الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خبراء تعليم يكشفون أثر العقاب البدني على الطالب في المدارس وطرق مواجهته وأبرز البدائل التربوية.. ويؤكدون: سلوك عقيم للمعلم الضعيف.. ويطالبون بالتأهيل التربوي الأكاديمي للمدرس

العقاب البدني للطلبة
العقاب البدني للطلبة بالمدارس

خبراء التعليم:

أثر العقاب البدني على الطالب في المدارس وطرق مواجهته

طرق حل مشكلة العقاب البدني في المدارس

العقاب البدني بالمدارس سلوك عقيم للمعلم الضعيف

إعداد المعلمين إعداداً تربوياً كافياً

أكد الدكتور رضا مسعد رئيس قطاع التعليم الأسبق بوزارة التربية والتعليم والخبير التعليمي، أن استخدام العقاب البدني كوسيلة لزيادة التحصيل الدراسي يعد من الأخطاء الشائعة التي يستخدمها أولياء الأمور والمدرسون في المدارس، لأنه يؤدي إلى اضطرابات شخصية وجسمانية منها الإصابة بالاكتئاب، مشدداً على ألا يكون العقاب فيه إهانة أو عقاب بدني أو نفسي.

وأوضح الخبير التربوي، أن العقاب يجب أن يكون بسيطاً، فالعقاب مجرد تنبيه فقط للطالب بأن هناك قصوراً ما، أو أن هناك قلة في التحصيل الدراسي أو إهمالاً في الواجبات، لكن إذا وصل إلى درجة الإهانة يؤدي بالضرورة إلى تدني مستوى تحصيل الطالب يكون له أثر سلبي فيه، وقد يسبب العقاب البدني عدم ثقة الطالب في نفسه ويؤدي إلى ضعف شخصيته، وكره للدراسة بشكل عام أو المدرسة، أو كره لهذه المادة.

وقال رئيس قطاع التعليم الأسبق بوزارة التربية والتعليم، إن الضرب سواء كان في الأسرة أو المدرسة أسلوب فاشل يمارسه الآباء أو المعلمون، لعدم قدرتهم على فهم نفسية الطفل، وكيفية التعامل معه وتلبية حاجاته، ويلجأ إليه البعض بسبب عدم فهمهم لخصائص نفسية الطفل واحتياجاته، أو بسبب الوضع الشخصي للمعلم نفسه، كعدم قدرته على تحمل حركة الطفل وقد يعكس بعض المعلمين مشكلاتهم الأسرية على طلابهم، ويؤدي في النهاية إلى خلق جيل "جبان" يخاف من السلطة الأعلى طالما استطاعت معاقبته ويخالف القوانين إذا ما تأكد أنه لم يعاقب.

وأضاف الخبير التربوي، أن استخدام أسلوب الضرب كأداة تربوية أمر يجلب سلبيات تؤثر في الطالب، وتبقى لحظات الضرب التي يتعرض لها أثناء فترة الدراسة عالقة دائماً بذهنه على مر الأيام والسنين، فهناك أساليب أخرى يستطيع أن يلجأ إليها المعلم الناجح من خلال كسب التلميذ وتشجيعه وتسهيل عليه فهم المادة، موضحة ان اتباع الطرق الناجحة للاستيعاب والفهم يؤدي إلى نتائج جيده في العلاقة بين المعلم والطالب.

وأشار الدكتور رضا مسعد، أن المعلم الذي يستخدم العنف كوسيلة تربوية، غير قادر على استخدام الأساليب التربوية، وهنا تظهر أهمية التأهيل التربوي والأكاديمي للمعلم، وشددت على أهمية المحبة في التعليم، فكلما كانت البيئة المدرسية مهيأة للطالب، كلما زاد ارتباط الطالب بها.

ومن جانبه أكد الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي وأستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، أن استخدام العقوبة البدنية يؤدي إلى نفور الطلبة وعزوفهم عن الدراسة، وكثيرة الهروب من المدرسة، وعدم الإقبال على التعلم.

وشدد أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن استخدام البدائل التربوية التي تؤدي إلى نتيجة أفضل واحترام لائحة السلوك التي وضعتها وزارة التربية والتعليم، خاصة أن المعلم هو من يفرض شخصيته في الحصة وبين الطلاب ليس بالعنف قهراً، وإنما بأسلوبه التربوي الذي يستفز فيه دافعية الطلاب للتعلم، ويسيطر على الوضع أثناء سير الحصة بطريقة عرضه للمادة العلمية وأسلوبه في خلق سيناريو ممتع لسير الحصة والدرس الذي يشرحه، ويزرع حب المادة العلمية وحب الحصة بطريقة تواصله مع جميع الطلاب، ويجعل من العصا وسيلة للإشارة إلى السبورة، وليس لضرب طلابه.

وأوضح أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد، أن وسيلة الضرب كعقاب، تؤثر سلباً في الطالب وتحصيله العلمي ومدى ارتباطه بالمدرسة والمعلم، وتعد إحدى مظاهر ضعف المعلم، وعلامة واضحة على انعدام خبرته التربوية في معاملة الطلاب.

وأضاف الخبير التربوي، أن العقاب البدني للطلبة لا يتلاءم مع أسلوب التربية الحديث، لاسيما أن هناك بدائل تربوية تمكن المعلم من معاقبة الطالب، وضبط سلوك الطلاب من دون اللجوء إلى العقاب البدني، وهذا لا يعني إلغاء (العقاب) بأنواعه من العملية التربوية، لكن العقاب البدني تحديداً، فالطلبة ليسوا في حرب، فهم في مكان يحتاجون فيه إلى جو أكثر حباً وتآلفاً وتوافقاً، والضرب لن تنتج عنه هذه العلاقة المطلوبة .

وأشار أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، إلى إن العقوبة البدنية تُسقط الاحترام بين الطالب ومعلمه، وتفقد المعلم دوره في توصيل رسالته العلمية، وينعكس ذلك بشكل سلبي على مستقبل الأبناء، لمعارضته أهداف العملية التربوية والتعليمية، وأصبحت ووسائل التربية الحديثة أنسب الحلول لرفع كفاءة الطلبة، مع مراعاة ألا يكون موقف ولي الأمر سلبياً تجاه إدارة المدرسة ومعلميها، ولا يكتفي بما يرويه الابن له، خاصة أن ثقة أولياء الأمور بالمعلمين، تساهم في توصيل الرسالة السامية التي يؤدونها .

ومن جانب اخر أكد الدكتور محمد فتح الله، أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن دور المعلم لا يقتصر على إيصال المعلومات وأجراء الامتحانات فدورة التربوي المؤثر في حياة الطالب أهم من كل شيء فالطالب يتخذ المعلم قدوة له ويتعامل معه على أنه مصدر للاحترام حتى أن كثيرا من الطلاب يقومون بتقليد سلوكيات المعلم في حياتهم، وهذا هو الأمر الذي يتطلب عدم تشويه هذه الصورة الجميلة للمعلم في عقل الطالب الذي يمكن التعامل معه بأساليب بعيدة عن العقاب المؤذي و الجارح لمشاعره.

وأوضح الخبير التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن ضرب المعلم للطالب في المدرسة لا يجب أن يتوفر فيه شرط تعمد وقوع الأذى لأن الضرب في المدارس يأتي دائماً بدافع التوجيه والإرشاد أو التوبيخ البسيط لمصلحة الطالب وليس ضده.

وأشار أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن التربية الناجحة والتعليم الجيد يعتمدان على نظام مبدأ الثواب والعقاب، والترهيب والترغيب، والجزرة والعصاة، فإن عقاب الطالب يؤدي إلى نتائج إيجابية في رفع تحصيله الدراسي.

وشدد الدكتور محمد فتح الله، علي أن لا يجب أن نغفل عن دور أولياء الأمور في الاهتمام بمتابعة التحصيل الدراسي لأبنائهم أولاً بأول، وألا يتركوهم حتى يأتي الامتحان، يجب أن يؤمنوا بقدرات أبنائهم والاجتهاد في المذاكرة وألا يشجعوهم على الدروس الخصوصية إلا في حالات الضعف التام، ويجب أن يهتموا بتوفير الطعام الصحي وفي أوقات محددة، والحرص على النوم المريح في وقت مبكر، وتوفير البيت الهادئ وعدم شغل وقت الأبناء في أيام الدراسة بأشياء لا علاقة لها بيومهم الدراسي.

طرق حل مشكلة العقاب البدني في المدارس:

-تزويد المدارس المتخصصين النفسيين المؤهلين، لمواجهة مشكلات الطلاب وتعديل السلوكيات المنحرفة.

-عقد دورات تدريبية للمعلمين لتدريبهم على استخدام إستراتيجيات لتعديل السلوك الخاطئ لدى الطلاب، بدلاً من استخدام العقاب البدني.

-التنسيق مع أولياء الأمور والأخصائيين الاجتماعيين لحل مشكلات الطلاب.

-تشجيع المعلمين على إبتكار انشطة تعليمية ورياضية مختلفة، يستوعبون من خلالها طاقات وقدرات الطلاب.

-القضاء على قدرة الطالب على التفكير الناقد بسبب الخوف من المعلم.

-الإھتمام بإعداد المعلمين إعداداً تربوياً كافياً.

-عقد ندوات إشرافية لتحسين تعامل المعلمين مع التلاميذ.

-مراعاة خصائص النمو أثناء تخطيط المناھج وذلك بالتركيز على القضايا التي من شأنھا أن تشد التللاميذ نحو القيم.