الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الريغاليا والرشم بالزيت والجلوس على العرش .. تعرف على مراسم تتويج الملك تشارلز

الملك تشارلز الثالث
الملك تشارلز الثالث

ينتظر العالم بدء مراسم تتوج الملك تشارلز الثالث ملك بريطانيا الجديد خلفا لوالدته الملكة إليزابيث الثانية التي توفت في 8 سبتمبر من العالم الماضي عن عمر يناهز 96 عاما.

وستقام مراسم تتوج تشارلز الثالث في كنيسة وستمنستر اليوم السبت، وبذلك يصبح تشارلز الملك وزوجته الملكة كاميلا رقم أربعين اللذان يتوَجان هناك منذ عام 1066.

وستشهد مراسم تتوج الملك احياء التقاليد والعادات التي تعود إلى أكثر من 1000 عام والت توارثتها العائلة الملكة في بريطانيا، وفي هذا التقرير سنعرض لكم تقاليد مراسم تتوج الملك تشارلز الثالث..

موكب التتوج

تبدأ الاحتفالات الرسمية في بريطانيا بموكب يبدأ من قصر باكنجهام إلى كنيسة وستمنستر في العاصمة لندن، حيث سيسمح لعامة الشعب بدخول مناطق مشاهدة الموكب في الساعة السادسة صباحا.

وسوف تصطف الحشود على جانبي طريق "ذا مال" المقابل للقصر، كما سيتم توجيه الناس إلى المواقع الرسمية التي ستوضع بها شاشات عرض كبيرة لنقل الاحتفالات في متنزهات هايد بارك وجرين بارك وسانت جيمس بمجرد امتلاء جانبي الطريق.

كما تم وضع أمام قصر باكينجهام مقاعد مخصصة للضيوم والملوك الذين يأتون من كل العالم ورؤساء الدول والضيوف البريطانيين بمن فيهم قدامى المحاربين وعاملون بخدمات الرعاية الصحية الوطنية ورعاية المسنين وذوي الإعاقات.

وسيتجمع نحو 200 فرد من أفراد القوات المسلحة البريطانية، أغلبهم من وحدة سلاح الفرسان الملكية التي ستشارك في الموكب من كنيسة وستمنستر، كما سيصطف 1000 جندي آخرين على جانبي الطريق.

وسيبدأ الموكب بالترحك من قصر باكنجهام عبر حديقة "ذا مال" باتجاه ميدان الطرف الأغر، ثم طريق وايتهول وشارع البرلمان، إلى أن يصل إلى الباب الغربي العظيم لكنيسة وستمنستر.

وسيجلس الملك تشارلز في عربة اليوبيل الماسي الملكية وليس في العربة الذهبية الملكية الأقدم، وهو الشئ الخارج عن التقليد في هذا العام.

داخل كنيسة وستمنستر

ومن المتوقع أن يصل موكب الملك تشارلز إلى كنيسة وستمنستر قبل الساعة 11 صباحا، ويرجح أن يرتدي الملك زيه العسكري بدلا من اللباس التقليدي للملوك السابقين.

وسيتقم تشارلز أثناء الدخول إلى الكنيسة قسوس الكنيسة البريطانية وممثلون عن بلدان الكومنولث يحمل كل منهم علم بلاده، ويرافقه رؤساء وزراء من بينهم رئيس وزراء المملكة المتحدة ريشي سوناك، وممثلو التاج البريطاني ببلدان الكومنولث.

وفي الساعة الـ 11 صباحا، ستبدأ الموسيقي التي اختارها الملك بنفسة، ومنها 12 مقطوعة كتبت خصيصا لهذه المناسبة.

ووفقا للتقليد سيحمل بعض المشاركين في الموكب داخل الكنيسة قطع الريغاليا (regalia) التي سيوضع معظمها على المذبح لحين الحاجة إليها في الاحتفال.

الريغاليا

تعتبر الريغاليا هي رمز إلى جوانب مختلفة من مسؤوليات الملك ومنصبه وهي الرموز الملكية مثل التاج والكرة الذهبية والصولجانات، كما تعتبر المملكة المتحدة هي الدولة الأوروبية الوحيدة التي تستخدم الريغاليا خلال مراسم التتويج.

وسوف يقدَم إلى الملك تشارلز الكرة الذهبية الملكية والصولجان الذهبي الملكي ذو الصليب والصولجان الذهبي الملكي ذو الحمامة وغيرهما من الرموز الملكية في مراحل مهمة خلال الاحتفال.

مراحل التتويج :الإقرار

في المرحلة الأولي سيتم تقديم الملك تشارلز إلى الرعية "المواطنين"، وهو تقليد يعود إلى العصور الأنجلو - ساكسونية، وسيقف جاستين ويلبي كبير أساقفة كانتربري إلى جانب كرسي التتويج الذي يبلغ عمره 700 عام، ويلتفت إلى جانبي الكنيسة معلنا أن تشارلز هو الملك بلا ريب، ثم يطلب من الحضور أن يعربوا عن إجلالهم وولائهم له.

وأثناء مراسم التتويج، سوف يوضع الكرسي الملكي في منتصف الأرضية التاريخية التي يطلق عليها اسم "الرصيف الكوزماتي"، في مقابل مذبح الكنيسة الأعلى، تأكيدا على الطبيعة الدينية للاحتفال.

المرحلة الثانية: القسم

وفي المرحلة الثانية، يقوم كبير أساقفة كانتربري بتلاوة قسم التتويج، ثم يطلب من الملك تشارلز أن يؤكد التزامه بالقانون وتعاليم الكنيسة الإنجليزية خلال عهده، وسوف يضع الملك يده على الإنجيل المقدس ويتعهد بتنفيذ تلك العهود والوفاء بها.

المرحلة الثالثة: المسح بالزيت المقدس

وخلال المرحلة الثالثة يخلع تشارلز عباءة التشريفات ويجلس على كرسي التتويج ويُمسح بالزيت، وهذا يأتي للتأكيد على المكانة الروحية للملك الذي يعد أيضا رأس الكنيسة الإنجليزية.

كما يصب كبير الأساقفة زيتا خاصا من قارورة ذهبية يطلق عليها اسم "الأمبولة" في ملعقة التتويج ويمسح به رأس الملك وصدره ويديه بعلامة الصليب.

وفي هذه المرحلة يمكن أن يوضع ساتر فوق كرسي التتويج كي لا يتمكن أحد من رؤية الملك خلال ذلك الطقس، لأنه يعتبر الأكثر قداسة من بين مراسم التتويج.

المرحلة الرابعة: التنصيب

وفي هذه النرحلة يتم تنصيب الملك رسميا عندما يرتدي الملك تاج القديس إدوارد للمرة الوحيدة في حياته.

وقد صنع التاج الجديد للملك تشارلز الثاني، الذي أراد تاجا مشابها للتاج الذي ارتداه إدوارد، وبذلك يكون الملك تشارلز الثالث سابع ملك يرتدي ذلك التاج بعد تشارلز الثاني وجيمز الثاني وويليام الثالث وجورج الخامس وجورج السادس وإليزابيث الثانية التي كانت آخر من ارتداه خلال مراسم تتويجها في عام 1953.

وفي بداية هذه المرحلة، ستقدم إلى الملك بعض رموز الملكية مثل كرة الملك الذهبية وخاتم التتويج وصولجان الملك ذي الصليب وصولجان الملك ذي الحمامة، ثم يضع كبير الأساقفة التاج فوق رأس الملك.

وعند وضع التاج فوق رأسة ستعزف الأبواق سيتم إطلاق 62 عيارا ناريا من برج لندن، وست طلقات خلال موكب لضباط سلاح الفرسان الملكي، كما سيطلق 21 عيارا في 11 موقعا آخر في كل بريطانيا، بما في ذلك مدن إدنبره وكارديف وبلفاست، وكذلك على متن سفن البحرية الملكية.

المرحلة الخامسة: الجلوس على العرش

وفي المرحلة الأخيرة، يتم جلوس الملك على العرش ويقوم كبير الأساقفة والأساقفة وأعضاء بمجلس اللوردات بالبرلمان البريطاني برفعه على العرش.

ووفقا للتقاليد يقوم عدد من أفراد الأسرة المالكة وأعضاء مجلس اللوردات بالبرلمان واحدا تلو الآخر بالانحناء أمام الملك الجديد، ثم يقسمون بالولاء له ويقبّلون يده اليمنى.

طقس المناولة

وفي هذا الطقس، والذي يعتبر الجزء الأخير من مراسم التتويج الكنسية، يشارك الملك والملكة في طقس المناولة وهو طقس العبادة الرئيسي في الكنيسة.

مغادرة الكنيسة

وبعد إتمام جميع الطقوس التاريخية والدينية للتتويج، يقف الملك والملكة تاركين عرشيهما يدخلا مصلى القديس إدوارد حيث سيخلع الملك تشارلز تاج القديس إدوارد ويضع على رأسه تاج الإمبراطورية، وينضم إلى الموكب الذي سيغادر كنيسة وستمنستر بينما يُعزف النشيد الوطني.