الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يهرب من الأجسام المضادة.. كل ما تريد معرفته عن متحور كورونا الجديد

فيروس كورونا
فيروس كورونا

أثار العلماء مخاوف بشأن ظهور متحور جديد من فيروس كورونا ينتشر بسرعة في الولايات المتحدة ويهدد بالتسبب في موجات أخرى من الوباء.

ماذا تعرف عن المتحور الجديد؟

المتحور الجديد لكورونا يُعرف باسم XBB.1.5، وهو واحد من أحدث متغيرات “أوميكرون”، التي تسببت في زيادة الحالات في المملكة المتحدة الشتاء الماضي.

وسيطرت متغيرات أوميكرون على عدوى كوفيد العالمية منذ ذلك الحين. تطورت XBB.1.5 من متغير XBB من أوميكرون، وهو نفسه اندماج بين نوعين مختلفين من BA.2.

ما مدى سرعة انتشاره؟

يبدو أن المتحور نشأ في ولاية نيويورك أو حولها في أواخر أكتوبر.

وفي نهاية ديسمبر، تضاعف عدد الحالات في الولايات المتحدة أكثر من الضعف في أسبوع. يمثل الآن حوالي 40 ٪ من جميع إصابات كورونا في الولايات المتحدة.

ويزداد عدد حالات الاستشفاء في نيويورك، مما يثير مخاوف من أن XBB.1.5 على وشك التسبب في مزيد من موجات المرض حيث ينتشر إلى بلدان أخرى.

وتشير بعض التقديرات الأمريكية إلى أن XBB.1.5 ينتشر بسرعة تزيد عن ضعف سرعة متغير BQ.1.1 ، وهو أحد أكثر المتغيرات شيوعًا الموجودة في المملكة المتحدة.

لماذا ينتشر بهذه السرعة؟

يحتوي المتحور على طفرة غير عادية تُعرف باسم F486P تساعده على الانتشار.

وتغير الطفرة جزءًا من فيروس كورونا الذي تستهدفه العديد من الأجسام المضادة من التطعيم أو العدوى السابقة. والتغيير يجعل الأجسام المضادة أقل فعالية في تحييد الفيروس.

والمتحور الأصلي، XBB، لديه طفرة مختلفة في نفس الموضع. هذا يجعل XBB جيدًا في التهرب من الدفاعات المناعية أيضًا، لكن الطفرة تأتي مع تكلفة: لا يمكن للفيروس أن يلتصق بالخلايا البشرية بشكل فعال، وبالتالي فإن الفيروس في الواقع أقل عدوى. لا يعاني XBB.1.5 من هذا العائق: فطفرة F486P تسمح له بالتهرب من الأجسام المضادة دون المساومة على مدى ارتباطها بالخلايا البشرية. في الواقع، إنه يرتبط بهم بقوة أكبر من XBB، مما يؤدي إلى زيادة العدوى.

وقال رافي جوبتا، أستاذ علم الأحياء الدقيقة الإكلينيكي بجامعة كامبريدج: "يمكن أن تؤدي الطفرة إلى هذا التهرب المناعي دون تكلفة العدوى وهذا هو سبب نجاحها".

وأشارت وسائل أعلام أميركية، خلال الأسبوع الماضي، إلى زيادة معدل الحالات المصابة بمتغير  XBB.1.5، الذي بات يمثل الآن حوالي 41 في المئة من الحالات الجديدة في الولايات المتحدة، وفقا لشبكة “سي إن بي سي” نقلا عن بيانات "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" التابعة لوزارة الصحة الأمريكية.

وتُظهر تقديرات الوكالة أن متحور XBB.1.5 مسؤول عن 4 بين كل 10 حالات مؤكدة في الولايات المتحدة للأسبوع المنتهي في 31 ديسمبر. وهذا يمثل ارتفاعا بنسبة 20 في المئة تقريبا عن الأسبوع المنتهي في 24 ديسمبر.

وأثار ذلك مخاوف من احتمال ظهور المزيد من الحالات على الصعيد الوطني، وفق موقع أكسيوس.

وفي مقابلة مع “سي بي إس”، قالت مديرة "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" الدكتورة باربارا ماهون: "نتوقع أن يكون المتحور السائد في المنطقة الشمالية الشرقية من البلاد وأن ينتشر في جميع مناطق البلاد".

وتشير بيانات بريطانية أيضا إلى أنه يمثل حالة واحدة من كل 25 حالة في المملكة المتحدة، ما يمكن أن يزيد الضغط على الخدمات الصحية الوطنية المنهكة بالفعل في فصل الشتاء.

وتقول شبكة "سي أن بي سي" أن XBB.1.5 أصبح ينتشر بسرعة في الولايات المتحدة لأنه يمتلك قدرة كبيرة على الهروب من المناعة، والالتصاق بالخلايا، بشكل أكبر من المتغيرات الفرعية الأخرى من عائلة XBB.

وتم التعرف على متغير XBB لأول مرة بالهند في أغسطس، وسرعان ما أصبحت السلالة الفرعية السائدة هناك، ثم تطورت إلى متغيرات فرعية أخرى هي XBB.1 و XBB.1.5.

متحور جديد لـ فيروس كورونا

وكان العلماء ومسؤولو الصحة العامة يراقبون عن كثب عائلة XBB منذ شهور لأن بها العديد من الطفرات التي يمكن أن تجعل اللقاحات بما في ذلك اللقاحات المعززة ضد أوميكرون أقل فعالية.

وقال أندرو بيكوس، عالم الفيروسات في جامعة جونز هوبكنز، لشبكة "سي أن بي سي" إن XBB.1.5 يختلف عن المتغيرين الآخرين في العائلة لأنه يحتوي على طفرة إضافية تجعله يرتبط بشكل أفضل بالخلايا.

وأضاف بيكوس: "يحتاج الفيروس إلى الارتباط بإحكام بالخلايا ليكون أكثر كفاءة في الدخول، ويمكن أن يساعد ذلك الفيروس على أن يكون أكثر فاعلية في إصابة الناس".

ونشر يون لونج ريتشارد كاو، العالم والأستاذ المساعد في جامعة بكين، بيانات على  تويتر تشير إلى أن XBB.1.5 لا يتهرب فقط من الأجسام المضادة بشكل أكبر من XBB، بل كان أفضل في الارتباط بالخلايا من خلال المستقبلات.

وحذر علماء في جامعة كولومبيا الأميركية، في دراسة نُشرت في وقت سابق من هذا الشهر في مجلة Cell، من أن ظهور المتغيرات الفرعية مثل عائلة XBB يمكن أن "يؤدي إلى زيادة كبيرة في حالات العدوى، وكذلك عودة العدوى" ويمكن أن "يضر بشكل أكبر بفعالية الللقاحات الحالية”.

وفضلا عن ذلك، فإن المتغيرات الفرعية لعائلة XBB مقاومة أيضا لعقار Evusheld، وهو مزيج من الأجسام المضادة يستخدمه الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة للوقاية من عدوى كوفيد.

ووصف العلماء مقاومة المتغيرات الفرعية XBB للأجسام المضادة للتطعيمات بأنها "مثيرة للقلق".