الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نبذ الخلافات.. جهود شيخ الأزهر لبناء حوار فعال بين السنة والشيعة

شيخ الأزهر ورئيس
شيخ الأزهر ورئيس تيار الحكمة العراقي

دائما ما يكون شيخ الأزهر، سباقا في المبادرات المهمة والتي تهم الملايين حول العالم، وكان آخرها الدعوة إلى الحوار البناء بين المسلمين من السنة والشيعة، والسعي قدما إلى أن يكون هناك حوار فعال لنبذ الخلافات بين الجانبين.

وفي هذا الإطار نرصد جهود شيخ الأزهر للحوار بين السنة والشيعة.


بدأت القصة، حينما كان فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، مشاركا في ملتقى البحرين للحوار «الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني» يومي الخميس والجمعة 3و4 نوفمبر الماضيين، تحت رعاية الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، وبمشاركة قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكيَّة، ونحو 200 شخصية من رموز وقادة وممثلي الأديان حول العالم، إضافة إلى شخصيات فكرية وإعلامية بارزة، بتنظيم من مجلس حكماء المسلمين، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مملكة البحرين، ومركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي.

 

 

حوار إسلامي إسلامي


وفي كلمته، وجه الإمام الأكبر شيخ الأزهر، نداءً إلى عُلماءِ الدِّين الإسلامي في العالم كلِّه على اختلافِ مذاهبهم وطوائفهم ومدارسهم، إلى المسارعة بعقدِ حوارٍ (إسلامي إسلامي) جاد، من أجلِ إقرار الوحدة والتَّقارُب والتَّعارف، ومن أجل الأُخوَّة الدينيَّة والإنسانية، تُنبَذُ فيه أسباب الفُرقة والفتنة والنِّزاع الطَّائفي على وجْهِ الخصوص، ويُركَّز فيه على نقاطِ الاتِّفاق والتَّلاقي.

وشدد فضيلة الإمام الأكبر، على أهمية أن يُنصَّ في قرارات هذا  الحوار على القاعدةِ الذهبيَّة التي تقول: يَعْذُرُ بعضُنا بعضًا فيما نختلفُ فيه، كما يُنصُّ فيه على وقفِ خطابات الكراهية المتبادلة، وأساليب الاستفزاز والتَّكفير، وضرورة تجاوز الصِّراعات التاريخيَّة والمعاصرة بكلِّ إشكالاتِها ورواسبها السَّيْئة.

 

الحوار بين السنة والشيعة

 

ووجه الإمام الطيب دعوة إلى المسلمين الشيعة للحوار بالقول: هذه الدَّعوة إذ أتوجَّهُ بها إلى إخوتِنا من المسلمين الشِّيعة، فإنَّني على استعدادٍ، ومعي كبارُ علماء ومجلس حكماء المسلمين، لعقدِ مثلِ هذا الاجتماع بقلوبٍ مفتوحةٍ وأيدٍ ممدودة للجلوسِ معًا على مائدة واحدة؛ لتجاوز صفحة الماضي وتعزيز الشأن الإسلامي ووحدة المواقف الإسلاميَّة، التي تتَّسِمُ بالواقعيَّة، وتُلبِّي مقاصد الإسلام وشريعته، وتُحرِّمُ على المسلمينَ الإصغاء لدعوات الفُرقة والشِّقاق، وأنْ يحذروا الوقوع في شَرَكِ العبث باستقرار الأوطان، واستغلال الدِّين في إثارةِ النَّعرات القوميَّة والمذهبيَّة، والتدخُّل في شؤونِ الدول والنَّيْلِ من سيادتها أو اغتصاب أراضيها.

 

الأزهر وعلماء النجف

 

ومؤخرا، استقبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الاثنين بمشيخة الأزهر، عمار الحكيم، رئيس تيار الحكمة الوطني العراقي.

ورحب فضيلة الإمام الأكبر بالسيد عمار الحكيم والوفد المرافق له في رحاب الأزهر الشريف، مقدرا العلاقة التاريخية الوطيدة التي تجمع علماء الأزهر بعلماء النجف، وما تمخضت عنه هذه العلاقة من نتاج فكري وحراك ثقافي أثرى المكتبة الإسلامية، مشيرا إلى أن مجلة "رسالة الإسلام" كانت تعد في السابق ذروة التعاون بين الأزهر والنجف، لما قدمته من زخم ثقافي واطار معرفي في مختلف العلوم الإسلامية، وطُرحت فيها كافة القضايا في مجالات الفلسفة والفقه والشريعة والقانون، وعلاقة السنة والشيعة في اطار الاحترام والتعاون وتكامل العلوم.

وشدد شيخ الأزهر على ضرورة تماسكنا وتمسكنا بقيم التقارب فيما بيننا لمواجهة التحديات التي تخطط لتفكيك نسيج أمتنا الإسلامية، والغزو الثقافي والاجتماعي الذي يستهدف عالمنا الإسلامي، مصرحا فضيلته "أولى بنا أن نتحد لمواجهة التحديات المعاصرة وأجندات نشر موجات الإلحاد والشذوذ الجنسي والأمراض المجتمعية والسلوكيات المنحرفة، وحملات التغريب، وإقصاء الدين والأخلاق، ومحاولة فرض هذا الواقع على شباب وبنات أمتنا الإسلامية".

من جانبه، أعرب، عمار الحكيم عن تقديره للأزهر الشريف؛ ولدور شيخه فضيلة الإمام الأكبر وعلماء الأزهر وأساتذته وطلابه، مصرحا "الأيادي ممدودة والقلوب مفتوحة ولكم محبة خاصة في قلوبنا ويتجدد الود بتجدد اللقاء بيننا، هذه اللقاءات التي ننتظرها بشغف كبير، فللأزهر الشريف رمزية كبيرة في العالم الإسلامي، ونعتز بعلاقة علماء الأزهر بعلماء النجف، والتي مثلت علاقة احترام واعتدال تاريخي، وكان الاعتدال هو أساس العلاقة بين مدارس الفكر الإسلامي والمسلمين على مر العصور، أمًا التطرف والتشدد فهو الاستثناء ويمثل خروجا عن القاعدة الأصلية والأصيلة".

 

دعوة شيخ الأزهر لزيارة العراق

 

وجدد رئيس تيار الحكمة الوطني العراقي الدعوة لشيخ الأزهر لزيارة العراق مؤكدا أن العراق بكامل أطيافه وأطرافه في انتظار زيارة شيخ الأزهر، وأن هذه الزيارة المرتقبة سيكون لها انعكاسات مهمة في العالم الإسلامي، وسوف تفتح الباب لتبادل الوفود من العلماء والأساتذة والباحثين والطلاب، وتجديد التواصل المنهجي بين المراكز البحثية ومناقشة القضايا الفكرية، والتعاون في إصدار المؤلفات، وتنظيم معارض مشتركة للكتاب، وسوف تمثل فرصة لاستبيان كل الآراء في مختلف القضايا.

واستعرض السيد عمار الحكيم لشيخ الأزهر الوضع العام في العراق، وما يشهده من تطور في مختلف المجالات والأصعدة، وأن العراق الآن يشهد حالة تعايش واستقرار وتعاضد بين فئات المجتمع، حيث تقوم مختلف المدارس الفكرية  والتيارات بدور بارز في مكافحة التطرف والتشدد، مؤكدا أن العراق أصبح أكثر أمنا واستقرارا عما سبق.

وجدد شيخ الأزهر ترحيبه بزيارة العراق، مؤكدا أن العراق بلد عزيز على كل عربي ومسلم، وأنه يتطلع لزيارته وعقد اللقاءات والمناقشات الفكرية والعلمية، وتجديد أواصر التعاون بين المدرستين الفكريتين العريقتين.

وتناول اللقاء مناقشة التحديات التي تواجه العالم الإسلامي وأبرزها حملات التغريب وانتشار المخدرات والانسلاخ من القيم الدينية والأخلاقية، والهم المشترك في التقريب بين المذاهب، والمشكلات المجتمعية وتأثير مواقع التواصل الاجتماعي على كيان الأسرة وتربية الأبناء  والنشء.