الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

4 كلمات تمنحك 90 حسنة وتذهب عنك مثيلتها من السيئات.. لا تغفلها

الذكر
الذكر

يغفل الكثيرون عن فضائل الباقيات الصالحات، خاصة وأنها كلمات أربع تمنحك من الحسنات الكثير وتذهب عنك من السيئات الكثير أيضا إذا ما داوم عليه المسلم في صباحه ومسائه. 

فضائل الباقيات الصالحات

وقال الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، وعضو لجنة ترقية الأساتذة بجامعة الأزهر الشريف، في بيانه فضائل الباقيات الصالحات، أن الذاكر يكتب له بكل كلمة منها (سبحان الله والحمد ولا إله إلا الله والله أكبر) عشرون حسنة ويحط عنه عشرون سيئة. 

واستدل بما ورد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن الله اصطفى من الكلام أربعا (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر)، فمن قال سبحان الله كتب له عشرون حسنة وحط عنه عشرون سيئة، ومن قال الله أكبر فمثل ذلك، ومن قال لا إله إلا الله فمثل ذلك، ومن قال الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه كتب له بها ثلاثون حسنة أو حط عنه ثلاثون سيئة) المسند للإمام أحمد ج22 ص 135 وصححه المحقق وانظر المستدرك ج1 ص 512 وصححه ووافقه الذهبي وهو حديث صحيح انظر صحيح الجامع ج 1 ص 353.

وبين مرزوق أن معني من قبل نفسه أي قصد بذلك الإنشاء لا الإخبار كما قال صاحب التيسير بشرح الجامع الصغير، والمعنى أنه استحضر نعم الله تعالى عليه فحمد الله تعالى وقال الحمد لله رب العالمين مستشعرا عظمة تلك النعم.

كما جاء في صحيح مسلم (والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماوات والأرض) صحيح مسلم أول كتاب الطهارة. 

فضل الباقيات الصالحات

يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء في بيانه فضل الباقيات الصالحات، إنه ورد الحث على الذكر في كتاب الله وسنة النبي ﷺ، فمن القرآن قوله تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ) ، ويقول رسول الله ﷺ نصيحة عامة: «لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله». (أحمد والترمذي وابن ماجة)، وكان شأن المسلمين في الذكر الاهتمام بما سموه بـ«الباقيات الصالحات» وهي كلمات علمها لنا رسول الله ﷺ لنواجه بها الحياة كلها وهي «سبحان الله، الحمد لله، لا إله إلا الله، الله أكبر، لا حول ولا قوة إلا بالله» (وهذه الخمسة سموها الباقيات الصالحات ، لأنها هي التي تبقى للإنسان بعد رحيله من هذا الدكان، فبعد رحيل السكان من الدكان، تبقى الباقيات الصالحات، نورًا في القبر، وضياءً يوم القيامة، وذكرًا في الملأ الأعلى)، هذه الكلمات الخمس جزء من حضارة الإسلام، يُبنى عليها الإنسان المسلم وتكون أساس عقيدته وهويته، فلكل منها فائدة ودور في بناء فكره ومنهجه الحضاري.

فنواجه بـ«سبحان الله» كل عجيب، فالدنيا مليئة بالعجائب، منها عجائب ناجمة عن قدرة الله في الكون، أو في أفعال العباد، وهي كلمة نقولها ننزه الله بها عن كل نقص ونصفه بكل كمال مطلق، كل هذا في كلمة واحدة في أوائل أوقاتنا وأواخرها قال تعالى: (فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ) [الروم:17] وكذلك بعد الانتهاء من أفضل العبادات وهي الصلاة، فشرع لنا نبينا ﷺ أن ننزه الله سبحانه ونقول: «سبحان الله» ثلاثاً وثلاثين مرة، فـ«سبحان الله» أحد مكونات الذكر الجامع الذي استنبطه أهل الله من أحاديث رسول الله ﷺ.

«الحمد لله»: وهي تعني الثناء على الله لكمال صفاته وعلو شأنه سبحانه وتعالى، فهي تعبر عن شكر الله على نعمته، وتعبر كذلك عن الثناء على الله لغير نعمة، بل لجميل صفاته، فيحمد الله على عظمته وجلاله كما يحمد على إحسانه وإكرامه قال تعالى: (وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ) [الروم:18].

والكلمة الثالثة هي «لا إله إلا الله» وهذه الكلمة تعد الميثاق بينك وبين الله، وبها دخلت دين الله عز وجل، وهي تعني أنه لا يستحق أن يعبد إلا الله سبحانه وتعالى، فلا حق لأحد في الخلق مهما عظم أن يُعبد، ويُتوجه إليه، وفي الحقيقة بقولك هذه الكلمة تدخل الإسلام، وبترديدها ينجلي قلب المؤمن ويزداد إيماناً.

وهذه الكلمة تعني أن نعبد الله لأنه ليس لنا إله غيره سبحانه، وبهذا أرسل الله جميع الرسل قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) [الأنبياء:25]، وهي أفضل كلمة قالها أنبياء الله جميعهم عليهم السلام بمن فيهم نبينا المصطفى ﷺ حيث قال: «أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له» (مالك في الموطأ، والترمذي في سننه) وهي كلمة تشتمل على أمرين، الأمر الأول: ألا نتوجه بالعبادة والقصد لغير الله، والأمر الثاني: أن نتوجه بالعبادة والقصد لله ولا نقف على المعنى السلبي فحسب، فإن تركك عبادة غير الله لا يكفي، بل ينبغي أن تعبد الله فعلاً بإقامة الفروض والمحافظة عليها، وكذا فعل المندوبات وهذا هو الجانب الإيجابي في التوحيد، وهو عبادة الله عز وجل.

أما الكلمة الرابعة فهي «الله أكبر»، ويستفاد من هذه الكلمة أنه ينبغي أن يكون الله هو أكبر شيء في حياة الإنسان، وأن القضية الأولى لديه هي «رضا الله» فالله، ورضاه أكبر من أي شيء، ولذلك يفتتح الإنسان بها صلاته مذكّراً نفسه بأنه لا ينبغي أن يشغله شيء عن ذكر الله، فإن الله أكبر من أي شيء يشغله، ويجدد العهد في الصلاة كلما انتقل من ركن إلى ركن داخل الصلاة دائماً يقول لنفسه: الله أكبر، من الدنيا وما فيها، فلا ينبغي أن ينشغل بالأصغر عن الأكبر.

والكلمة الخامسة هي «لا حول ولا قوة إلا بالله»، وتعني أنه لا يحول ولا يمنع بينك وبين كل ضر إلا الله، كما أنه لا تصلك ولا يصل أحداً خير إلا بقوة الله، فبقوة الله وحده تحدث الأشياء، وبحول الله وحده تمتنع الأشياء عن الحدوث، لأنه في الحقيقة لا حول ولا قوة لأحد في هذا الكون إلا بالله سبحانه وتعالى، وهذه الكلمة لما فيها من حقائق عالية ومعان غالية كانت كنزاً من كنوز الجنة.
وتلك الكلمات الخمس من الكلمات العشر هي التي قال عنها العلماء «الباقيات الصالحات» والتي ذكرها الله في كتابه حيث قال: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً) [الكهف:46]، وقال سبحانه: (وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَّرَدّاً) [مريم:76]، وقال النبي ﷺ: «استكثروا من الباقيات الصالحات. قيل: وما هن يا رسول الله؟ قال: الملة. قيل: وما هي؟ قال: التكبير، والتهليل، والتسبيح، والتحميد، ولا حول ولا قوة إلا بالله» (أخرجه الحاكم في المستدرك).

وشدد علي جمعة: هذه هي الباقيات الصالحات التي ينبغي للمسلم أن يذكر الله بها دائماً، وتخالط معانيها قلبه، ويواجه بها دنياه، ويتعامل بها مع من حوله، كما ينبغي أن تظهر في سلوكه حتى تكون منهج حياة يظهر حقيقة الإسلام والمسلمين، ويعود للإسلام مجده الحضاري والأخلاقي.