الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مواسم الخير في الإسلام .. ما هي وكيفية استغلالها؟

القرآن الكريم
القرآن الكريم

مواسم الخير في الإسلام ، لا تنتهي مواسم الطاعات والقربات، فما أن ينتهي شهر الصوم إلا ويبدأ المسلم بالاستعداد لآداء أعظم فريضة وهي فريضة الحج، فقد حدد المصطفى خمسة أركان عليها يكون الإسلام فعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ، "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ" رواه البخاري ومسلم.

 


ما هي مواسم الطاعات ؟


الله عز وجل اختص من أيام الدهر هي مواسم الخير في الإسلا م تضاعف فيها الحسنات، وتكثر فيها الخيرات، وترفع فيها الدرجات؛ ترغيبًا لعباده في دوام التقرب إليه ، وحسن الإقبال عليه، والعاقل من اغتنم هذه المواسم فأخلص فيها النية، وأحسن فيها العمل، وأقبل على ربه (عز وجل) يستكثر من فعل الخيرات، ويتعرض للنفحات والرحمات ، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : (إِنَّ لِرَبِّكُمْ (عزَّ وجلَّ) فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا)

وجعل الله تعالى مواسم الخير في الإسلام طوال العام في أوقات مختلفة، حتى يتعود المسلم على الطاعات والعبادات ويتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة، وألا يعود إلى المعاصي وارتكاب الآثام، فالاستقامة على العمل الصالح شأن المسلم قال تعالى "إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ"، فالله تعالى جعل مواسم الخير والعبادات فرصة عظيمة لتكفير الذنوب والآثام ولو كانت كالجبال.


موسم شهر رجب

 

وأكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أنّ شهر رجب مقدمة لشعبان ورمضان، والثلاثة أشهر كثيفة العطاء، إذ يعظم الناس فيها النظر إلى الآخرين.

أضاف شوقي علام، في تصريح له، أنّ شهر رجب من مواسم الطاعات التي يجب أن اغتنامها في مساعدة الآخرين وإخراج الصدقات.

ودعا مفتي الجمهورية، إلى الإكثار من فعل الخير بكل أنواعه، مشيرا إلى أن المعروف يدخل في قول الله تعالى «وافعلوا الخير لعلكم تفلحون».

بيّن مفتي الجمهورية، أنّ المذاهب الأربعة الفقهية اتفقت على أن النفقة على الفقراء والمساكين أولى من حج وعمرة التطوع، مشيرا إلى أن الأثر على الحج يعود على الحاج وحده، بينما إعطاء الفقراء منفعته متعدية إلى الآخرين.


موسم ليلة النصف من شعبان


ليلة النصف من شعبان لها فضل عظيم لما ورد عَنْ أم المؤمنين عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: «فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَيْلَةً فَخَرَجْتُ فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ، فَقَالَ أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لِأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعْرِ غَنَمِ كَلْبٍ».

 

مواسم الطاعات بعد رمضان


وينتقل المسلم بعد رمضان إلى موسم طاعة جديد وهو موسم الحج الذي قال عنه نبينا "مَن حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ، ولَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَومِ ولَدَتْهُ أُمُّهُ"، فمن امتلك القدرة البدنية والمالية وجب عليه الحج، أما من لم يستطع الحج لعدم قدرته المالية فهناك أعمال كثيرة ربما تعدل آداء فريضة الحج في الثواب والأجر ، كبناء المساجد في المكان الذي لا تتوافر به مساجد، وكذا الإنفاق في أوجه الخيرات، فقد اتفق الفقهاء على أن الإنفاق على الفقراء والمحتاجين في أوقات الشدائد والأزمات وكفالة الأيتام أفضل من حج الفريضة.

 

العشر الأول من ذي الحجة

 

تعتبر العشر الأول من ذي الحجة من أفضل الأيام والليالي ، ومن عظمها وشرفها أن الله (عز وجل) أقسم بها في كتابه العزيز حيث يقول سبحانه:”وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ * والشفع والوتر”، والذي عليه جمهور المفسرين أن الليالي العشر هي العشر الأول من ذي الحجة ، والله (عز وجل) لا يقسم إلا بعظيم ، فالقَسَم بها تكريم لها، وتعظيم لمكانتها ، وتنويه بشأنها ، وبيان لفضلها ، وإرشاد لأهميتها ، فعلينا اغتنام هذه الأيام بالعبادة والطاعة .

كما أن العمل الصالح في العشر الأول من ذي الحجة أحب إلى الله (عز وجل) من غيرها ، فهي موسم للرِّبح، وطريق للنَّجاة، وميدانُ السَّبْق إلى الخيرات ، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ) يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: (وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ) ، لذا ينبغي على كل مسلم أن يغتنم هذا الفضل الكبير، والأجر العظيم بالتقرب إلى الله (عز وجل) بألوان الطاعات، وصنوف العبادات.


كيفية استغلال مواسم الطاعات


أكدت دار الإفتاء المصرية من خلال موقعها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، أهمية المبادرة والحث على الخير.

واستدلت الإفتاء بقول المولى عَزَّ وَجَلَّ: ﴿فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ﴾ [البقرة: 148]، وقول تعالى: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [آل عمران: 133].

كما ورد عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ سَبْعًا، هَلْ تَنْظُرُونَ إِلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا، أَوْ غِنًى مُطْغِيًا، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا، أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا، أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا، أَوِ الدَّجَّالَ فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ، أَوِ السَّاعَةَ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ» (سنن الترمذي).

وشددت على أن أمور الآخرة يأتي الأمر فيها بالمسارعة والمسابقة، وفي أمور الدنيا يأتي الأمر فيها بالسير دون التعجل، مبينة أمرنا الإسلام بأن نبادر بالأعمال الصالحة قبل أن ننشغل بالدنيا ومتاعبها.

كما أكدت أن المبادرة إلى فعل الخير من صفات المؤمن الصادق الذي يفتح الله له الأبواب وييسر له الأمور.


ذكر الله بعد مواسم الطاعات


قال الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن من أعظم النعم إدراك مواسم الطاعات، والمسارعة فيها بأنواع القربات، في وقت حرم البعض من اغتنامها، أو حال الأجل دون بلوغها.

وأوضح « المعيقلي» في تصريح، أن من شكر النعمة بعد مواسم الطاعة المداومةُ على العبادة، والمداومة على القربات.. ومن العبادة الدائمة التي هي أحب الأعمال إلى الله تعالى، المحافظة على الفرائض؛ فالمؤمن ينتقل من عبادة إلى عبادة، ومن طاعة إلى طاعة، ومن شكر إلى شكر، إلى أن يلقى ربه.

ونوه إلى ما مَنّ الله تعالى به على هذه البلاد المباركة، من أمن وأمان، واجتماع للكلمة، وألفة ومودة، مع ولاة أمر تدعون لهم ويدعون لكم، وتدينون لهم بالطاعة، ويدينون بالحرص على مصالحكم.