الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تكاتف وملفات اقتصادية.. سر زيارة سلطان عمان إلى مصر ولقاءه بالرئيس السيسي

الرئيس السيسي وسلطان
الرئيس السيسي وسلطان عُمان

تشاور وتنسيق مستمر بين مصر وسلطنة عمان في القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، حيث تتميز العلاقات المصرية العمانية بحالة من التميز، يتوجها علاقات الأخوة والصداقة بين فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي والسلطان عُمان هيثم بن طارق على كافة المستويات من أجل مصالح الشعوب.

الرئيس السيسي وسلطان عمان 

سلطان عمان وزيارته لمصر 

العلاقات المصرية العُمانية نموذج قوي لا يتأثر بأي تحول سياسي إقليمي أو دولي، لأن لهذه العلاقة بعدا حضاريا يمتد لأكثر من 3500 عام، فالتبادل التجاري بين البلدين بدأ بين قدماء المصريين وأهل عُمان، وهذا يدل على حضارة البلدين وعلاقاتهما التي تضرب في جذور التاريخ.

ويتوجه سلطان عُمان هيثم بن طارق في زيارة تاريخية لأول مرة منذ توليه السلطة عام 2020، إلى مصر الأحد القادم، في زيارة تستمر يومين تلبية لدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي.

كما سيناقشان التشاور والتنسيق بما يسهم في تعزيز العمل العربي المشترك وبحث مختلف التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية.

يذكر أن السيسي كان زار سلطنة عُمان في يونيو الماضي، حيث بحث مع هيثم بن طارق تطوير العلاقات الثنائية والتشاور بشأن القضايا العربية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

سلطان عمان 

زيارة من أجل التغلب على التحديات

وفي هذا الصدد، قال الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، إن العلاقات المصرية العمانية هي علاقات تاريخية تربط بجزورها بأعماق الأرض والتاريخ.

وأوضح فارس ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن زيارة سلطان عمان لمصر سيكون لها دلالة كبيرة لبحث القضايا محل الاهتمام المشترك سواء على المستوى الثنائي أو على مستوى العلاقات العربية للتغلب على التحديات المتزايدة التي تواجهه المنطقة العربية سواء الحرب الروسية الأوكرانية وآثارها السلبية الخطيرة على مجمل الأوضاع في المنطقة العربية.

وتابع: خاصة أن هذه الزيارة تأتي نتيجة أن هناك زخم حقيقيا في العلاقات بين مصر وسلطنة عمان نتيجة حجم الزيارات المتبادلة بين القيادات الكبيرتين في البلدين، وأيضا لابد أن يكون هناك استراتيجية واضحة للتعامل مع الازمات في المنطقة العربية خاصة أن الازمات المتواجدة تهدد الامن القومي العربي.

ولفت: ففي الحقيقة ولا يمكن لأي دولة تواجهه هذه التحديات الا بالتكاتف والتماسك وهذا ما يؤكد حتمية التنسيق والتشاور بين الجانب المصري والعماني فهمي زيارة تأتي بعد أيام قليلة من انعقاد القمة العربية في السعودية وهي قمة التغير والتجديد وضرورة البحث عن حلول عربية ـ عربية لكل القضايا العربية.

الدكتور حامد فارس 

العلاقات المصرية العُمانية 

العلاقات العمانية المصرية ليست بالعلاقات الحديثة لكنها ضاربة في التاريخ القديم إلى ما قبل 3500 سنة، الأمر الذي أدى إلى إنتاج تشابكات تجارية واقتصادية واسعة، تطورت مع الوقت وبعد قيام سلطنة عمان الحديثة إنتاج أهداف سياسية واستراتيجية وروابط اجتماعية وثقافية واسعة، ومن ثم فإن تلاقي الأفكار والمواقف بين الدولتين تجاه قضايا المنطقة لم يأت من فراغ، بل كان للتاريخ والجغرافيا الأثر الكبير في بلورة مواقف مشتركة بين الدولتين.

وتمثل العلاقات المصرية العمانية محور ارتكاز مهم على الساحة السياسية العربية حيث يسعى البلدان دائما إلى سياسة حل كل الخلافات بالحوار والتفاوض كما تدعو إلى إحلال السلام والاستقرار إقليميا ودوليا لكن مع تحفظ مهم أساسه عدم التخلي عن أي من الحقوق العربية عامة والفلسطينية خاصة، لذلك فإن للدولتين رؤية واحدة تستهدف تقديم أقصى دعم ممكن لنضال الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة.

فالعلاقات المصرية العمانية تعكس قدرا غير مسبوق من التفاهم والتنسيق السياسي المشترك والتعاون إزاء مختلف القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، وتستمد هذه العلاقات قوتها من تعدد جوانب التعاون بين البلدين الشقيقين وتشعبها وعدم اقتصارها على جانب واحد.

فعلى المستوى السياسي ترتبط مصر وعمان بعلاقات سياسية قوية فهناك تشاور وتنسيق مستمر بين البلدين في القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ويقدر المسئولون العمانيون على كافة المستويات الدور الذي تلعبه مصر في حل الصراعات والنزاعات في المنطقة من أجل شعوب المنطقة.

كما يتم التنسيق بين البلدين في كافة القضايا السياسية المطروحة على المحافل الدولية وقد قامت مصر بالمبادرة في هذا الشأن في موضوعات مثل مكافحة القرصنة البحرية ورئاسة الناتو، كما تدعم سلطنة عمان الترشح المصري لعضوية أي مناصب في المنظمات الدولية.

كما أن عمق العلاقات في كافة المجالات بين البلدين، كانت دافعا إلى التنسيق بينهما في المجالات السياسية والاستراتيجية والأمنية، وأن التشاور والتفاهم قائم بين البلدين في القضايا الإقليمية والدولية.

وتربط مصر وسلطنة عُمان بعلاقات دبلوماسية، تاريخية متميزة تمتد لأكثر من 50 عامًا، أرسى دعائمها المغفور له السلطان قابوس بن سعيد  إيمانًا منه بمكانة مصر ودورها المحوري في المنطقة.

علم مصر وسلطنة عمان 

تاريخ العلاقات العمانية المصرية راسخ ومتواصل وثابت منذ أكثر من ٣٥٠٠ عام، حين كان التواصل الحضاري ممتدا بين العمانيين والأسر الفرعونية، ولعب اللبان العماني الشهير كسلعة استراتيجية دورا محوريا في ذلك التواصل الحضاري الفريد، واستمر ذلك التواصل في العصر الحديث بين القاهرة ومسقط، وهناك عدة محطات مهمة أثبتت صلابة هذه العلاقات ورسوخها.

لعل وقوف سلطنة عمان مع مصر أثناء عملية السلام بين مصر وإسرائيل عام ١٩٧٩، والتي نتج عنها استعادة مصر لبقية أرضها في سيناء هو من أكثر المواقف السياسية المشهودة بين سلطنة عمان وجمهورية مصر العربية.

والجدير بالذكر، تشهد العلاقات العمانية المصرية دوما دفعات قوية للأمام، بفضل التفاهم والتشاور والتنسيق المشترك والتعاون إزاء مختلف القضايا الثنائية والعربية والإقليمية والدولية، وتستمد هذه العلاقات قوتها من عمقها التاريخي والحضاري المتجذر.