الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأضحية أم العقيقة .. أيهما يقدم حال عدم استطاعة الجمع بينهما ؟

الأضحية
الأضحية

يكثر مع اقتراب دخول عيد الأضحى السؤال عن الأضحية وأحكامها، والأولى بالتقديم عند عدم استطاعة الجمع بينها وبين العقيقة،  ولجواب السائل، بين الدكتور مجدي عاشور المستشار السابق لمفتي الجمهورية ما يلي: 

الأضحية أم العقيقة أيهما يقدم؟ 

أولًا : من المقرر شرعًا في أداء العبادات أنَّ هناك واجبًا موسعًا وواجبًا مُضيّقًا، والأضحية من الواجب المضيق ؛ نظرًا لتحديد الوقت الذي يصحُّ وقوعها فيه ، بينما العقيقة من الواجب الموسَّع التي يتسعُ وقت القيام بها .

ثانيًا : ذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى أنَّ الأُضْحِيَّة والعقيقة سُنَّتَان ، فإن عجز المسلم عن القيام بهما معًا: قدَّم الأُضْحِيَّة ؛ لضيق وقتها واتساع وقت العقيقة، ويرى الحنفية وجوب الأضحية ، ولذلك فهي مقدَّمة عندهم على العقيقة .

وشدد: أنَّ الأضحية مقدَّمة على العقيقة إذا تعارض الجمع بينهما ؛ خشية فوات وقتها، على قول جمهور الفقهاء، وخروجًا من خلاف من قال بوجوبها وهم الأحناف .


ما حكم التضحية في عيد الأضحي؟

أولًا : من المقرر أن الأضحية شُرعت في السنة الثانية من الهجرة النبوية، وهي السنة التي شُرعتْ فيها صلاة العيدين وزكاة المال .

ثانيًا : اختلف الفقهاء في حكم الأُضْحِيَّة : فذهب الجمهور من الشافعية والحنابلة، وهو أرجح القولين عند مالك، وإحدى روايتين عن أبي يوسف، إلى أن الأُضْحِيَّةُ سنةٌ مؤكدةٌ في حق الموسر (أي : الذي يملك ثمنه) ، واستدلوا على ذلك بما روته أُمُّ سَلَمَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ : « إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّىَ فَلاَ يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا »(صحيح مسلم/ 1977).

ووجه دلالته: قوله «وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ»: حيث جعله مفوضًا إلى إرادته ، ولو كانت التضحية واجبة لاقتصر على قوله : «فَلاَ يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا».

وذهب الإمام أبو حنيفة إلى أنها واجبةٌ، وهذا هو المروي عن محمد وزفر، وهو الرواية الثانية لأبي يوسف، والقول الثاني لمالك ، واستدلوا على ذلك بمطلق الأمر في قوله تعالى : ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾[الكوثر: 2]، وبما ورد عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « مَنْ كَانَ لَهُ سَعَةٌ، وَلَمْ يُضَحِّ، فَلَا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانَا »(سنن ابن ماجه/ 3123)، وهذا كالوعيد على ترك الأضحية ، والوعيد إنما يكون على ترك الواجب ، كما أن الأمر بذبح الأُضْحِيَّة وبإعادتها إذا ذكيت قبل الصلاة ، دليلٌ على الوجوب ، والحنفية يقولون: إنها واجبة عينًا على كل من وُجدت فيه شرائط الوجوب من : (الإسلام، والإقامة، والغنى واليسار)، وزاد محمد وزفر: (البلوغ والعقل). 

وشدد «عاشور» على أن التضحية أيام عيد الأضحى سُنَّة مؤكدة ، وأنه ينبغي للمسلم القادر على التضحية أن يضحي ، خروجًا من خلاف مَن أوجبها من الفقهاء كالحنفية وَمَنْ وافقهم .