الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد القضاء على الإرهاب.. كيف دعمت الدولة قطاع السياحة لتجعله في الصدارة؟

الأماكن السياحية
الأماكن السياحية

يعد قطاع السياحة من أبرز القطاعات التي تأثرت بموجة العنف والإرهاب خلال الفترات السابقة، حيث أن الدول التي تعاني من موجات عنف تتضاعف خسائرها في هذا القطاع حتى تتخلص من بتراثن الإرهاب وتستعيد عافيتها واستقرارها مرة أخرى.

وقطاع السياحة في مصر واحد من أهم القطاعات التي تعول عليها الدولة، وتعد مصدر من مصادر الدخل القومي، وتوفير العملة الأجنبية بمختلف أنواعها، خاصة الدولار.

وتحدثت وزيرة التضامن الإجتماعي، نيفين القباج، عن معاناة الدولة في مواجهه الإرهاب الذي بدأ في التسعينات، ثم استقرت الأوضاع وتم السطيرة عليه، حتى عاد في الألفينات مرة أخرى، وعقب عزل جماعة الإخوان من حكم مصر، عاد الإرهاب مرة أخرى وسيطرت عليه الدولة المصرية خلال الفترة الأخيرة، حتى تخلصت منه بشكل نهائي. 

أفضل المدن السياحية في مصر.. أهم الأماكن والمزارات
الأماكن السياحية 

التكلفة الاقتصادية للإرهاب

وأوضحت وزيرة التضامن، أن فكرة بحث التكلفة الاقتصادية للإرهاب بدأت وفقا لتوجيهات رئيس الجمهورية لأكثر من مؤسسة حكومية وبحثية، لإجراء بحث وطني متكامل يرصد التكلفة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية للإرهاب، وحجم تكلفة الدولة تجاه موجات الإرهاب خاصة خلال الفترة التي مرت بها مصر خلال العقود الثلاثة الأخيرة.

وأكدت أن هذا البحث متكامل لأن الإرهاب المادي يبدأ بالفكر وينتهي بالفعل، مشيرة إلى أن البحث أثبت أن الفقر بأبعاده المختلفة يوفر بيئة حاضنة للإرهاب والقوة الدافعة والجاذبة له، كما أنه يؤثر  على النقد الأجنبي وفرص الاستثمار في الدولة من خلال التأثير على قطاعات مختلفة منها التجارة الخارجية والسياحة.

وبلغ اجمالي التكاليف التي تحملتها الدولة في قطاع السياحة فقط حوالي 208 مليارات دولار أمريكي، كما تقدر التكلفة الاقتصادية التقديرية المترتبة على العمليات الإرهابية 385 مليار جنيه مصري بما يعادل 24 مليار دولار أمريكي، أما فيما يخص السياحة والأجهزة الاقتصادية فبلغت 235 مليار دولار.

قامت الدولة المصرية على مدار ثماني سنوات وتحديدا منذ تولي "الرئيس عبد الفتاح السيسي في 2014 على الارتقاء بقطاع السياحة وافتتاح عدد كبير من المتاحف والمناطق الأثرية بهدف توفير بيئة ملائمة وجاذبة لأكبر عدد من السياح.

وأعادت مصر تأهيل وافتتاح مجموعة من المتاحف الكبيرة وكان على رأسها متحف الحضارات ومن المنتظر افتتاح المتحف الكبير وغيره بهدف الارتقاء بهذا القطاع الكبير.

وتوقع صندوق النقد الدولي أن ترتفع إيرادات مصر من السياحة خلال 5 سنوات مالية مقبلة بشكل تدريجي لتصل إلى نحو 28.8 مليار دولار بحلول منتصف 2028 لتقفز بذلك بنحو 155% مقارنة مع إيرادات متوقعة خلال العام المالي الجاري.

وجاءت إيرادات السياحة المتوقعة في 5 سنوات، كالتالي:

  • عام 2023- 2024: 14.2 مليار دولار.
  • عام 2024- 2025: 18.9 مليار دولار.
  • عام 2025- 2026: 22.8 مليار دولار.
  • عام 2026-2027: 26.5 مليار دولار.
  • عام 2027- 2028: 28.8 مليار دولار.
السياحة والسفارة المصرية في بولندا يعقدان لقاء مع ممثلي القطاع السياحى  البولندى
الأهرامات

جهود الدولة وزيادة الإقبال

وفي ذلك السياق، قال مجدي صادق، عضو لجنة شركات السياحة، إن زيادة الإقبال على زيارة مصر في الفترة الأخيرة يرجع الي جهود الدولة التي اهتمت بجعل مصر على قائمة الوجهات السياحية المهمة في جميع دول العالم، مشيرًا أن حديث وزيرة التضامن عن معاناة قطاع السياحة خلال الثلاث عقود الأخيرة بسبب الإرهاب صحيح جدًا، لأن قطاع السياحة عندما يستعيد عافيتة مرة أخرى كانت تحدث عمليات إرهاب تجعلنا نرجع إلى الخلف، مثلما حدث في عام 92 في أول عملية إرهابية تضرب قطاع السياحة. 

وأكد صادق – في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي والدولة المصرية أنتصروا على الإرهاب خلال الفترة الماضية، ومنذ تولي الرئيس وهو يعمل على تنشيط القطاع السياحي بشكل كامل وفي إتجاهات مختلفة، وهذا واضح من خلال إنشاء العديد من المتاحف مثل "متحف الحضارة" الذي تم إفتتاحة بمنطقة الفسطاط الجديدة، وموكب الموميوات الذي أبهر العالم، والمتحف المصري الكبير، الذي أقيم بمنطقة الأهرمات ومن المتوقع إفتتاحة قريبًا، ولا ننسى أيضًا القاهرة الإسلامية التي تقوم بإنشائها الدولة في الفترة الحالية، فكل هذه الأنشطة تعد بمثابة بناء بنية تحتيه لجزب السياحة إلى مصر، وهي تسمى بسياحة المتاحف.

وأضاف صادق، أن لجنة أتحاد الغرف السياحية، وضعت خطة عمل أيضًا للتركيز على السياحة الدينية المستغلبة، ومنه مسار العائلة المقدسة، لأن التركيز على السياحة الدينية له تأثير قوي على إخماد مفهوم الإرهاب، والدولة تبنت هذه الفكرة وعملت عليها بشكل قوي في الأربع سنوات الأخيرة، ولا سيما أن الدولة أيضًا تقوم بحملات ترويجية للسياحة كل شهر تقريبًا وتستهدف دول بعينها مثل أسبانيا والصين واليابان، فكل هذه الجهود تعمل على إعادة تنشيط السياحة المصرية مرة أخرى لتعزز دخلها القومي للبلاد.

واستكمل صادق، أن السائحين الذين تكون مصر وجهتهم الأولى يكونوا قادمين في الغالب من الدول الأوروبية وأمريكا اللاتينية وشرق آسيا وبالتالي تكون هناك كثافة عددية كبيرة بمصر، وبالتالي تساهم هذه الكثافة العددية في تحقيق نسبة اشغالات عالية قد تصل إلى 100%.

واختتم صادق، بأن الدولة تستعد خلال الفترة المقبلة للسياحة الخديوية، وهي إستغلال القصور الخديوية في إقامة فنادق سياحية على مستوى عالي، لجزب السياح من جميع دول العالم، لكي يعيشوا مثل تلك الملوك داخل مصر وبمبالغ باهظة جدًا، فإمارة دبي بدأت تنفيذ مثل تلك الفكرة وأقامت أول فندق وسعر الليلة الوحدة 50 ألف دولار، ومن المقرر أن المتحف المصري الكبير سوف يكون عامل جزب كبير للسياحة، لأنه أكبر متحف أثري بالشرق الأوسط وكاد أن يكون بالعالم، وجميع دول العالم تنتظر هذا المتحف بشغف كبير.