المياه تقل بالعالم.. الجفاف يضرب مدينة عريقة والخطر يصل لبلاد البحر المتوسط

وصل تأثير تغير المناخ إلى جفاف مدينة كاملة، لتصبح خالية من المياه الصالحة للشرب وبالتالي ماتت الأسماك وتعفنت ولم تعد صالحة للأكل، ومن المتوقع ان يمتد تأثير المناخ والجفاف إلى مدن وأماكن أخرى حول العالم.

جفاف مدينة اسبانية

وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية، وصل مستوى المياه في مدينة “كاتالونيا” التي تقع في اسبانيا إلى أقل من 10% من سعة الخزان، لدرجة أن هناك بالفعل خطر تلوث المياه بالطمي".

وحاول السكان جمع الأسماك لمحاولة ضمان وجود مخزون غذائي، لكن الكمية التي حاولوا  استخراجها كانت قليلة للغاية.

لمواجهة أزمة الجفاف.. تونس تقطع الماء ليلا على بعض المناطق

تحذير صادم من العراق بشأن الوضع المائي وحالة الجفاف

وقعت هذه الكارثة في خزان Sau ، الذي يقع على بعد 100 كيلومتر من برشلونة ، والذي كان يزود المدينة وغيرها من البلدات بالمياه في المنطقة الشمالية الشرقية من كاتالونيا لمدة نصف قرن. 

لكن في الأشهر الأخيرة ، تحول إلى أسوأ جفاف أصاب المنطقة، في أوقات الأمطار الغزيرة ، كان الخزان متوفرا به كميات كبيرة من المياه تكفي للسكان وزراعة التربة المحيطة به.

 لكن قل مستوى المياه في الخزان لتصل إلى 8 ٪ فقط من طاقته، وذلك منذ أوائل مارس من هذا العام، خاصة أنه لم يشهد هذا الجزء من كاتالونيا أمطارًا منذ عامين ونصف. 

روى سكان المدينة معاناتهم مع هذه الكارثة، وقال أجوستين تورنت ، صاحب الـ 70 عامًا والذي عاش بالقرب من الكنيسة والخزان طوال حياته ، “لم أرها أبدًا فارغة إلى هذا الحد، إنه لأمر محزن أن نشهد موت مدينتنا ببطء”.

على الرغم من أن الوضع في المدينة الاسبانية مقلقا لسكانها، لكن الكثير من البلاد تواجه تحديات  مشابهة خاصة في المناطق الجنوبية والشرقية.

سبب الجفاف

ليست كل حالات الجفاف ناتجة عن تغير المناخ، ولكن الحرارة المتزايدة في الغلاف الجوي تنتج المزيد من الرطوبة من الأرض ، مما يجعل نوبات الجفاف أسوأ.

وكانت قد ارتفعت درجة حرارة العالم بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية العصر الصناعي ، ومن المتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم يتم إجراء تخفيضات جذرية في الانبعاثات.

في أوروبا ، تتعرض مناطق مثل كاتالونيا - التي تقع على البحر الأبيض المتوسط ​​- بشكل خاص ، وفقًا لميجيل مانزاناريس، خبير الأرصاد الجوية في برشلونة والذي يدرس الظواهر الجوية القاسية في القارة.

وقال: "منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​هي واحدة من أكثر المناطق المعرضة للخطر عندما يتعلق الأمر بتغير المناخ" ، مشيرا إلى دول مثل فرنسا وإيطاليا واليونان ودول البلقان على أنها معرضة لخطر كبير.

ومع ذلك ، هناك عوامل أخرى يمكن أن تجعل حالات الجفاف أسوأ. وقال مانزاناريس إنه في حالة كاتالونيا يشمل سكان برشلونة والمدن المجاورة لها ، والتي ارتفع عدد سكانها إلى أكثر من 5.5 مليون نسمة.