الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"حريم النار" على مسرح قصر ثقافة السويس

حريم النار
حريم النار

تقوم وزارة الثقافة برئاسة الدكتورة نيفين الكيلاني بتعزيز قيم المواطنة وتعميق الولاء والانتماء للهوية المصرية٬ وكذا الارتقاء بشتى المجالات الثقافية والفنية بشكل إبداعي مبتكر وتنمية الموهوبين والمبدعين وتقديم كل الدعم للهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الفنان هشام عطوة من أجل نشر الفكر الثقافي الصحيح في كافة بقاع مصر وخاصة المناطق المحرومة ثقافيا .

وشهد مسرح قصر ثقافة السويس التابع لفرع ثقافة السويس  بإقليم القناة وسيناء الثقافي برئاسة الكاتب محمد نبيل محمد ، العرض المسرحي "حريم النار " النص لـ" شاذلي فرج" والاخراج لـ "حنان بدوي " والمخرج المنفذ "محمد بكر" والديكور للفنان محمد ابو عمره كلمات الاغاني لـ محمد التمساح.

بعد مرور 10 دقائق من العرض سيلاحظ اي متابع للمسرح المصري والعالمي  انه امام نص "بيت برناردا ألبا "  للكاتب الاسباني فدريكو جارسيا لوركا وهي جزء من ثلاثيته المشهورة "يرما" و"العرس الدامي " و" بيت برنارد ألبا"والنص مُثل بمصر في ستينيات القرن العشرين على المسرح القومي وشاركت فيه أمينة رزق واحسان شريف وملك الجمل وناديه السبع وسهير البابلي وهو من تراث التلفزيون المصري فالنص شائع في العروض المسرحية للفرق التجريبية وفرق الجامعات فكان من الأجدر لمعد النص الإشارة الى ذلك باعتباره اقتباسا او تمصيرا،   ولا يذكر  تعبير تأليف نهائيا  وخاصة أن العرض سوف يخضع للجنه التحكيم لابد ان يكون احد اعضائها على إلمام  بالتراث المسرحي مما يؤثر على التقييم للعرض.

يبدأ العرض بنغمة موسيقية مستوحاه من فيلم عرق البلح للراحل رضوان الكاشف كذلك يتضمن النص شخصية البطل الغائب الذي لا يظهر ابدا "احمد علي " وهو نفس الاسم الذي كان يحمله احد ابطال فيلم عرق البلح.

ولا ادري ما هي الضرورة الفنية لذلك أو استخدام اغنيه احمد علي في النص خاصه وان هناك شاعرا كبيرا كتب اغنيات العرض هو محمد التمساح ولابد من مراعاة ان هناك ما يسمى "بعلم الإشارة الدلالي" الذي يعطي للمشاهد انطباعا بالإشارات التي تصدر شفرات النص ولا يجب ان يحدث هذا التداخل وخاصه ان ان فيلم عرق البلح نفسه يحمل ظلالا من مسرحيه بيت برنارد البا. 

أغاني العرض كلماتها جيده ومعبره وتتواكب مع روح العرض وخاصه انها صادره عن شعر مخضرم له تاريخه في الكتابه .

الأداء المسرحي متميز لا نه اعتمد بشكل اساسي على النساء بالإضافة لان المخرجة نفسها هي بطله العرض ولذلك اصبح من المفهوم وجود محمد بكر كمخرج منفذ نجح في إدارة الخشبة وتنسيق أداء دخول الممثلين وخروجهم كذلك فإن الاضاءة كانت معبره في لحظات كثيرة.

أما ديكور الفنان محمد ابو عمره فهو يحمل دلالات حتى قبل دخول الممثلين إلى الخشبة فهو عباره عن هيكل ضخم لمجسم رجل وآخر أمرأة وسلم خلفي والديكور ثابت مما يحمل روح النص القائمة على فكره ثبات الاستبداد والقهر ممثلا في شخصيه الأم التي تمارس القهر على بناتها الخمسة بعد وفاه عائلهن وهن يقعن جميعا في غرام الشخص الغائب احمد علي .

هناك مشكله فنيه وهي عدم وجود نظام للصوت على خشبه المسرح يتعامل معه الممثلون وكان نظام الصوت فقط مخصصا للغناء وهو عنصر لا دخل لطاقم العمل فيه وانما هو مشكله قديمه متعلقه بقصر ثقافه السويس والثقافه الجماهيريه التي يجب ان تنتبه إلى أن الاخلال بهذا العنصر يضر بعروض مسرحيه يلعب فيها الصوت دورا هاما.

العرض منذ البداية يشير الى توقع نهاية مأساويه تمثلت في مقتل احمد علي وانتحار الابنة العاشقة وإن عمد معد النص الى اظهار ندم الأم على ما ارتكبته من قهر ايذاء بناتها وهو ما يختلف مع الجو المسرحي الذي خلقه تطور الشخصية منذ البداية وتطور الأحداث والديكور الذي يشير الى واقع ثابت لا يتغير فكان من الافضل ترك النهاية مفتوحه لتقدير المشاهد تعبيرا عن استقرار فكره الاستبداد والقهر الاجتماعي .

العرض في عمومه عرض متميز أظهر امكانات مجموعه الممثلات والمخرجة والنجاح المتميز للمخرج التنفيذي محمد بكر والالحان والغناء.