الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ضرب الأزواج ظاهرة؟.. أسباب قضايا العنف الأسري ونسبتها في المحاكم

صدى البلد

لا تزال قضايا العنف الأسري من القضايا التي تؤرق كثيرين، وفي البداية كان المتعارف عليه هو رفع الزوجة قضايا ضد زوجها لتعرضها للعنف الأسري من قبل الزوج، لكننا نجد أيضاً قضايا تُرفع من الزوج ضد زوجته لتعرضه للعنف الأسري، ويوجد نسب قضايا ترفع من قبل الأبناء لتعرضهم للعنف الاسري، وتتعدد الأسباب والدوافع وراء ممارسة العنف الأسري سواء من الزوجة أو الزوج. 

عدد قضايا العنف الاسري 

أظهرت إحصاءات وزارة العدل بشأن قضايا العنف الأسري خلال 2021/2022 تلقي نحو 9538 قضية عنف أسري ونسبة 89.5% منها مرفوعة من الزوجات، وأشار البيان الإحصائي الخاص بقضايا العنف الأسري لعامي 2021/2022 الوارد من النيابات المختصة إلى أن العدد الأكبر من القضايا هو القضايا المرفوعة من الزوجة ضد الزوج.

وتراجعت أعداد القضايا المرفوعة من الزوج ضد الزوجة والقضايا المرفوعة من الأبناء وذلك على مستوى جميع المحاكم.

وتبلغ قضايا العنف الأسري على مستوى الجمهورية 9538 قضية منها 8529 قضية مرفوعة من الزوجة بنسبة 89.5% ومنها 518 قضية مرفوعة من الزوج بنسبة 5.4% والباقي وعددها 491 قضية مرفوعة من الأبناء بنسبة 5.1%.

وجاءت أعلى نسبة للقضايا إجمالا في محكمة جنوب الزقازيق ويبلغ عدد القضايا بها 2459 قضية بنسبة 25.8% ويليها محكمة حلوان بـ1748 قضية بنسبة 18.3%، كما أن المحكمتان هما الأعلى في عدد القضايا من الزوجات ضد الأزواج، وتخلو أغلب محاكم الصعيد من قضايا العنف الأسري باستثناء محافظات بني سويف وأسيوط وقنا على الترتيب.

كما غابت قضايا العنف الأسري عن محاكم بعض المحافظات الحدودية مثل شمال سيناء وهو ما قد يجد تفسيره بسبب غلبة العادات والتقاليد البدوية والتمسك بها في إدارة العلاقة داخل الأسرة، وتخلو محافظات بالوجه البحري من قضايا العنف الأسري ومنها الدقهلية وبورسعيد.

الانفتاح على المجتمعات الاخرى 

جاء ذلك في تقرير استعرضه مجلس الشيوخ من لجنة مشتركة من لجنة حقوق الإنسان والتضامن الاجتماعي ومكاتب لجان الشؤون الدستورية والتشريعية والثقافة والسياحة والآثار والإعلام، والشؤون الدينية والاوقاف، عن موضوع ظاهر العنف الأسري، الأسباب والآثار وسبل المواجهة.

ظهرت دراسة صادرة عن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بعناوين: العنف في الحياة اليومية في المجتمع المصري "دراسة تتبعية عام 2022"، زيادة نسبة الخلافات المادية للخلافات الزوجية إلى 26.8% مقارنة بـ10.2% في الدراسة السابقة عام 2002، جاء ذلك في تقرير استعرضه مجلس الشيوخ من لجنة مشتركة من لجنة حقوق الإنسان والتضامن الاجتماعي ومكاتب لجان الشؤون الدستورية والتشريعية والثقافة والسياحة والآثار والإعلام، والشؤون الدينية والاوقاف، عن موضوع ظاهر العنف الأسري -الأسباب والآثار وسبل المواجهة-.

وبحسب الدراسة، تزايدت نسبة المشادات الكلامية بين الأزواج حيث بلغت النسبة في الدراسة التي أجريت عام 2002 نحو 6.4% في مقابل 15.1% في الدراسة الحالية.

وأوضحت الدراسة: هذه النسب تعكس أن منحنى الخلافات الزوجية المتزايد كان نتيجة التطورات التي شهدها المجتمع من تطور تكنولوجي وانفتاح على مجتمعات اخرى عبر الدراما التلفزيونية مع ما تحمله من مؤثرات على نمط الحياة اليومية داخل المجتمع المصري.

ظاهرة ضرب الأزواج 

في هذا الصدد قال الدكتور محمد فتحي أستاذ علم النفس الجنائي بمعهد الدراسات الجنائية بكلية الحقوق بالقاهرة إن العنف النفسي له أشكال عديدة مثل السب والشتائم والقذف وممارسة الابتزاز والتهديد والانتقاص من دور الزوج أو الزوجة والتجاهل، مشيراً إلى أن ممارسة العنف ضد الرجل وتعرضهم للعنف النفسي والتجاهل وهو ما يؤدي إلى الاكتئاب أو تعاطي المخدرات والكحول كمان نسبة كبيرة من الرجال حول العالم تمارس ضدهم ضغوطات نفسية وهذا ما جعلهم يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة وهو ما يؤدي إلى زيادة ظواهر الاكتئاب.

ويشير إلى وجود دراسة قامت بها بريطانيا في عام 2012 أثبتت هذه الدراسة أن حوالي أكثر من نصف ضحايا العنف الأسرى من الرجال يعانون من تدهور في الحالة النفسية والعقلية ويلازمهم بعض الأعراض المرضية الخاصة مثل التوتر والقلق والخوف المرضي الدائم، لافتاً إلى أن الدراسة تؤكد أن حوالي 30% من الرجال يعانون من الخوف من شريكة حياتهم وهو ما يجعلهم يفقدون السلطة على الاسرة وهو ما يؤدي إلى العنف.

علامات العنف ضد الزوجة تكون واضحة 

من جانبه قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إنه لا يوجد شخص سليم نفسياً تماماً، موضحاً إن الجميع يعاني من الاضطرابات الشخصية، ولكن تقبل الزوجة للضرب من البداية أمر خطأ، حيث إن الزوجة التي تسمح لزوجها أو خطيبها بضربها أثناء الخطوبة أو إهانتها تتحمل ما يحدث لها طيلة العمر، مؤكداً أنه في بداية الزواج أو الخطوبة تظهر على الرجل علامات العنف من خلال تعامله وسلوكه، وإذا وافقت على ذلك يستمر ويزيد ويتكرر الضرب.

وأضاف خلال تصريحات صحفية، يجب أن يكون هناك موقف من أول تعدي، لأن الرجل إذا لم يجد من يقف له يزداد في عنفه وإيذائه للزوجة، ولكنه في نفس الوقت يخاف ويخشى من خسارتها وخسارة البيت، فإذا وجدها اتخذت موقفا جادا من بداية التعدي عليها ولم تسمح بذلك، لا يتكرر الضرب ويخشى من انتهاء الزواج.

%75 من الأطفال يتعرضون للعنف 

بدورها قالت الدكتورة فيفيان فؤاد، مستشار وزارة التضامن الاجتماعي لبرنامج وعي وبرامج المواطنة، إن أشهر أنواع العنف الاسري هو العنف ضد الأطفال، حيث أوضحت في فيديو لها على الصفحة الرسمية لوزارة التضامن الاجتماعي في نوفمبر 2022، أن نسبة العنف الأســـري ضـــد الأطفال وفقًا لأخر مسح للأسرة المصرية، وصلت إلى 75 % من الأطفال المصريين من سن سنة واحدة لسن 14 سنة تعرضوا لأشكال مختلفة من العنف، بداية من الضرب الخفيف وانتهاءً بأنواع من الضــــــرب والحرق والركل العنيف.

واستكملت: العــنف ضد المرأة وفقًا للمسح الصحي الأخير هناك حوالي 25% من النساء المصريات من سن 15: 45 سنة تعرضن لأنواع مختلفة من العنف، من بينها اللفظــي والمعنوي، موضحة: أشكال كثيرة جدًا من العنف تتعرض لها النساء وخاصة البنات الصغيرات فــي السن، مثل ختان البنات وزواج الأطفال، وكلما كانت الطفلة أصغر كلما يزداد العنف ضدهــا، وأيضاً هناك عنف داخل الأسرة ضد المسنين، وعنف يمارس ضد الرجال عند كبر سنهم.

ونصحت فيفيان فؤاد البنات الصغيرات والسيدات وقالت، إن بداية حل أي مشكلة هو التحدث عنها بمنتهى الصراحة، مشيرة إلى أن المؤسسات سواء مؤسسات حكومة أو مجتمع مدني أو مؤسسات دينية ستقف بجانبها.