EN 
شرح فضيلة الدكتور محمد داوود،الفرق بين قوله تعالى ”أجاب"و"استجاب" في القرآن الكريم ،وذلك من خلال برنامج"من معاني القرآن"الذي يعرض في شهر رمضان المبارك على موقع"صدى البلد".
وقال الدكتور محمد داوود، إن من لطائف الخالق ان القرآن يأتي بأجاب واستجاب، وفي معنى آيات الذكر الحكيم حين قال ربنا:"وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ"،لم يقل أستجيب بل أجيب دعوة الداع اذا دعان.
وأكمل داوود، وفي آية أخرى مع سيدنا يونس عليه السلام :"وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ"وكان الجواب والعون الإلهي :" فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ" لم يقل فأجبنا بل فاستجبنا له.
وأوضح داوود، أن أجاب تعني أنه ينظر في الدعوات وينظر في الطلب قد تكون الإجابة بغير ما طلب،لكن الاستجابة أن يحقق لك ما طلبت عينه،هذا هو الفرق بين أجاب واستجاب،مضيفا أنه عندما قال ربنا في قوله:"وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَان"،ذلك لأن الله عز وجل بكرمه بحكمته بعلمه قد يعدل دعوتك،وقد تكون الدعوة التي دعوتها ضارة لك فيعدلها الخالق بما هو في صالحه لأنه ما من مؤمن يدعو بدعوة إلا كان له بها احدى ثلاثة إما أن يعجل الله له دعوته في الدنيا وإما أن يصرف عنه من السوء بمثلها وإما أن يدخر له دعوته الى يوم القيامة.
وأشار إلى أن استجاب فيها أن الله عز وجل يجيبك كما طلبت،وهنا قال ربنا لسيدنا يونس فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين،هذا هو الفرق بين أجاب واستجاب وفي كليهما فضل من سبحانه وتعالى استجاب يكون فيها تحقيق الطلب على نحو ما أردت ونحو ما دعوت نفس الشيء الذي دعوت به، أما أجاب فهي إنما فيها تعديل للمطلب فيها تحويله لما فيه صالحك لأن الله عليم وخبير.
