الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لجأ لـ كيد النسا.. هكذا ترك بولسونارو قصر رئاسة البرازيل لـ دا سيلفا

بولسونارو ودا سيلفا
بولسونارو ودا سيلفا

يبدو أنه أمام الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا منعطف خطر، فلن تستقر رئاسة البرازيل في ظل الحرب الذي يخوضها ضده الرئيس المنتهى ولايته جاير بولسونارو، والذي أعلن الحرب على منافسه بمحاولتين للتعدي عليه قبل توليه للرئاسة بشكل رسمي مع بداية هذا العام – وصفتهما بعض وسائل الإعلام بمحاولتي اغتيال – ولكنهما بائتا بالفشل، ثم لجأ إلى "كيد النسا" في تخريبه للقصر الرئاسي قبل مغادرته له منذ أيام.

وكشف تقرير لمحطة الإذاعة البرازيلية “جولد نيوز”، ما فعله الرئيس البرازيلي السابق الذي خسر في الانتخابات، جايير بولسونارو، من تخريب للقصر الرئاسي قبل أن يغادر منصبه، طالت العديد من أجزاء وأثاث القصر، وهي تصرفات يلجأ إليها اليمين المتطرف الذي ينتمي إليه بولسونارو، من عنف وتخريب للمنشآت.

كان اليساري لولا دا سيلفا قد فاز بالرئاسة مرة ثالثة، مطيحاً بسلفه بولسونارو، في الجولة الثانية في الانتخابات الرئاسية، والتي أجريت في 30 أكتوبر 2022، وفاز دا سيلفا بعد حصوله على 50.9% من الأصوات، وتولى منصبه بشكل رسمي يوم الأحد الماضي.

 آرائك ممزقة ونوافذك مكسورة

جايير بولسونارو الذي يعد منبوذا عالميا لتدميره لغابات الأمازون بحثا عن المعادن لصالح العصابات، لم تتوقف أعمال التدنيس التي قام بها على الغابات المطيرة، حيث أن هذا التدمير طال المقر الرئاسي الرسمي، والذي يعد تحفة فنية تعود إلى خمسينيات القرن الماضي للمهندس المعماري أوسكار نيماير، فقد دنس من قبل السياسي اليميني المتطرف خلال السنوات الأربع التي قضاها في السلطة، وفق تقرير مراسلة صحفية برازيلية بعد تجولها داخل القصر.

فقد قامت إحدى المراسلين السياسيين البارزين لشبكة، ناتوزا نيري، بجولة في قصر الفورادا (قصر الفجر) الخميس الماضي مع السيدة الأولى الجديدة للبرازيل ، روزانجيلا لولا دا سيلفا ، فوجد داخل القصر سجاد وأرائك ممزقة ، وسقوف متسربة، ونوافذ مكسورة وألواح أرضية من قماش الجاكاراندا، وأعمال فنية مخربة.

أسوأ من مبنى إقامة طلاب متداعٍ

ووصفت الصحف البرازيلية صور القصر المتهدم، بأنها تشبه صور أماكن إقامة الطلاب المتداعية أكثر من صور مبنى مدرج صممه أحد أشهر المهندسين المعماريين المعاصرين في العالم، حيث تضرر نسيج من تصميم إميليانو دي كافالكانتي، أحد أشهر فناني القرن العشرين في البرازيل، بعد نقله من المكتبة وتعليقه في الشمس.

قال نيري إن العديد من الأعمال الفنية اختفت تمامًا من القصر ، الذي اكتمل بناؤه عام 1958، قبل عامين من افتتاح العاصمة البرازيلية المخصصة لهذا الغرض من قبل الرئيس آنذاك ، جوسيلينو كوبيتشيك، فيما قالت السيدة الأولى ، المعروفة على نطاق واسع باسم جانجا، إنها شعرت "بخيبة أمل" و"اهتزت" بسبب حالة تدهور منزلها الجديد.

الرئيس السابق هارب في أمريكا ويبحث عن جنسية أخرى

يبدو أن بولسونارو ، الذي تخلى عن برازيليا عشية أداء لولا اليمين يوم الأحد الماضي، من غير المرجح أن يعود قريبًا، حيث أنه هارب إلى فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية، ويقال إنه يخشى المقاضاة على جرائم مزعومة بما في ذلك استجابته المناهضة للعلم لوباء كوفيد الذي أودى بحياة ما يقرب من 700000 شخص في بلاده، وذلك وفق تقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية.

فيما زعم تقرير في مجلة إستو البرازيلية هذا الأسبوع أن الرئيس السابق كان يضغط على الحكومة الإيطالية لمنح جنسية عائلته وأنه يأمل في الانتقال إلى هناك بعد فترة قضاها في الولايات المتحدة لتجنب السجن، وبحسب ما ورد اعتقد بولسونارو أن السلطات البرازيلية لن تكون قادرة على تسليمه من الدولة الأوروبية، التي هاجر منها جده الأكبر فيتوريو بولزونارو في أواخر القرن التاسع عشر.

حصار للفندق وإطلاق نار .. هذا ما تعرض له دا سيلفا

وبعد إعلان فوز دا سيلفا في الانتخابات الرئاسية، كان هناك محاولتان للتعدي عليه خلال شهر ديسمبر – الشهر الفاصل بين النجاح وتولي مهمة الرئاسة – كانت الأولى في مساء 13 ديسمبر الماضي، وذلك عندما حاصرت مجموعة من أنصار الرئيس السابق جايير بولسونارو، الفندق الذي يقيم فيه الرئيس المنتخب لولا دا سيلفا في العاصمة البرازيلية برازيليا، في محاولة لاقتحام الفندق في الساعات الأولى من يوم التعدي بتوقيت البرازيل، وسط انتشار اشاعات حول مصير دا سيلفا حينها.

وقامت السلطات البرازيلية حينها بنشر نحو 60 من أفراد الشرطة العسكرية حول مدخل المبنى لحماية الرئيس المنتخب، فيما أعلن وزير العدل البرازيلي أنه اتخذ إجراءات لاحتواء الفوضى في برازيليا، خصوصا بعد الهجوم أيضا على مقر الشرطة الفيدرالية وحرق عدد من سياراتها والهجوم على مكاتبها في عاصمة البرازيل.

وفي اليوم التالي للحادث اتّهم الرئيس البرازيلي المنتخب دا سيلفا، الرئيس السابق بولسونارو بالتحريض على العنف، وقال إنّ الرئيس المنتهية ولايته لم يعترف بعد بهزيمته، ويواصل تحريض هؤلاء النشطاء الفاشيين على الاحتجاج في الشارع، ويتّبع السيناريو نفسه الذي اتّبعه جميع الفاشيين في العالم".

وقبل أيام من حفل تنصيب دا سيلفا للرئاسة،  كان هناك إطلاق نار مازال محل تحقيق من الشرطة بالقرب من مقر إقامة دا سيلفا، وهو الحادث التي ربطته الصحف البرازيلية بقرب تنصيب دا سيلفا للرئاسة، ومؤشر لتعامل اليمين المتطرف مع الرئيس خلال مدة حكمه الحالية.

بولسونارو والعفو عن ضباط مدانين بارتكاب مجزرة السجون

وقبل مغادرته للرئاسة والذهاب إلى أمريكا بأيام قليلة أصدر بولسونارو مرسوماً عفا بموجبه عن رجال أمن دينوا بارتكاب جرائم قبل أكثر من 30 عاماً، وينطبق وفق خبراء قانونيين على مرتكبي مجزرة في أحد السجون عام 1992.

وأفادت وثيقة رسمية بأن هذا الإجراء التقليدي بمناسبة عيد الميلاد، والذي يأتي قبل تسعة أيام من مغادرة بولسونارو منصبه، يشمل ضباطاً وأفراداً جرائمهم "تصنف خطيرة للغاية" وارتُكبت في أثناء أداء واجبهم منذ أكثر من ثلاثة عقود، وبالتالي فإن هذا المرسوم يعفي 74 من رجال الشرطة الذين دينوا بارتكاب مجزرة في سجن كارانديرو في ساو باولو في 2 أكتوبر 1992، عندما قُتل 111 سجيناً في تدخل للشرطة العسكرية للسيطرة على أعمال شغب، وفقاً لمتخصصين.