العربية - الصينية. 

وأجرى موقع "صدى البلد"، حوارا مع الكاتبة والباحثة السياسية السعودية، الدكتورة لبنى الطحلاوي؛ لإلقاء الضوء على زيارة الرئيس الصيني للمنطقة والأهداف المرجوة منها، وكيف ترى التقارب العربي الصيني، ومشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في أعمال القمة العربية - الصينية … 

وجاء الحوار كالتالي:

لبنى الطحلاوي

كيف تريَن زيارة الرئيس الصيني إلى المنطقة؟

الزيارة جاءت في توقيت مهم للغاية والصين اليوم قوة اقتصادية جبارة وكذلك قوة عسكرية ونووية لا يستهان بها ولا تقل عن أمريكا في ذلك، وهي دولة ذات نفوذ كبير في العالم ولها تحالفات كبرى ومن دول الفيتو في مجلس الأمن، وتؤكد القمة السعودية الصينية على أهمية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

وهناك 100 صفقة موضوعة أمام الصين والسعودية في قمة الرياض في مجالات عدة أهمها مجال الدفاع والأمن والصناعات الحربية والكهرباء والصناعات الثقيلة والسيارات الكهربائية ومجال الطاقة والمناخ والمجال المالي ومجال الاتصالات والتقنية المعلوماتية ومجال النقل والخدمات اللوجستية والقضايا الإقليمية والدولية وغيرها من الصفقات المهمة التي تؤكد على قوة وأهمية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وأمريكا في العقود الأخيرة لم تعد الحليف الذي يمكن الوثوق به، لا سيما الآن في عهد اليسار الأمريكي وحكم الديمقراطيين، وإيران تحتل اليوم لبنان والعراق وسوريا واليمن بفضل الدعم الأمريكي لها الذي مكّنها من ذلك.

ما صحة ما يقال عن بحث العرب عن دور في المعادلة العالمية؟

 

 الحرب الروسية الأوكرانية ستؤثر على موازين القوى في العالم ونتوقع عالمًا متعدد القطبية لا تنفرد فيه أمريكا بالنفوذ وحدها، بل هناك عدة دول كبرى مرشحة بقوة ستشارك في قيادة العالم وفرض نفوذها مثل الصين وروسيا.

وفي منطقة الشرق الأوسط المملكة العربية السعودية قِبلة العرب والمسلمين تعتبر من أكبر اقتصاديات العالم ومركز الطاقة المتعددة في العالم في مجال البترول والغاز واليورانيوم والهيدروجين وكذلك الطاقة الشمسية وتقود أكبر مشروع نهضوي عربي من خلال رؤية 2030 وستظل مصر محورًا مهمًا في المنطقة من أجل الحفاظ على الأمن القومي العربي والأمن والاستقرار في المنطقة ولديها أقوى جيوشنا العربية.

فلا تزال الدول العربية المحورية تلعب دورا مهمًا عالمياً في مجالات مختلفة والأحداث العالمية تجعل أهمية وتأثير هذه الدول عربيًا وعالميًا أمرًا واقعًا وفي ازدياد.

ما الذي تغير عالميًا جعل الدول العربية تفتح ذراعيها للصين؟

 

الأحداث الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط ولا سيما في العقود الأخيرة وتمكين إيران من توسيع نفوذها في المنطقة العربية واحتلال أربع دول عربية جعل أمريكا حليفًا غير موثوق به، وما حدث عام 2019 عندما استهدفت إيران 20 موقعا بتروليًا في عدة مناطق في المملكة العربية السعودية، وكذلك وجهت ضربات في مناطق بترولية حيوية في أبو ظبي، رغم تواجد الأسطول الأمريكي في مياه الخليج والذي كان يرصد ذلك بالأقمار الصناعية ولم تحرك أمريكا ساكنًا جعل من أمريكا حليفًا غير موثوق به، والأحداث متغيرة والمصالح متغيرة والعلاقات الدولية والتحالفات تبنى على المصالح، فكما يقال لا حليف دائم ولا عدو دائم، كما أن المصالح تتغير وهي من يحدد من حليفي ومن عدوّي اليوم.

الصين معروفة بفلسفتها الخاصة في التعامل مع الأزمات الدولية .. فكيف يحدث توافق وتقارب؟

 

على العرب أن يتعاملوا مع الحليف الصيني بما يضمن مصالحهم، فالصين قوة اقتصادية وعسكرية ونووية، فالعرب يمكنهم التعاون مع الصين في هذا الجانب وأن يكونوا شركاء في تحقيق هذه المصالح لتقوية المصالح المشتركة، فالعرب ودول الخليج من أكبر المستوردين من الصين، وكذلك نريد أن يكون التعاون في مجال التصنيع الحربي وعقد صفقات التسليح والمجال النووي على أعلى المستويات وبما يلبي طموحاتنا ويحقق مصالحنا بالدرجة الأولى.

كيف تنظر الولايات المتحدة وهي الحلف القوي للعرب للتواجد الصيني وتحديدا في منطقة الخليج؟

 

التقارب بين الصين والعرب وخاصة التقارب بين الصين ودول الخليج الفضل فيه يعود بالمقام الأول لأمريكا التي عرّضت العرب ودول الخليج للعديد من مواقف الخذلان المتكرر مما جعل منها حليفا غير موثوق به وخاصة في ظل الإدارة الديمقراطية الحالية، وأمريكا خسرت حلفاء مهمين في منطقة الشرق الأوسط مقابل دعمها لتوسع نظام ولاية الفقيه الإرهابي في منطقتنا وتهديده أمن واستقرار منطقة الخليج.

الصين لديها أهداف ورؤية سياسية واقتصادية فماذا تحتاج من الدول العربية؟

الصين حققت نفوذها ومكانتها وقوتها الاقتصادية والسياسية وغزت العالم بصناعاتها وتجارتها، فهي دولة قامت على الصناعة ولديها الملايين من الأيدي العاملة الماهرة وليست دولة ذات نهج إمبريالي ولا تطمح في السيطرة على الدول بالقوة العسكرية والاحتلال العسكري.

فأكبر وأهم أهداف الصين الاقتصاد والصفقات التجارية مع العرب وخاصة دول الخليج والمملكة العربية السعودية، وكذلك العرب ودول الخليج والمملكة العربية السعودية بشكل خاص تحتاج الصين كحليف مهم وقوي يشارك في تحقيق طموحات الرؤية 2030 التي تسير بقوة في مجال الصناعات الحربية والصناعات الثقيلة وفي مجال التصنيع النووي، والحليف الصيني شريك أساسي ومهم في تحقيق ذلك، والمصالح المشتركة أهم ما يميز هذه العلاقة وهذه الصفقات والتحالفات ونحن أكبر الرابحين في ذلك.

هل نحن أمام شرق أوسط جديد خالٍ من الولايات المتحدة الأمريكية؟ 

 

نحن أمام شرق أوسط جديد بالفعل ( متعدد التحالفات  والصفقات ) وأكثر قوة ونفوذا من قبل ويسير بخطى متسارعة وفق مصالحه الكبرى من خلال مشروع نهضوي عربي كبير يعتمد على ثرواته ومنابع الطاقة لديه وموقعه الاستراتيجي المهم عالمياً لتكون لدينا  دول فاعلة وذات نفوذ عالمي يضعها في موقع الندّية مع الأقطاب العالمية التي تقود العالم  بل وتؤهلها لتكون ضمن هذه الأقطاب التي تؤثر بالعالم  وتقوده سياسيا واقتصاديًا.

مشاركة الرئيس السيسي في القمة العربية الصينية كيف تراها الأوساط السعودية؟

 

مشاركة فخامة الرئيس عيد الفتاح السيسي في القمة يعكس أهمية مكانة مصر ودورها  في المنطقة، فمصر العمود الفقري للأمن القومي العربي  ولديها أهم وأقوى الجيوش العربية، ومصر تربطها علاقات قوية أخوية تاريخية مع المملكة العربية السعودية لن يتحقق الأمن والاستقرار في المنطقة العربية دون مصر ولا يمكن أن تتحقق رؤية المملكة 2030 ومشروعها النهضوي العربي الكبير دون مصر، كما أن مصر دولة محورية مهمة في منطقة الشرق الأوسط  ولها أهمية استراتيجية كبرى تجعلها متواجدة بقوة دائما في جميع قضايا الأمة العربية ووجودها في هذه القمة التاريخية يؤكد على ذلك.