قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

سامح الدهشان يكتب: رحلة الوعي.. تفهُم الابتلاء ( 2 )

سامح الدهشان
سامح الدهشان

كانت الليلة التي علمت فيها بإصابتي بالسرطان حزينة تنبض عقارب الوقت فيها بالرهبة والخوف، كانت كل الأسئلة التي تتصارع في رأسي مغلفة بالموت والألم، لم يخطئ من قال : إن الإنسان عدو ما يجهل، وأنا لا أعلم ما أنا مقبل عليه بعد تلك الليلة ، ظلت الأفكار تتزاحم ، محاولة قتل اليقين ببعض الشكوك ، هل يحبني الله كما أحب ابنتي الصغيرة التي احتضنها !! ولماذا أنا بالذات؟؟!!!

أسئلة كلها رافضة للوجع ،خائفة من الألم، أسئلة كلها عتاب وعدم فهم لطبيعة الرحلة التي أنا على وشك الانطلاق فيها، رحلتي مع مستوى آخر من الوعي الروحي والإنساني، وكان أول المفاهيم الغامضة بالنسبة لي هي مفهوم الابتلاء والقبول والتسليم، وسرعان ما حضر إلى منزلي أحد أصدقائي من علماء الدين الإسلامي المتخصصين والمعروفين في سلطنة عمان.

قال لي: هل أنت راض عن الله؟
وكيف أرضى عن ربي فضيلة الدكتور؟
أن ترضى بأقداره خيرها وشرها
قبل أن نبدأ في أي نقاش أقولها لك: ارض عن الله، لا ترهق نفسك بالتفكير، فكل ما يحدث معك هو بأمر الله تعالى، فحينما تعجز عن معرفة الحكمة تذكر قوله تعالى: "وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ".

وتسللت الطمأنينة إلى قلبي وصرت أطرح كل سؤال تلو الآخر وأجد معه إجابة رقيقة حانية عن نعمة الابتلاء، وبكيت بكل خشوع لله ؛لأني علمت في هذه اللحظة أنه تم اختياري لشيء عظيم مبني على الحب، تفكرت وتأملت أن الابتلاء بالسرطان هو قدر لا مهرب لي منه ،ولا نصير منه فإما أن أسخط وأجزع فأكون محروما من نعيم الدنيا والآخرة. وإما أن أصبر فأفوز.

وأنا قررت أن أفوز، نعم الله يحبني واختارني لتلك المهمة ليخفف عني مساوئ الحياة وذنوبها لأرتقي بصبري على الألم، الله يريد أن يرى صبري ويسمع دعائي ، ساعتها شعرت بالرضا والتسليم لهذا القضاء العظيم، سقطت صريع كل ذلك الوجع المحاط بالنور والمحبة واللطف، وقررت أن أرضى عن ربي وأتلقى دروس المحنة بكل وعي واستسلام.

وللرحلة بقية..