الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عودة سوريا للحضن العربي.. هل يزور بشار الأسد مصر بعد الإمارات؟

بشار الأسد والشيخ
بشار الأسد والشيخ محمد بن راشد

كشفت الشهور القليلة الماضية والتحركات العربية والزيارات من وإلى دمشق، إضافة لحالة التضامن الكبيرة عقب زلزال 6 فبراير المدمر، عن قرب عودة سوريا للحضن العربي وحدوث انفراجة في الأزمة السورية التي استمرت قرابة 12 عاما.

زيارة الأسد للإمارات.. بوابة انفتاح عربي على سوريا
بشار الأسد في الإمارات

عودة سوريا إلى الحضن العربي

وكان من بين مظاهر انفراج الأزمة زيارة وزير الخارجية، سامح شكري إلى العاصمة السورية دمشق، عقب الزلزال لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن، والتي فتحت الباب أمام احتمالات تسريع وتيرة عودة العلاقات العربية السورية.

وعُلقت عضوية سوريا في جامعة الدول العربية في عام 2011، إلا أنه في الآونة الأخيرة ازداد عدد الدول الأعضاء في المنظمة التي تشهد انقساماً حاداً، المؤيدة عودة دمشق إلى شغل مقعدها مجدداً.

وتحدث مراقبون عن أولى تلك الخطوات بعد أن استقبلت العاصمة السورية، وفد رؤساء البرلمانات العربية، الذي ضم كلاً من رؤساء مجلس النواب في كل من العراق ومصر والإمارات والأردن وفلسطين وليبيا، إضافة إلى رئيسي وفدي سلطنة عمان ولبنان، والأمين العام للاتحاد البرلماني العربي.

ووصل الرئيس السوري بشار الأسد إلى الإمارات اليوم الأحد 19 مارس، في زيارة هي الثانية له خلال عامين، وبعد زيارة إلى سلطنة عمان، حيث رافقته خلالها قرينته أسماء الأسد. 

في أول زيارة خارجية منذ 12عاما.. أسماء الأسد في الإمارات برفقة زوجها
أسماء الأسد

طائرات حربية ترافق طائرة الأسد 

ووفق وكالة أنباء الإمارات (وام)، كان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس  الإمارات، في مقدمة مستقبلي الأسد لدى وصوله مطار الرئاسة في أبوظبي.

ورافقت طائرة الرئيس السوري لدى دخولها أجواء دولة الإمارات طائرات حربية ترحيباً بزيارته، وجرت للرئيس السوري مراسم استقبال رسمية لدى وصول موكبه قصر الوطن بأبوظبي، ويرافق الأسد وفد يضم وزراء الاقتصاد والتجارة الخارجية وشؤون رئاسة الجمهورية والإعلام.

وأجرى  الرئيس السوري بشار الأسد محادثات في الإمارات، في ثاني زيارة يقوم بها إلى الخليج منذ  الزلزال  الذي وقع الشهر الماضي، وسط جهود لإعادة علاقات دمشق مع دول المنطقة. 

وكتب الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على تويتر، قائلا: "أرحب بالرئيس بشار الأسد في الإمارات، أجرينا مباحثات إيجابية وبناءة لدعم العلاقات الأخوية وتنميتها".

جهود إماراتية لمساعدة السوريين

وقادت أبوظبي جهود الإغاثة في أعقاب زلزال 6 فبراير الماضي، الذي ضرب جنوب شرق تركيا وشمال سوريا، مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف في البلدين خاصة سوريا.

ويقول محللون إن الزخم الدبلوماسي الذي تولّد في أعقاب الزلزال يمكن أن يعزز علاقات دمشق مع دول المنطقة التي قاومت حتى الآن إصلاح العلاقات بعد أكثر من عقد من الحرب.

وكتب المستشار الدبلوماسي الرئاسي الإماراتي أنور قرقاش على تويتر إن "موقف الإمارات واضح بشأن ضرورة عودة سوريا إلى محيطها عبر تفعيل الدور العربي، وهذا ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد خلال استقباله اليوم الرئيس بشار الأسد".

وتابع: "يكفي عقد ونيف من الحرب والعنف والدمار وحان الوقت لتعزيز تعاون وتعاضد دولنا العربية لضمان استقرار وازدهار المنطقة". وأكد أنّ "نهج الإمارات وجهودها نحو سوريا الشقيقة جزء من رؤية أعمق ومقاربة أوسع هدفها تعزيز الاستقرار العربي والاقليمي وتجاوز سنوات صعبة من المواجهة، فقد أثبتت الأحداث المرتبطة بعقد الفوضى وتداعياتها أن عالمنا العربي أولى بالتصدي لقضاياه وأزماته بعيداً عن التدخلات الإقليمية والدولية".

حوار محتمل بين دمشق والرياض

وأعادت أبوظبي بناء العلاقات مع دمشق في السنوات الماضية على الرغم من اعتراض الولايات المتحدة في الوقت الذي تسعى فيه لمواجهة نفوذ إيران التي تقف مثل روسيا في صف الأسد في الصراع السوري، وساعدت الدولتان الأسد على ترجيح كفة الحرب لصالحه.

وفتحت السعودية، التي أبرمت مؤخرا اتفاقا مع إيران لاستعادة العلاقات الثنائية، الباب أمام حوار محتمل مع دمشق خاصة فيما يتعلق بالمسائل الإنسانية قائلة إن "التوافق العربي يتزايد على أن عزل سوريا ليس مجديا".

من جانبه قال الإعلامي والبرلماني مصطفى بكري، إن زيارة الرئيس السوري بشار الأسد، إلى دولة الإمارات العربية نقطة تحول مهمة، ودلالة على بدايات جادة لإنهاء الحصار المفروض على سوريا، وهزيمة لعناصر الإرهاب وداعميهم.

وكتب في تغريدة عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، مساء الأحد: "سوريا العربية تعود إلى الساحة من جديد، ويتوجب عودتها إلى مقعدها في الجامعة العربية، والتوقف عن التدخل في شئونها الداخلية، التحية والتقدير لموقف الإمارات قيادة وشعبا على هذه الخطوة الشجاعة".

احتمالية زيارة بشار الأسد لمصر

كان المتحدث باسم وزارة الخارجية، السفير أحمد أبو زيد، تحدث في وقت سابق، على إمكانية زيارة الرئيس السوري لمصر، قائلًا: "مباحثات الوزير سامح شكري لم تتطرق لهذا الموضوع، لكن كل شيء وارد في العمل الدبلوماسي بكل تأكيد".

وأضاف أبو زيد - خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "على مسؤوليتي"، الذي يقدمه الإعلامي أحمد موسى عبر فضائية "صدى البلد"، أن لقاء شكري والأسد، تطرق للعلاقات التاريخية بين البلدين، معربًا عن تقديره لإشادة الرئيس السوري باحتضان الشعب المصري لأشقائهم السوريين.

وقال إن وزير الخارجية تحدث بوضوح عن موقف مصر من الأوضاع في سوريا منذ بداية الأزمة، وكيف تقف مصر إلى جوار الدولة السورية وحمايتها ووحدتها، ودعم الشعب في مواجهة التحديات والإرهاب.

وذكر متحدث الخارجية، أن الوزير شكري أكد أن مواقف مصر الدبلوماسية لا ترى سوى دعم الشعب السوري وتطلعاته ووحدة واستقرار سوريا، مضيفًا أن اللقاء شهد تأكيدًا على التضامن ووحدة المصير المشترك بين الدول العربية.