EN 
شهدت شوارع قرية سفلاق بمركز ساقلتة شرق محافظة سوهاج، وجود طفلة في عامها الثالث من العُمر، تُسارع أقدامها كل خطوة للتي تليها؛ للحاق بالمارة وإعطاءهم وجبات الإفطار السريعة، قبيل أذان المغرب؛ حتى يكسروا صيامهم على بعض المواد الغذائية التي توزعها بيديها الصغيرتين.
وخطفت الطفلة البريئة خديجة يحيى محمود، البالغة من العُمر عامين و8 أشهر، قلوب أبناء وأهالي قرية سفلاق وهي تفعل الخير، بملابسها الزاهية، وتحمل بين يديها أطباق الفاكهة الشهية والتمور وعبوات العصير، وتلحق بكل من يمر من أمامها وتمد يدها بخيرات الله، وتوقف السيارات والدراجات النارية والمارة بالشوارع.
ونالت هذه الطفلة البريئة، خديجة يحيى محمود، إعجاب أبناء سوهاج، وأعجب الكثير بما يحاول والديها تربيتها ونشأتها عليه، وهو أن يزرعا في قلبها حب الخير وحب العطاء وحب الزكاة والصدقة وإفطار الصائم على ما أعطاها الله من خيرات ونعيم.
والد خديجة: «لازم نطلع جيل يعرف ربنا ويحب الخير للغير»
«لازم نربي أولادنا على العطاء والمحبة وحب الخير للناس والإنفاق على من يستحق مما رزقنا المولى- عز وجل-".. بتلك الكلمات، أوضح يحيى محمود، والد الطفلة خديجة، أنه أحب أن يُعلم صغيرته العطاء منذ نعومة أظافرها، وبطريقة تُحببها في العمل الخيري، دون انتظار مقابل سوى مُرضاة الرحمن الرحيم.
وأعرب الأب عن فرحته بما كسبته صغيرته من شهرة هذا العام بسبب العمل الخيري، إلا أنه يحزن كل الحزن، على أن الأشياء التي يجب أن تكون طبيعية، أصبحت وكأنها معجزات تحدث لأول مرة، ونرصدها بهواتفنا المحمولة، وكأنها لم تحدث إلا قليلًا.
واختتم والد الطفلة خديجة، حديثه لـ" صدى البلد": "الخير ده احنا اتربينا عليه، وجدودنا ربوا أهالينا عليه، وعيشنا طول عمرنا نعطي بلا مقابل، لكن دلوقت، بقينا نستغرب لما نلاقي طفل حافظ قرآن، ولا طفلة بتعمل خير زي بنتي.. ده اللي محتاجين نركز عليه مع أولادنا؛ عشان نطلع جيل ميستغربش الخير بكره وبعده".
