الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فتاوى الصيام| هل تبطله الحقنة الوريدية أو العضلية؟.. وحكم إخراج الكفارة بدلا من الصوم

فتاوى الصيام
فتاوى الصيام

فتاوى الصيام

استعمال الحقنة الوريدية أو في العضل للعلاج أو للتقوية هل مبطلة للصوم ؟

هل يجوز إخراج كفارة بدلا من قضاء الصيام؟

هل يجوز الإطعام بدلا من صوم قضاء رمضان ؟ 

حكم صوم مريض الزهايمر يأكل ويشرب ناسيًا 

يقدم موقع صدى البلد- مع الاستعداد لاستقبال شهر رمضان المعظم لعام 1444هـ - أبرز وأهم الفتاوى الخاصة بالصوم ضمن فتاوى الصيام. 

في البداية.. قالت دار الإفتاء المصرية، إن الحقن بجميع أنواعها "العلاجية - أنسولين - فيتامينات" سواء كانت في العضل أو الوريد لا تفطر.

وأضافت الإفتاء في معرض اجابتها على سؤال من أحد المتابعين لصفحتها ، قائلة استعمال الحقنة الوريدية أو في العضل للعلاج أو للتقوية مبطلة للصوم؟، بقولها إنه لا يبطل الصوم بشيء مما ذكر؛ لأن شرط نقض الصوم أن يصل الداخل إلى الجوف من منفذ طبيعي مفتوح ظاهر، والمادة التي يحقن بها لا تصل إلى الجوف أصلا، ولا تدخل من منفذ طبيعي مفتوح ظاهر، فوصولها إلى الجسم من طريق المسام لا ينقض الصوم.

كما قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إنه يجب على من أفطر أياما في رمضان بعذر شرعي، أن يقضي صيام هذه الأيام، منوهًا بأن قــضـاء أيــام رمـضـان واجـب عـلى مـن أفـطر لعذر مـتـي تحققت القدرة عليه.

واستشهد «الأزهر» عبر صفحته بموقع لتواصل الاجتماعي فيسبوك، في إجابته عن سؤال: «هل يجب على من أفطرت في رمضان بسبب الحمل قضاء هذه الأيام، أم يمكن إخراج كفارة؟»، بما ورد في قوله تعالى : «فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ» الآية 184 من سورة الــبقــرة.

وأوضح أن الحمل هو عذر مؤقت للإفطار أيام من رمضان، ولـأن الــعــذر مـؤقـــت؛ فيجب القضاء متى زال هذا العذر، ولا يُنْتَقل إلى الإطعام إلا في حالة العجز الدائم عن القضاء بوجود مرضٍ مزمنٍ يتعذر معه الصوم مثًلًا، أعاننا الله وإياكم على طاعته، وتقبل منا ومنكم.

كما أجاب الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، عن سؤال ورد اليه خلال أحدي الدروس الدينية،مضمونة: إذا لم يتم تعويض أيام الصيام قبل رمضان المقبل لكثرتها فهل يجوز الإطعام؟". 

ليجيب “جمعة”، قائلاً:" الإنسان مادام قادرا على الصيام وإن كثر فإنه يحاول القضاء ويؤخر الإطعام لحين العجز، فالذي عليه أيام ولو كثر فعليه ان يصوم الأثنين والخميس وعندنا أكثر من 50 اسبوعا فى السنة، فلو صومنا الاثنين والخميس فى الـ50 يصير 100 يوم اى 3 سنوات وتلت فتكون قد قضيت ما عليك من أيام وأيام.

أما لو كان 5 أو 6 أيام فإن هذه الخمسة لو تراكمت تكون بعد 30 سنة 150 يوم أى تخلص فى سنة ونص، فلا تثكثر هذا وابدأ فى الصيام، فإذا عجزت وكبر سنك وغير قادر على الصيام اطعم عن كل يوم مسكين. 

وحول حكم صوم «الزهايمر» الذي ينسى فيأكل أو يشرب ناسيًا في نهار رمضان أو أيام القضاء؟ سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء. 

وقال علي جمعة في بيانه الحكم الشرعي لصيام مريض ألزهايمر، إن مرض «ألزهايمر» داء يصيب العقل، وله أعراض ومراحل، تبدأ بالنسيان وتناقص في الذاكرة، وتنتهي بفقدان الذاكرة كليةً، وقد جاء ذكر قريب من هذا في النصوص الشرعية؛ فقال تعالى: {وَاللهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} [النحل: 70].

ذَكَرَ الإمامُ الفخر الرازي في تفسيره (مفاتيح الغيب 20/ 239، ط. دار إحياء التراث العربي) أن في هذه الآية الكريمة: [إشارة إلى مراتب عمر الإنسان، والعقلاء ضبطوها في أربع مراتب: أولها: سن النشوء والنماء. وثانيها: سن الوقوف وهو سن الشباب. وثالثها: سن الانحطاط القليل وهو سن الكهولة. ورابعها: سن الانحطاط الكبير وهو سن الشيخوخة] اهـ.

ويبيِّن الإمام البيضاوي في تفسيره (أنوار التنزيل وأسرار التأويل 3/233، ط. دار إحياء التراث العربي) معنى قوله تعالى: {لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا} أي: [ليصير إلى حالة شبيهة بحالة الطفولية في النسيان وسوء الفهم] اهـ.

وتابع: قد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم مِن أنْ يُردَّ إلى أرذل العمر؛ فقد روى الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الملك بن عمير، سمعتُ عمرو بن ميمون الأودي قال: كان سعد يعلم بنيه هؤلاء الكلمات كما يعلم المعلم الغلمان الكتابة، ويقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ منهن دبر الصلاة: «اللهم إني أعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر». فحدثت به مصعبا فصدقه.

قال البدر العيني في شرح صحيح البخاري (عمدة القاري 14/ 119، ط: دار إحياء التراث العربي): [(أرذل الْعُمر)، هُوَ الخرف، يَعْنِي: يعود كَهَيْئَته الأولى فِي أَوَان الطفولية، ضَعِيف البنية سخيف الْعقل قَلِيل الْفَهم، وَيُقَال: أرذل الْعُمر: أردؤه، وَهُوَ حَالَة الْهَرم والضعف عَن أَدَاء الْفَرَائِض، وَعَن خدمَة نَفسه فِيمَا يتنظف فِيهِ فَيكون كَلًّا على أَهله ثقيلًا بَينهم، يتمنون مَوته فَإِن لم يكن لَهُ أهل فالمصيبة أعظم] اهـ.

وقال الـمُناوي في فيض القدير (2/124، ط. المكتبة التجارية الكبرى): [(أرذل العمر): آخره في حال الهرم والخرف والعجز والضعف وذهاب العقل، والأرذل من كل شيء الرديء منه] اهـ.

وأشار علي جمعة إلى أن أرذل العمر هو الهرم والخرف، والفرق بين الخرف والجنون -كما يقول الإمام السبكي فيما ينقله عنه الإمام السيوطي في الأشباه والنظائر (ص 212، 213، ط: دار الكتب العلمية)- أن الخرف عبارة عن اختلاط العقل بالكبر، ولا يسمى جنونًا؛ فالجنون يعرض من أمراض سوداوية ويقبل العلاج، والخرف خلاف ذلك، ويظهر أن الخرف رتبة بين الإغماء والجنون، وهي إلى الإغماء أقرب. اهـ.

والمختار للفتوى أن من أكل أو شرب ناسيًا في نهار رمضان فلا قضاء عليه ولا كفارة وصيامه صحيح؛ وذلك لِما روي في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا نسي فأكل وشرب فليتم صومه؛ فإنما أطعمه الله وسقاه».

وفي رواية أخرى للبخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من أكل ناسيًا وهو صائم فَلْيُتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه».