خير ما يغنمه الصائم.. خطيب المسجد الحرام: النبي سمى رمضان بشهر الصبر

قال الشيخ الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة ، إمام وخطيب المسجد الحرام، إنه ما زال شهرُ رمضانَ يُظِل أهلَ الإسلامِ بأنواره، ويُفيضُ عليهم من أسرارِه، مما به صلاحُ نفوسِهم، ونَقاءُ أرواحِهم، واستقامةُ أخلاقِهم.

خير ما يغنمه الصائم

وأوضح " بليلة" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن من خيرِ ما يَغنَمُهُ الصائمُ من جليلِ الخِلال، وجميلِ الخِصال: الصبر، كيف لا! وقد سمَّاه النبيُّ  -صلى الله عليه وسلم-  رمضانَ شهرَ الصبرِ بقوله: (صومُ شهرِ الصبرِ وثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهرٍ صومُ الدهر) أخرجه الإمامُ أحمد.

وأضاف أن في الصومِ حَبْسٌ للنفسِ عن شهواتها، وصبرٌ منها على ذلك، طاعةً لله وقُربى، فكان الجزاءُ الرباني: (الصومُ لي وأنا أجزي به) وما أبلغَه من جزاء، وأسبَغَه من عَطاء!، منوهًا بأن الصبرُ جِماعُ الأمر، ونِظامُ الحَزم، ودِعامةُ العقل، وقوةٌ في النفسِ تمنعُ صاحبَها مِن فِعلِ ما لا يَحْسُن.

أساسُ الإيمان

وأشار إلى أن من خيرِ الصبرِ الصبرَ على الطاعات، والصبرَ عن المحرمات، فذاك أساسُ الإيمان، وسِمةُ الإحسان، مؤكداً أن العبد إذا لَزِمَ الصبرَ أتَته وُفودُ البُشرى، فرُزِقَ التوفيق، وأُضيءَ له الطريق، وكانت عُقباه فلاحًا ونصرًا، قال النبي المصطفى  -صلى الله عليه وسلم- : (الصبرُ ضياء) أخرجه مسلم.

واستشهد بما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-  لابن عباسٍ رضي اللهُ عنهما: (واعلم أن النصر مع الصبر) أخرجه الإمامُ أحمد، ثم الثوابُ العميم، والجزاءُ العظيم، من لَدُنِ الجوادِ البَرِّ الكريم، موصيًا المسلمين قائلا: اظفَروا من شهركم بخيراتِه قبل فَواته، فعمَّا قريب تنزِلُ بكم عَشرُهُ الأخيرةُ أشرفُ أوقاتِه، فيها ليلةُ القدر، التي هي خيرٌ من ألفِ شهر.

ولفت إلى أنه لقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-   يجتهدُ في العشر الأواخرِ ما لا يجتهدُ في غيرها، وكان إذا دخلت شدَّ مئزَره، وأيقظَ أهلَه، وأحيا ليلَه، فجِدُّوا أيها المباركون واجتهدوا، وأرُوا اللهَ سبحانه وتعالى مِن أنفسكم خيرا، فهذا أوانُ الجدِّ والاجتهاد، والتزوُّدِ ليوم المعاد، ورحِم اللهُ امرَءًا أيقظ قلبَه من الغفلة والسِّنة، وقَدَّم لنفسه من العمل أحسَنَه.