الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الاعتزاز بالعلاقات الأخوية| لقاءات وقضايا مشتركة بين مصر والعراق

مصر والعراق
مصر والعراق

استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، بقصر الاتحادية، محمد شياع السوداني، رئيس وزراء العراق، الذي يزور مصر على رأس وفد حكومي رفيع المستوى، يضم نائبي رئيس الوزراء وزيرَيْ الخارجية والتخطيط، ووزراء الإسكان والتجارة والكهرباء، ومحافظ البنك المركزي العراقي، للمشاركة في أعمال اللجنة العليا المصرية العراقية المشتركة. كما حضر اللقاء من الجانب المصري الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وعدد من الوزراء وكبار المسئولين المصريين.

موقف ثابت للعلاقات المصرية العراقية 

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي، بأن الرئيس أكد خلال اللقاء دعم مصر الثابت والراسخ لأمن واستقرار العراق الشقيق، والاعتزاز بعمق ومتانة العلاقات الإستراتيجية بين البلدين، والحرص على تعزيز وتنويع أطر التعاون الثنائي المتبادل في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية، سواء على المستوى الثنائي أو من خلال آلية التعاون الثلاثي مع الأردن.

من جانبه؛  قال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إن عمر العلاقات المصرية العراقية يصل لنحو 6000 عام، أي منذ الألفية الرابعة قبل الميلاد.

وأوضح مدبولي، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره العراقي، أن العلاقات  المصرية العراقية تجمعها اللغة والثقافة والتاريخ المشترك بين البلدين،  وذلك بالتزامن مع  الدورة الثانية للاجتماع المشترك بين البلدين فى العاصمة الإدارية، بعد عقد دورتها الأولى منذ ثلاثة أعوام في بغداد تأكيدا على حرص البلدين في تفعيل آليات التعاون.

ومن خلال هذا التقرير، يرصد "صدى البلد" أهم وأبرز المعلومات عن العلاقات المصرية العراقية خلال السطور التالية. 

ويرتبط العراق ومصر بعلاقات تاريخية تمتد إلى أوائل القرن الماضي عندما حصل كلا البلدين على استقلالهما من بريطانيا وأقيمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين اللذين كانا من المؤسسين لجامعة الدول العربية في منتصف أربعينيات القرن الماضي، ثم عقد البلدان العديد من الاتفاقيات الاقتصادية مثل السوق العربية المشتركة والاتفاقيات العسكرية مثل اتفاقية الدفاع العربي المشترك ومشروع الوحدة الثلاثية. 

 بدايات تأسيس الدولة العراقية

وترجع بدايات تأسيس الدولة العراقية إلى مؤتمر عقد في العاصمة المصرية، القاهرة، في مارس 1921، وكان من أهم نتائجه إنشاء دولة ملكية في العراق.

وبموجب المؤتمر الذي عقد برعاية هيئة المستعمرات البريطانية، جرى تشكيل مجلس تأسيسي من مهامه تنصيب ملك على عرش العراق، ليتم بعدها اختيار فيصل بن الحسين ملكا على العراق.

وأسهم قيام الدولة العراقية في توحيد الجماعات الموجودة في البلاد في ذلك الوقت، تحت راية دولة واحدة في مهمة عُدت من أصعب مهام الملك فيصل الأول، إذ للمرة الأولى اجتمعت مختلف الجماعات المكونة للشعب العراقي في عام 1921 لتؤسس لقيام دولة جديدة.

وعلى مدار الـ 100 عام، اتسمت العلاقات بين مصر والعراق بالقوة والصلابة، مستمدة قوتها ومتانتها من العلاقة بين حضارة مصر الفرعونية وحضارة بلاد الرافدين (العراق)، حيث ظهرت صلابة العلاقة في التأثيرات المتبادلة بين الحضارتين ، وصور التفاعل المختلفة.

وساند البلدان بعضهما البعض في مراحل كثيرة، كان أهمها خلال السنوات الـ 7 الأخيرة، التي شهدت أول زيارة لرئيس مصري إلى العراق منذ 30 عاما، قام بها الرئيس السيسي في يونيو 2021.

ماذا يجمعنا مع دولة العراق؟ 

ويقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لمصر رسمية، وتعد الزيارة الثانية له منذ توليه الحكومة في أكتوبر الماضي، بهدف تقريب وجهات النظر في العديد من الموضوعات، بالإضافة إلى توقيع عدد من مذكرات التفاهم في المجالات التجارية والسياحية، والتطوير الإداري والتدريب الدبلوماسي، مع الاتفاق على تبادل الخبرات في مختلف المجالات. 

وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن العلاقات المصرية العراقية تتسم بالاستقرار، وتعد نموذجا جيدا للعلاقات المصرية العربية، حيث يجمعنا مع الجانب العراقي التحالف الثلاثي، الذي يضم كلا من مصر الأردن والعراق. 

وأشار فهمي، إلى أن العلاقات بين البلدين فى تواصل مستمر، وأن استقبال رئيس الوزراء السوداني في القاهرة يؤكد تنامي العلاقات بين مصر وشقيقتها العراق في كافة المجالات.

كان العراق الداعم القوي لمصر بعد ثورة يونيو 2013، حيث بعث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، آنذاك، رسالة تهنئة إلى المستشار عدلي منصور، بمناسبة تسلمه منصبه الجديد رئيسا مؤقتا لمصر في 4 /7 /2013.

دعم مصري لا يتوقف للعراق الشقيق 

واستقبل  الرئيس السيسي، في 9 يونيو 2014، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، نائب رئيس جمهورية العراق، الدكتور خضير الخزاعي، حيث أكدّ الرئيس السيسي، أنَّ مصر داعمةً لوحدة العراق وأمنه وعروبته.

في الوقت نفسه، قال الخزاعي، إن العراق يتطلع إلى تفعيل التعاون مع مصر في مجالات ثلاثة رئيسية: مكافحة الإرهاب، التعاون الاقتصادي، والتشاور السياسي.

والتقى في يناير 2015، رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي، الرئيس السيسي، خلال زيارته إلى القاهرة، حيث أكد الرئيس السيسي أهمية تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة ظاهرة الإرهاب، مثمناً جهود العبادى للوفاق بين جميع أطياف الشعب العراقي للتصدى لخطر داعش، والجماعات المتطرفة. 

وأكدت مصر دعمها للعراق الشقيق وظهر ذلك جليا في موقفها الرافض بشدة إجراء استفتاء حول انفصال إقليم كردستان عن العراق في 2017، واتخاذ أي إجراءات أحادية قد تزيد من تعقيد الموقف، وبشكل يؤدي إلى زعزعة استقرار العراق وتغذية مناخ الفوضى والتوتر في المنطقة، فضلا عن تقويض جهود مكافحة الإرهاب وتحرير المدن العراقية من قبضة تنظيم (داعش) الإرهابي حينها.

ودعت مصر جميع الأطراف لضبط النفس والدفع بالحوار البناء كأساس للتوصل إلى تسوية شاملة ومرضية بشأن القضايا العالقة بين بغداد وأربيل.

وتوجت العلاقات المصرية - العراقية، التي شهدت طفرة ملحوظة في عهد الرئيس السيسي، بزيارة تاريخية للسيسي إلى العاصمة العراقية بغداد، في يونيو الماضي، للمشاركة في فعاليات القمة الثلاثية بين مصر والعراق والأردن، وذلك في إطار الجولة الرابعة لآلية التعاون الثلاثي التي انطلقت بالقاهرة في مارس 2019، حيث كان في استقباله بمطار بغداد الدولي الرئيس العراقي برهم صالح.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، حينها، بأن الزيارة التاريخية للرئيس السيسي إلى بغداد، والتي تعد أول زيارة لرئيس مصري للعراق منذ 30 عاما، تأتي انعكاسا لقوة العلاقات التاريخية الممتدة بين مصر والعراق حكومة وشعبا، ولتؤكد حرص مصر على دعم هذه العلاقات وتطويرها نحو آفاق أرحب في إطار وحدة المصير والتحديات، وتلبيةً للمصالح المشتركة للبلدين الشقيقين.

 15 اتفاقية بين مصر والعراق 

وجاءت مشاركة الرئيس السيسي، حينها، في قمة بغداد للتعاون الثلاثي، في إطار البناء على ما تحقق خلال القمم الثلاث السابقة، وتقييم التطور في مختلف مجالات التعاون، ومتابعة المشروعات الجاري تنفيذها، وذلك في سياق دعم وتعميق العلاقات التاريخية المتميزة بين الدول الثلاث، بالإضافة إلى تعزيز التشاور السياسي بينهم حول سبل التصدي للتحديات التي تواجه الوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط.

واستقبل العراق الرئيس السيسي استقبال الفاتحين حينها وارتفعت الأعلام المصرية بكافة الشوارع العراقية.

وأكد الرئيس السيسي خلال مشاركته في فعاليات "مؤتمر بغداد للشراكة والتعاون"، الذي عقد أغسطس الماضي: أن مصر تقف مع العراق لاستعادة مكانته التاريخية وترسيخ موقعه فى العالم العربى، وترفض كل التدخلات الخارجية في شئون العراق والاعتداءات غير الشرعية على أراضيه وتدعو كل الدول الاحترام سيادة العراق.

وطالب الرئيس السيسي، حينها، بضرورة الالتزام بالمبادئ الثابتة فى العلاقات الدولية وهي حسن الجوار والاحترام المتبادل والامتناع غير المشروط عن التدخل فى الشئون الداخلية والامتناع عن دعم الجماعات المتطرفة أو نقل عناصرها من دول إلى أخرى.

وأتت زيارة الرئيس السيسي للعراق بثمارها في كافة المجالات فجعلت العلاقة بين مصر والعراق تأخذ شكلا جديدا من التعاون والمساندة فأصبحت مصر الشريك التجاري الرئيسي للعراق.

ونرصد لكم 15 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبروتوكول تعاون بهدف تعزيز التعاون بين مصر والعراق التي جاءت كالتالي: 

  • مذكرة تفاهم بين وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية، ووزارة النفط العراقية.
  • مذكرة تفاهم للتعاون والتدريب وتبادل الخبرات في مجال العدل والقضاء.
  • مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الموارد المائية والري.
  • مذكرة تعاون بين كل من سوق العراق للأوراق المالية، والبورصة المصرية.
  • البرنامج التنفيذي الثنائي للتعاون الفني في مجال حماية البيئة.
  • مذكرة تفاهم في المجالات الصحية والدوائية والتدريبية.
  • اتفاقية النقل البحري.
  • مذكرة تفاهم في مجال الطرق والجسور.
  • مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الإسكان والتشييد.
  • مذكرة تفاهم في مجال اتفاقيات منظمة التجارة العالمية وتنظيم المعارض.
  • بروتوكول تعاون في مجال مكافحة الدعم والإغراق والوقاية.
  • مذكرة تفاهم في مجال التعاون الصناعي.
  • مذكرة تفاهم في مجال حماية المستهلك.
  • مذكرة تفاهم في مجال الاستثمار.
  • بروتوكول تعاون مشترك بين اتحاد الصناعات العراقي واتحاد الصناعات المصرية.