الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كارثة عالمية.. ماذا يحدث في مضيق تايوان وماذا تريد ألمانيا من الصين؟

مضيق تايوان
مضيق تايوان

 تعيش دول أوروبا حالة من القلق بسبب المشهد السياسي الحالي، حيث تعاني من أزمة كبرى في السياسة الأمريكية التي تتبع مصالحها الخاصة، وتتضرر أوروبا بشكل كبير من استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا، ولذلك وجهت أوروبا أعينها تجاه الشرق وبالتحديد الصين لحث روسيا على وقف الحرب في أوكرانيا، حيث إن أحداث الحرب الروسية الأوكرانية أثرت بشكل سلبي على الدول الأوروبية حيث أزمة الطاقة وغيرها، والآن أصبح هناك قلق أوروبي من وقوع أي أزمة بين الصين وتايوان.

محادثات بين ألمانيا والصين 

قالت أنالينا بيربوك، وزيرة الخارجية الألمانية، إن هناك مجالات عدة للتعاون مع الصين، مؤكدة أن بكين تلعب دورًا سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا مركزيًا على مستوى العالم.

جاء ذلك خلال مؤتمر مشترك مع نظيرها الصيني تشين قانغ في العاصمة بكين، اليوم الجمعة، حيث طلبت بيربوك وساطة الصين لحثّ حليفتها روسيا على وقف الحرب فى أوكرانيا.

كما حذرت وزيرة الخارجية الألمانية، من أن أي تصعيد عسكري في مضيق تايوان سيشكل "سيناريو كارثيًا للعالم بأسره".

وقالت "بيربوك" خلال زيارة إلى بكين إن "تصعيدًا عسكريًا في مضيق تايوان الذي يمر عبره 50% من التجارة العالمية كل يوم، سيكون سيناريو كارثيًا للعالم بأسره".

وبدأت بيربوك زيارتها إلى الصين، أمس الخميس، فى مدينة تيانجين الساحلية، حيث تعقد المحادثات السياسية المركزية يوم الجمعة فى العاصمة بكين.

ومن المقرر أن تستمر زيارة بيربوك للصين حتى غد السبت 15 أبريل الجارى، ثم تنطلق إلى كوريا الجنوبية من 15 إلى 16 أبريل، كما تشارك فى اجتماع وزراء الخارجية فى اليابان فى الفترة من 16 إلى 18 أبريل، بصفتها رئيسة مجموعة السبع.

تأتي رحلة بربوك وسط رد فعل دولي عنيف ضد تصريحات ماكرون في مقابلة مع صحيفة بوليتيكو ، بحجة أنه يجب على أوروبا تجنب أن تصبح من أتباع أمريكا، بما في ذلك ما يتعلق بأمن تايوان.

قال الرئيس الفرنسي إن أوروبا يجب ألا تأخذ "إشارة من أجندة الولايات المتحدة ورد الفعل الصيني المبالغ فيه" ، مما يشير إلى أن الاتحاد الأوروبي يقف بين الجانبين ، بدلاً من التحالف مع شركائه الديمقراطيين القدامى في واشنطن.

حيث كانت برلين أكثر انسجامًا مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية والأمنية أكثر من فرنسا ، وهذا هو السبب في رد فعل العديد من السياسيين والمسؤولين في العاصمة الألمانية برعب على تعليقات ماكرون.

فيما قال متين هاكفيردي، عضو البرلمان عن السياسة الخارجية في الحزب الديمقراطي الاشتراكي ، الذي يقوم حاليا بزيارة برلمانية للولايات المتحدة، إن ماكرون أعطى انطباعًا للبعض في الولايات المتحدة بأن الأوروبيين ينظرون إلى بكين وواشنطن على أنهما "على مسافة متساوية" من بروكسل من حيث القيم وكحليفتين.

وقال هاكفيردي لصحيفة بوليتيكو: "كان ذلك أحمق" ، مضيفًا أن ماكرون قد يضر بالوضع السلمي الراهن حول تايوان من خلال إعطاء الانطباع العام بأن أوروبا ليس لديها مصلحة خاصة في الصراع على تايوان.

وأضاف هاكفيردي أن قضية تايوان ليست شأنًا داخليًا لجمهورية الصين الشعبية، وأي شيء آخر سيدعو فعليًا بكين لمهاجمة تايوان، وأنا واثق من أن وزيرة خارجيتنا ستوضح ذلك خلال رحلتها إلى آسيا - سواء في بكين أو لشركائنا الآسيويي.

وبالنسبة لبرلين ، تأتي تعليقات ماكرون أيضًا في لحظة سيئة للغاية بالنسبة للعلاقات عبر الأطلسي، وتحرص الحكومة الألمانية على إصلاح التصدعات في علاقتها مع واشنطن التي ظهرت بشأن الفوائد المثيرة للجدل للشركات الأمريكية بموجب قانون جو بايدن لخفض التضخم، وتأمل أوروبا في التوصل إلى اتفاق بحيث تكون شركاتها مؤهلة أيضًا للحصول على هذه الإعانات.

وقال هاكفيردي من الحزب الاشتراكي الديمقراطي إن تعليقات ماكرون "لن تساعد في إعادة التفاوض بشأن قانون خفض التضخم ، ولن تساعد جو بايدن في الحملة الانتخابية ضد المرشحين الجمهوريين الشعبويين".

وسارع المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية إلى التأكيد على أن كلاً من فرنسا وألمانيا مشتركان في تشكيل سياسة مشتركة بين الاتحاد الأوروبي والصين ، وهو ما تم أيضًا بالتعاون "مع شريكنا عبر الأطلسي".

رغبة أمريكية في اشعال فتيل الحرب

في هذا الصدد قال عبد المسيح الشامي، خبير العلاقات الدولية، ومنسق العلاقات الألمانية العربية في البرلمان الألماني، إنه فيما يتعلق بزيارة وزيرة الخارجية الألمانية إلى الصين وطلبها من الصين أن تلعب دورا في إقناع  روسيا بضرورة وقف الحرب في أوكرانيا تأتي في إطار رد فعل زيارة الرئيس الصيني إلى روسيا.

وأضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد" في اعتقادي أن الهدف من هذه الزيارة هو اقناع الصين بعدم دعم الروس بالسلاح أو من خلال المواقف العسكرية، وعدم الوقوف الى جانب الروس وجرهم لمعسكر الغرب، حيث إن الغرب في غاية القلق من أن التحالف بين الجانبين الروسي والصيني سيؤدي إلى هزيمة بشكل كبير للحلف الغربي في الحرب الأوكرانية، حتى أننا سمعنا عن وجود تحالف استراتيجي ووجود رغبة من قبل الطرفين الروسي والصيني بتغيير العالم.

وتابع خبير العلاقات الدولية: الصين في اعتقادي  لن تتجاوب مع طلب وزيرة الخارجية الألمانية وستظل تدعم روسيا، مشيراً إلى أن الموقف الغربي ومشكلته أساسا تكمن في أن هناك دولا كبرى مثل الصين وروسيا تصعد وتحتل مساحة من التي كانت تسيطر عليها أمريكا ولذلك أعتقد هذه المحاولة لن تكون ناجحة، والصين لن تفعل ذلك بأي حال من الأحوال.

واستكمل عبد المسيح الشامي - الموقف الألماني تجاه الحرب الروسية الأوكرانية يكمن في أنه لا يريد أن ينخرط بهذا الصراع، والألمان يريدون إنهاء هذه الحرب بشكل سلمي، وهذا مطلب شعبي وضاغط في الشارع الألماني وهناك شبه إجماع  على ذلك، لكن ألمانيا في النهاية مضطرة لأن تنصاع للأوامر الامريكية حيث إنهم حتى الآن شبه مستعمرة أمريكية. 

وأكد خبير العلاقات الدولية: أن أوروبا تعيش الآن على كافة الهاوية والسقوط المدمر وربما سينهي الوجود السياسي والاقتصادي حيث إن اليوم هناك أزمات سياسية واقتصادية،  وفي حالة وجود حرب بين الصين وتايوان سيقع الضرر الأكبر على أوروبا حيث إن 50%  من التجارة العالمية تمر بهذا المضيق، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة الامريكية تريد هذا الأمر وتريد وقوع هذه الاضرابات بين الصين وتايوان من أجل إستنزاف الصين، ولكن الجانب الأوروبي لا يريد هذا الأمر ولا يستطيع تحمل تبعات هذه الأزمة، مشيراً إلى أن هناك مواجهة متوقعة بين الصين وأمريكا لأن الصين لن تتنازل عن تايوان.