قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

شخصيات من التاريخ: طارق بن زياد.. فاتح الأندلس


* تعلم القراءة والكتابة وحفظ سوراً من القرآن الكريم وبعض الأحاديث النبوية
* قاتل البربر وفتح مدائنهم حتى بلغ مدينة طنجة فحاصرها وغزاها وأسلم أهلها
* حقق الأمويون بقيادة طارق انتصاراً ساحقاً أدى لسقوط دولة القوط الغربيين في معركة «وادي لكة»
أول من فتح الطريق نحو أندلس الإسلام أو بلاد الإسبان.. خاض المعارك وترك في كل مدينة فتحها ذكرى إسلامية وبصمات من روائع الشجاعة التي لا تتوقف.. فكان حقاً قائداً غيرعادي.. إنه طارق ابن زياد.
ولد طارق في القرن الأول الهجري عام 50هـ ويعود أصله إلى قبائل البربر الأمازيغية، ووفقاً للمؤرخ ابن خلدون: من القبيلة البربرية زناتة من نافزاوس، والتي تقع على ضفاف وادي تافنة «الجزائر»، أسلم على يد موسى بن نُصَير، فكان من أشد رجاله، فقد قيل إنه كان طويل القامة، ضخم الهامة، أشقر اللون، وتنطبق هذه الصفات على عنصر البربر.
يعتبر طارق بن زياد الليثي من أشهر القادة العسكريين في التاريخ ويحمل جبل طارق شمال المغرب اسمه كما نجح في الاستيلاء على إسبانيا، وقيل له طارق بن عمرو، مولى موسى بن نصير عامل بلاد المغرب من قبل الخليفة الأموي الوليد بن عبدالملك، وقائد الجيوش الإسلامية التي غزت شبه جزيرة أيبيريا.
لم يصل المسلمون إلى شمال أفريقيا إلا في عهد الخليفة الوليد بن عبدالملك، الذي وكّل موسى بن نصير مهمة فتح البلاد ونشر الإسلام في ربوعها، وقد دخلت القبائل الوثنية في الإسلام، ومن بينها قبيلة طارق بن زياد، وقد نشأ مثلما ينشأ الأطفال المسلمون فتعلم القراءة والكتابة وحفظ سوراً من القرآن الكريم وبعضاً من أحاديث النبي (صلى الله عليه وسلم) ثم ساعده حبه للجندية في أن يلتحق بجيش «موسى بن نصير» أمير المغرب وأن يشترك معه في الفتوح الإسلامية.
أظهر طارق شجاعة فائقة في القتال ومهارة كبيرة في القيادة لفتت أنظار موسى بن نصير بشجاعته وقوته، ولهذا عهد إليه بفتح شمال أفريقيا، وحارب طارق المشركين ودخل الكثيرون منهم في الإسلام وتم أسر من لم يسلم منهم، وبعد هذا النجاح عينه موسى بن نصير والياً على طنجة، فكان لطارق بن زياد الفضل في إخضاع القبائل البربرية في شمال أفريقيا وفي فتح الأندلس وهزم القوط في «معركة نهر لكه» و«معركة وادي موسى».
وبعيداً عن هذا لم يُعرف شيءٌ عن أعمال طارق بن زياد في أول نشأته، ولا عن اشتراكه في مقاتلة البربر أثناء ولاية زهير بن قيس على أفريقيا، فلما قُتل زهير في طبرق، عام 76هـ، عُين طارق أميرًا على برقة غير أنه لم يلبث طويلاً في هذا المنصب، إذ إنه سرعان ما اختير قائدًا لجيش موسى بن نصير، فأبلى بلاء حسنًا في حروبه، وظهرت لموسى قدرته في اقتحام المعارك، ومهارته في قيادة الجيش، فولاه على مقدمة جيوشه بالمغرب، وهكذا أتيح لطارق بن زياد أن يتولى قيادة جيوش موسى، ويشترك معه بقية بلاد المغرب، والسيطرة على حصون المغرب حتى المحيط الأطلسي، ومازال يقاتل البربر، ويفتح مدائنهم حتى بلغ مدينة طنجة، قصبة بلادهم، فحاصرها حتى غزاها، وأسلم أهلها.
بعد أن ولَى الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك قائده موسى بن نصير على المغرب، استطاع أن يفتح طنجة، وترك بها حامية يقودها مولاه طارق بن زياد، ومنذ ذلك الحين كان الحلم الأكبر الذي يراود طارق بن زياد هو اجتياز الماء إلى الجهة الأخرى واجتياح إسبانيا، وكان ميناء سبته أقرب المدن إليه، وكان حاكمها الكونت يوليان الذي كان نائبا للإمبراطور البيزنطي لذريق حاكم طليطلة، ولكنه تحرر من سلطان الدولة البيزنطية، وأصبح كالحاكم المستقل في سبتة وما حولها.
غارات طريف
كتب موسى بن نصير للخليفة يستأذنه في أن يوسع دائرة الفتح لتشمل بلاد الأندلس، فرد عليه الوليد بن عبدالملك قائلاً له «خضها بالسرايا حتى ترى وتختبر شأنها، ولا تغرر بالمسلمين في بحر شديد الأهوال»، فكتب إليه موسى مبيناً له أنه ليس ببحر خضم، وإنما خليج يبين للناظر منه ما خلفه، فرد عليه الوليد بأنه لا بد من اختباره بالسرايا قبل خوضه واقتحامه واستجابة لأمر الخليفة بدأ موسى بن نصير في تجهيز حملة صغيرة لعبور البحر إلى إسبانيا، وكان قوامها خمسمائة جندي يقودهم قائد من البربر يدعي «طريف بن مالك» لاستكشاف الأمر واستجلاء أرض الأسبان، وقدم يوليان لهذه الحملة أربع سفن أقلتهم إلى إسبانيا، فعبرت البحر ونزلت هناك في منطقة سميت بجزيرة طريف، نسبة إلى قائد الحملة، وكان ذلك في رمضان 91هـ، وجاست الحملة خلال الجزيرة الخضراء، وغنمت كثيرًا ودرست أحوال إسبانيا، ثم قفلت راجعة إلى المغرب، وقدم قائدها إلى موسى بن نصير نتائج حملته.
معركه وادي لكة
أقبل لذريق في جموعه وهم نحو مئة ألف ذوي عُدة وعدد، وهو على سريره، وعليه مظلّة مكللة بالدّر والياقوت والزبرجد، وحوله غابة من البنود والأعلام، وأقبل طارق وأصحابه، عليهم الزَرَدُ، من فوق رؤوسهم العمائم البيض، وبأيديهم القسي العربية، وقد تقلدوا السيوف، وشرعوا الرماح.
وقعت معركة وادي لكة بين قوات الدولة الأموية تحت إمرة طارق بن زياد وجيش الملك القوطي الغربي رودريغو الذي يعرف في التاريخ الإسلامي باسم لذريق، انتصر الأمويون انتصاراً ساحقاً أدى لسقوط دولة القوط الغربيين وبالتالي سقوط معظم أراضي شبه الجزيرة الأيبيرية تحت سلطة الخلفاء الأمويين، وقد سميت المعركة باسم النهر التي وقعت بالقرب منه وعلى ضفافه وهو نهر وادي لكة الذي يسمى بالإسبانية جواديليتي، ويطلق بعض المؤرخين على المعركة مسمى معركة سهل البرباط أو معركة شذونة، أو معركة دي لا جونا دي لا خاندا بالإسبانية.
انضم لجيش طارق بن زياد الكونت يوليان وبعض كبار الدولة القوطية من أعداء لذريق وعدد من جنودهم، تلاقى الجمعان قرب نهر وادي لكة. دامت المعركة 8 أيام وقاوم القوط مقاومة عنيفة في بادئ الأمر إلى أن انسحاب لواءان - أحدهما بقيادة أخيه الأرشيدوق أوباس - من أصل 3 ألوية من جيش لذريق أدى لضعضعة الأمور وإرباك الجيش.
يذكر أن لذريق اختفى أثره بعد المعركة، ويجمع أغلب الرواة على أنه مات كما يجمع أغلب المؤرخين على مقتل كل وجهاء البلاد ما عدا الأستورياسي بيلايو الذي هرب دون أن يشارك في القتال واتجه شمالاً. ولاذت فلول أعداء المسلمين بالجبال.