الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اليابان والاتحاد الأوروبي يتحدان لتقوية صناعة الرقائق الإلكترونية ومواجهة الصين

صدى البلد

الرقائق الإلكترونية أو أشباه الموصلات هي مكونات أساسية للأجهزة الإلكترونية والرقمية، مثل الهواتف الذكية والسيارات والطائرات والشبكات المعلوماتية. وتسمح هذه المكونات للأجهزة بالتقاط ومعالجة وتخزين البيانات بسرعة ودقة عالية، وتدعم التطور التكنولوجي في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والإنترنت الخاص بالأشياء.

ويعتبر سوق أشباه الموصلات هو سوق عالمي ضخم، حيث بلغ حجمه 440 مليار دولار في عام 2020، ومن المتوقع أن يصل إلى 522 مليار دولار بحلول عام 2024، بحسب تقرير من شركة آي دبليو إس (IHS).

ما هي التحديات التي تواجه صناعة الرقائق الإلكترونية؟

تواجه صناعة الرقائق الإلكترونية تحديات عدة، منها نقص في التوريد وزيادة في الطلب والمنافسة من الصين والحرب التجارية مع الولايات المتحدة. وتعاني هذه الصناعة في السنوات الأخيرة من نقص التوريد ناتج عن تأثير جائحة كورونا على سلاسل الإنتاج والنقل، وكذلك عن حرائق وفيضانات وانفجارات في بعض المصانع في تايوان واليابان وكوريا الجنوبية.

كما أن زيادة الطلب ناتجة عن ارتفاع استهلاك المستهلكين للأجهزة الإلكترونية خلال فترة الإغلاق، وكذلك عن حاجة قطاعات صناعية كثيرة مثل صناعة السيارات والطيران إلى رقائق أكثر تطوراً.

وبسبب سعي بكين لتطوير صناعة أشباه الموصلات المحلية، كجزء من استراتيجية "صُنِع في الصين 2025"، التي تهدف إلى تحقيق الاستقلال التكنولوجي والابتكار في مجالات حاسمة، ظهرت المنافسة معها.

ونتجت الحرب التجارية مع الولايات المتحدة بسبب فرض واشنطن قيود وعقوبات على شركات صينية مثل هواوي وسميك، ومنعها من الحصول على رقائق أميركية أو أجنبية تحتوي على تقنيات أميركية.

ما هي خطط اليابان والاتحاد الأوروبي لتعزيز صناعة الرقائق الإلكترونية؟

تتحد اليابان والاتحاد الأوروبي لتعزيز صناعة الرقائق الإلكترونية، من خلال زيادة الإنتاج المحلي والتعاون الدولي والابتكار التكنولوجي. فاليابان تخطط لإحياء صناعة الرقائق المحلية، بعد أن تراجعت حصتها في السوق العالمي من 50% في عام 1980 إلى 10% في عام 2019. ولذلك، خصص رئيس الوزراء فوميو كيشيدا أموالا لبناء مصانع جديدة للرقائق، بالتعاون مع شركات تايوانية وأوروبية وأميركية. كما أنشأ منصبا وزاريا جديدا للأمن الاقتصادي، لمراقبة سلاسل التوريد والتكنولوجيا.

أما عن الاتحاد الأوروبي، فهو الآخر يسعى لزيادة حصته في إنتاج الرقائق العالمية من 10% حاليا إلى 20% بحلول عام 2030. ولذلك، أطلق خطة "الاتحاد المتحد لأشباه الموصلات"، التي تهدف إلى تشجيع الاستثمار والابتكار في هذا المجال. كما يسعى لتعزيز التعاون مع شركاء استراتيجيين مثل الولايات المتحدة واليابان وتايوان.

كلا الطرفين يهدفان إلى تطوير رقائق أكثر تقدماً وكفاءة، مثل رقائق 2 نانومتر، التي تستخدم مسافات أصغر بين المكونات، مما يسمح بزيادة سرعة المعالجة وخفض استهلاك الطاقة. كما يهدفان إلى دعم قطاعات صناعية مستقبلية مثل السحابة والذكاء الاصطناعي والإنترنت الخاص بالأشياء.

تحجيم الصين

أصدرت الحكومة الهولندية قرارا بفرض قيود جديدة على تصدير آلات شرائح ASML إلي الصين، وتعتبر الشركة الهولندية شركة رائدة في صناعة آلات الليثوغرافيا المستخدمة في إنتاج الشرائح الإلكترونية. ولكن قوبل هذا القرار بالرفض الصيني، حيث أعربت حكومة بكين عن اعتراضها الشديد على قرار الحكومة الهولندية.

وقالت السفارة الصينية في لاهاي إن هذا القرار يمثل "إساءة استخدام لآليات مراقبة التصدير" و"تعطيل لقواعد التجارة الحرة والتجارة الدولية"، وطالبت هولندا بالتراجع عن هذا القرار والحفاظ على التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.

وليست هذه المرة الأولي التي تفرض فيها هولندا قيودًا على تصدير آلات شرائح ASML إلى الصين. فمنذ عام 2019، تم منع تصدير آلات أكثر تقدمًا تستخدم تقنية EUV (الأشعة فوق البنفسجية المتطرفة)، والتي تستطيع إنتاج شرائح على تقنيات 7 نانومتر و5 نانومتر.