الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وسيط يحبه الجميع |كيف أصبحت سلطنة عمان محطة إطفاء لـ أزمات العالم ؟

صدى البلد

تحدثت تقارير صحفية عديدة عن دور ملموس تلعبه سلطنة عمان فى التواصل بين إيران ودول العالم.


وكان سلطان عمان، هيثم بن طارق، قد أنهي زيارة لـ إيران أول أمس الإثنين وذلك بعد أقل من عام تقريباً من زيارة قام بها الرئيس إبراهيم رئيسي إلى مسقط في يونيو 2022.


وترتبط مسقط وطهران بعلاقات سياسية وإقتصادية وثيقة حيث تجمع بينهم حيث عشرات الاتفاقات والمذكرات التفاهمية بشأن التعاون في مجالات التجارة والطاقة والصحة والثقافة والسكك الحديدية.


وتُعد عُمان دولة صديقة لإيران، وتلعب دورًا هامًا في تخفيف التوترات بين طهران وجيرانها الخليجيين، كما تُعد قناة اتصال بين إيران والغرب.


وفي هذا السياق، كشف موقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكن أن واشنطن تتواصل مع إيران بشأن البرنامج النووي عبر وساطة عمانية.


ووفقا للموقع الأمريكي، قام بريت ماكجورك، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي جو بايدن في الشرق الأوسط، برحلة قصيرة إلى سلطنة عمان أوائل مايو لإجراء محادثات مع مسؤولين عمانيين حول التواصل الدبلوماسي المحتمل إلى إيران فيما يتعلق ببرنامجها النووي.


ونقل الموقع الأمريكي هذه التصريحات عن خمسة مسؤولين أمريكيون وإسرائيليون وأوروبيون.
ونقلت "أكسيوس" عن أربعة مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين أنه ماكجورك سافر إلى مسقط في 8 مايو بعد رحلة إلى المملكة العربية السعودية مع مستشار الأمن القومي جيك سوليفان وقام بزيارة إلى إسرائيل لإطلاع نتنياهو على المحادثات الأمريكية التي تم إجراؤها.


ورعت سلطنة عمان، الأسبوع الماضي صفقة تبادل موظف إغاثة بلجيكي متهم بالتجسس في طهران بدبلوماسي إيراني كان مسجوناً في بروكسل لصلته بمخطط تفجير فاشل.


وخلال السنوات الماضية، قادت السياسة الخارجية العمانية العديد من المبادرات والوساطات والعمليات الإنسانية وذلك بفضل دبلوماسيتها الناعمة وحفاظها على علاقات مع جميع الأطراف.
وتمكنت سلطنة عمان بفضل حفاظها على علاقات دبلوماسية مع إيران حتى في أوج فترات الصراعات في المنطقة، من لعب دور محوري في الوساطة بين إيران وباقي الدول سواء الخليجية منها او العربية او الغربية، وقد أفضى ذلك الدور الدبلوماسي العماني إلى الوساطة الجلية بين إيران والغرب التي عرفها الجميع.


الاتفاق النووي الإيراني
يعتبر الإتفاق النووي الإيراني أبرز منجزات الدبلوماسية العمانية، حيث بدأت مسقط في احتضان المفاوضات بشكل سري في عام 2011 ومن ثم بذلت جهودًا حثيثة لتقريب وجهات النظر بين المسؤولين سواء في إيران او في الولايات المتحدة الأمريكية.وكُللت هذه الجهود بتوقيع الاتفاق النووي الايراني مع مجموعة (5+1) في عام  2015 والذي مثل منعطفًا تاريخيًا مهمًا يحول دون امتلاك طهران الأسلحة النووية التي قد تهدد بها أمن المنطقة.


ولم تتوقف جهود السلطنة مع التوقيع على الاتفاق، انما استمرت لضمان نجاح التنفيذ وتحييد التداعيات السلبية، حيث استقبلت أكثر من مرة كميات من فائض انتاج الماء الثقيل من إيران.


القضية اليمنية
وضعت سلطنة عمان نفسها كوسيط محايد فى القضية اليمنية من البداية بعد امتناعها عن الانضمام الى التحالف العسكري «عاصفة الحزم» الذي شاركت فيه في البدء، جميع دول الخليج الأخرى بقيادة المملكة العربية السعودية ضد الحوثيين في اليمن.


كما أبقت السلطنة مقر سفارتها في صنعاء ولم تنقلها إلى عدن، وقد أسهمت السلطنة في الدفع نحو توقيع اتفاقية السلم والشراكة في اليمن في بداية الحوار اليمني لحل الأزمة، وحتى مع تأزم الوضع فقد حافظت السلطنة على المسائل الإنسانية بإيواء الجرحى وعلاجهم وتحرير الرهائن وغيرها من العمليات المشهود بها في هذا الإطار، وهذا لم يمنع من الاستمرار في البحث عن المخرج عبر طاولة المفاوضات ودعم كل ما يمكن في إطار تحقيق السلام في اليمن.


وقد استضافت مسقط العديد من اللقاءات المشتركة بين الأطراف المتنازعة، في محاولة لتسوية الأزمة سلميا، كان أولها في أغسطس 2015 بعد فشل مؤتمر جنيف.


ومؤخرا رعت السلطنة ، مباحثات ضمن وساطة بين الأطراف المتصارعة في اليمن، تهدف إلى إحلال السلام والتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار.


وشارك وفد عماني فى زيارة لصنعاء برفقة سفير السعودية لدى اليمن - بهدف تثبيت الهدنة ووقف إطلاق النار ودعم عملية تبادل الأسرى وبحث سبل الحوار بين المكونات اليمنية، وذلك للوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام في هذا البلد.


الملف السوري
برز الدور العماني في الملف السوري، فقد كانت عُمان هي الدولة الخليجية الوحيدة التي أبقت على تمثيلها الدبلوماسي في سوريا بعد اندلاع الحرب فيها ولم تقطع العلاقات مع دمشق، برغم أن جامعة الدول العربية قامت بتجميد عضوية سوريا فيها. 


كما أن السلطنة قامت بتحركات في بداية الأزمة من أجل الوصول إلى حل سلمي، وهذا بمثابة دليل قاطع على الدور الذي تلعبه عُمان، في ظل الثقة التي تتمتع بها بين الدول الكبرى والفاعلة في الملفات. 


وكانت زيارة وزير الخارجية السوري لمسقط في عام 2015 هي أول زيارة يقوم بها لبلد خليجي منذ بدء الأزمة السورية، ومن ثم زيارة الوزير المسؤول عن الخارجية العماني إلى دمشق ولقائه بالرئيس السوري بشار الأسد في أكتوبر 2015 إذ يمثل ذلك دليلًا على الجهود الدبلوماسية التي بذلتها السلطنة لحل الأزمة على الرغم من التعارض الحاد في مواقف الأطراف المختلفة حول تفاصيل الحل الممكن.


الملف الليبي
في الملف الليبي، فتحت سلطنة عمان أبوابها كوسيط محايد موثوق به بهدف الوصول إلى حل سلمي، وحيث تم عقد عدد من اللقاءات في مسقط مع أطراف النزاع، واستضافت مدينة صلالة مباحثات ليبية استمرت ثلاثة أسابيع لصياغة الدستور الليبي برعاية من الأمم المتحدة في مارس 2016.


تحرير الرهائن
كما لعبت السلطنة دورًا كبيرًا في تحرير عدد من الرهائن الأجانب في بلدان أخرى، حيث نجحت السياسة العمانية في تحرير عدد من الرهائن الإيرانيين الذين اعتقلتهم القوات الأمريكية أثناء الحرب العراقية الايرانية وتحرير رهائن أمريكيين اعتقلتهم إيران عبر الأعوام.


كما نجحت الوساطات العمانية في تحرير عدد كبير من الرهائن في اليمن وإرجاعهم الى بلادهم، منهم أوروبيون وأمريكيون.


معتقلو جوانتانامو
شاركت عُمان في الجهود الدولية لتسوية قضايا المحتجزين في معتقل جوانتانامو، على الرغم من عدم وجود أي محتجز عُماني في هذا المعتقل، حيث استضافت بعضا من المفرج عنهم مراعاة لظروفهم الإنسانية وبطلب من الحكومة الأمريكية، ففي يناير 2017 وتلبية لالتماس الحكومة الأمريكية المساعدة في تسوية قضية المحتجزين في معتقل جوانتانامو ومراعاة لظروفهم الإنسانية، وصل السلطنة عشرة أشخاص أُفرج عنهم من المعتقل المذكور، وذلك للإقامة المؤقتة.