الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

20 عامًا على غزو العراق.. أمريكا والغرب لا يشعرون بالندم ولا يعترفون بالخطأ

صدى البلد

بعد 20 عاما من غزو الولايات المتحدة وحلفائها للعراق عام 2003، لم تتغير المجتمعات والسياسات الغربية أيضا، والدليل أنه بعد غزو العراق بثماني سنوات تقريبا، كان هناك حربا أخرى علي ليبيا عام 2011، بحسب مقالا مجلة فايننشال تايمز بعنوان (حرب العراق تركت المجتمعات الغربية دون تغيير) للكاتب جانان جانيش.

 

وأضاف المقال أنه على الرغم من الخسائر الأمريكية كانت أعلى بكثير في فيتنام من حرب العراق، إلا أن حرب العراق كانت أكثر الحروب إثارة للجدل خاضتها دولة غربية في نصف القرن الماضي.

 

وفي فيتنام لم يشارك أي مواطن أوروبي في الحرب، لكن في العراق شاركت دول أوروبية وكانت هناك مواجهات بين المواطنين الأوروبيين حول هذه الحرب، فكان هناك مؤيد وأخر معارض مثلما كان الحال في الولايات المتحدة نفسها، لذلك فقد توقع من عاصروا تلك المرحلة أنها شكلت الثقافة الغربية لأجيال، وهي نفس المواجهة التي ظلت موجودة و شهدتها بريطانيا أيضا أثناء المواجهة حول البقاء أو الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست).

 

ويشير الكاتب إلى أن ما يجعل الذكرى العشرين للحرب على العراق أمرا غريبا للغاية، على الأقل داخل العالم الغربي، أنها لم تترك آثاراً تذكر.

 

فالحرب لم يكن لها تأثير على السياسة في أوروبا ولم يكن هناك تغيير منهجي، فبعدها أعيد انتخاب الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن، الذي شن الحرب، وكذلك أعيد انتخاب رئيس وزراء بريطانيا توني بلير، الذي شارك فيها.

 

حتى الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، كان من المؤيدين لهذه الحرب، وجميع رؤساء وزراء بريطانيا منذ 2003 كانوا مؤيدين لها وطالبوا بالمشاركة فيها، ربما أخر اثنين ومنهم ريشي سوناك، رئيس الوزراء الحالي، لم يكن نائبا وقت الحرب.

 

والسؤال الذي طرحه الكاتب هو هل أدت الحرب على الأقل إلى تغيير دائم في السياسة الخارجية، طالما لم يحدث التغيير في الأفراد؟.

 

وأجاب بأنه من الصعب تحديد أي تغيير، حتى أنه لم تكن هناك نسخة عراقية من متلازمة فيتنام التي ضربت المجتمع الأمريكي وأثرت عليه بعد انتهاء الحرب، ولم تتأثر المجتمعات والسياسات الغربية أيضا، والدليل أنه بعد حرب العراق بثماني سنوات تقريبا، كانت هناك حرب أخرى في ليبيا عام 2011.

 

ما يعني أن الغرب مازال لا يتردد في استخدام القوة الغاشمة أو التهديد بها. حتى أن فرنسا التي لم تشارك في حرب العراق دفعت بقواتها إلى منطقة الساحل والصحراء في أفريقيا وظلت فيها تسع سنوات.

 

وحاليا يلوح جو بايدن، دائما بأن أمريكا ستدافع عن تايوان، التي لا تعترف بها كدولة وليست ملزمة رسميا بحمايتها. والغرب يدفع أيضا نحو تسليح أوكرانيا ضد روسيا وهو ما ينذر بإطالة أمد الحرب، ويؤكد أن الدول الغربية لم تتغير بعد عقدين من حرب العراق.