الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عمل يدخلك الجنة دون سابقة عذاب .. يغفله الكثيرون

الجنة
الجنة

كشف الدكتور مختار مرزوق العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، عن عمل يدخلك الجنة دون سابقة عذاب، موضحاً خلال إجابته السر في ارتباط دخول الجنة في الجمع بين الإيمان والعمل الصالح في ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا ۙ قَالُوا هَٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ۖ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ ۖ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).

عمل يدخلك الجنة دون سابقة عذاب

وقال “مرزوق” في الجواب عن عمل يدخلك الجنة دون سابقة عذاب، ﺇﻥ ﻗﻠﺖ : ﻛﻴﻒ ﺷﺮﻁ في ﺩﺧﻮﻝ اﻟﻤﺆﻣﻦ اﻟﺠﻨﺔ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺼﺎﻟﺢ، ﻣﻊ ﺃﻥ ﻣﺠﺮﺩ اﻹﻳﻤﺎﻥ ﻛﺎﻑٍ ﻓﻲ ﺩﺧﻮﻟﻬﺎ؟، فقد أجاب عن ذلك شيخ الإسلام زكريا الأنصاري بقوله: اﻟﻤﺮاﺩ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ اﻟﺼﺎﻟﺢ: ثلاثة أقوال الأول اﻹﺧﻼﺹ ﻓﻲ اﻹﻳﻤﺎﻥ، الثاني اﻟﺜﺒﺎﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻟﻰ اﻟﻤﻮﺕ. الثالث اﻟﻤﺮاﺩ ﺑﺪﺧﻮﻝ اﻟﺠﻨﺔ ﺩﺧﻮﻟﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻔﺎﺋﺰﻳﻦ.

وأكد أن من أراد دخول الجنة دخولاً أولياً دون سابقة عذاب فعليه أن يسارع إلى العمل الصالح قدر استطاعته، ومن تقاعس عن العمل الصالح فأمره إلى الله تعالى إن شاء عافاه وإن شاء عذبه.

حال السعداء في الجنة

وقال الإمام ابن كثير في تفسيره الآية: لما ذكر تعالى ما أعده لأعدائه من الأشقياء الكافرين به وبرسله من العذاب والنكال، عطف بذكر حال أوليائه من السعداء المؤمنين به وبرسله، الذين صدقوا إيمانهم بأعمالهم الصالحة، وهذا معنى تسمية القرآن مثاني على أصح أقوال العلماء، وهو أن يذكر الإيمان ويتبعه بذكر الكفر، أو عكسه، أو حال السعداء ثم الأشقياء، أو عكسه. وحاصله ذكر الشيء ومقابله.

وأما ذكر الشيء ونظيره فذاك التشابه؛ فلهذا قال تعالى: (وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار) فوصفها بأنها تجري من تحتها الأنهار، كما وصف النار بأن وقودها الناس والحجارة، ومعنى (تجري من تحتها الأنهار) أي : من تحت أشجارها وغرفها، وقد جاء في الحديث: أن أنهارها تجري من غير أخدود، وجاء في الكوثر أن حافتيه قباب اللؤلؤ المجوف، ولا منافاة بينهما، وطينها المسك الأذفر، وحصباؤها اللؤلؤ والجوهر، نسأل الله من فضله [ وكرمه ] إنه هو البر الرحيم .

وقال ابن أبي حاتم : قرئ على الربيع بن سليمان : حدثنا أسد بن موسى ، حدثنا ابن ثوبان ، عن عطاء بن قرة ، عن عبد الله بن ضمرة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنهار الجنة تفجر من تحت تلال - أو من تحت جبال - المسك .

وقال أيضا : حدثنا أبو سعيد ، حدثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن عبد الله بن مرة ، عن مسروق ، قال : قال عبد الله : أنهار الجنة تفجر من جبل مسك .

وقوله تعالى : ( كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل) قال السدي في تفسيره، عن أبي مالك، وعن أبي صالح ، عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود ، وعن ناس من الصحابة: (قالوا هذا الذي رزقنا من قبل) قال : إنهم أتوا بالثمرة في الجنة ، فلما نظروا إليها قالوا : هذا الذي رزقنا من قبل في [ دار ] الدنيا .