الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. عمرو الديب يكتب: سيناريوهات تسليم المقاتلات الغربية إلى كييف

د. عمرو الديب
د. عمرو الديب

قبيل هجوم الربيع المضاد للقوات المسلحة الأوكرانية، بدأت كييف بنقل طيرانها العسكري إلى قطاع زابوروجي، بالتالي، ما هي الأسلحة النوعية التي من الممكن استخدامها في هذا الهجوم، وما هي أنواع نماذج الطائرات، ولماذا تعتبر هذه المسألة مهمة جداً؟

وليس سرّاً أن كييف لطالما طالبت الغرب بالمساعدات العسكرية، فلطالما كرّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للشركاء الغربيين حول الحاجة إلى تزويد كييف بالطائرات، لأنه ومن الناحية العسكرية، يُعتبر الهجوم البري بدون دعم جوي مناسب هو بمثابة انتحار، ومع ذلك، إلى الآن، لم ينجح زيلينسكي في الحصول على طائرات F-16 الأمريكية أو طائرات رافال الفرنسية، رغم خضوع بعض القوات للتدريب عليها في بريطانيا.

ينطلق رفض الغرب على ما يبدو في أن التدريب على صيانة طائرة F-16 يتطلب الكثير من الوقت والكثير من الجهد، ولا يملك الغرب إلى الآن تصور كامل حول كيفية التعامل مع هذا الوضع في وقت قصير نسبياً، في هذه الحالة، ووفق حسابات الكتلة الغربية والتي هي على يقين بأن الحرب لن تنتهي هذا العام، وستستمر لفترة أطول، وهنا يجب أن يحدد الغرب خياراته وماذا يستطيع أن يقدم بعد، فضلاً عن التوقعات في حال إرسال مقاتلات أو إلغاء الفكرة.

ومع ذلك، تم العثور على مخرج لكييف، بعد بولندا، كانت سلوفاكيا ثاني دولة عضو في الناتو التي وافقت على خطة لنقل 13 طائرة مقاتلة من طراز ميغ – 29 – MiG-29 إلى أوكرانيا، وهو ما يتماهى مع وارسو التي وعدت بإرسال نفس العدد تقريباً، لكن التسليم لم يكتمل بعد بالحجم المناسب.

بالنسبة للموقف الأمريكي، لقد وعدت الولايات المتحدة حلفائها في الناتو، بولندا وسلوفاكيا، بتجديد الأسطول بالطائرات الأمريكية لكن في وقت لاحق لم يحدد بعد.

بعد هذه التصريحات وجدت كييف متنفساً لها، فقد أشار ممثل القوات الجوية للقوات المسلحة الأوكرانية، يوري إغنات، إلى أنه بهذه الطريقة تمضي عملية توريد الطائرات المقاتلة من الحلفاء إلى الأمام، وهذا يعني أن الفرصة لا تزال قائمة.

من جانبه، أكد وزير الدفاع السلوفاكي ياروسلاف ناجي، نقل المقاتلات السوفيتية إلى كييف، 9 من أصل 13 طائرة مقاتلة تم نقلها برا لأسباب أمنية كجزء من "عملية لوجستية معقدة" وتم تسليم 4 مقاتلات فقط من سلوفاكيا إلى أوكرانيا مطلع العام 2023، بالنسبة لبولندا، لم تف بوعودها بالكامل، بزعم أن بعض طائرات MiG-29 تخضع للصيانة ومن المحتمل أن يتم نقلها لاحقاً.

ومن المعروف أنه قبل العملية العسكرية الخاصة، كان لدى معدات الطيران الأوكرانية 43 مقاتلة خفيفة من طراز MiG-29، و12 قاذفة من طراز Su-24 في الخطوط الأمامية، و17 طائرة هجومية من طراز Su-25، و26 مقاتلة سوفيتية الصنع من طراز Su-27، ومع ذلك، خرجوا عن الخدمة بسبب نفاد قطع الغيار، ولم يعد يتم استخدام العديد منهم.

ومع ذلك، مع اندلاع العملية العسكرية الخاصة، في فبراير من العام الماضي، أصبح من الضروري استعادة القدرة القتالية للقوات الجوية.

اليوم، تظهر صورة مماثلة مع النماذج التي نقلتها دول حلف وارسو السابقة، حيث تم نقل بعض المقاتلات براً، بينما يخضع الجزء الآخر من الجانب البولندي للصيانة، والسؤال المهم، من أين أتت الأجزاء ومكونات الغيار والتجمعات الخاصة بمعدات الطيران الخاصة بمصنع روسي حصرياً؟

على سبيل المثال، لا تخفي وارسو على الإطلاق نقل مجموعات قطع الغيار إلى حلفائها في الناتو، وإلى أوكرانيا نفسها، فقد تم نقل جميع شحنات بولندا تقريباً من قطع الغيار والأسلحة لتلك المقاتلات إلى أوكرانيا، وهو ما من شأنه أن يسمح للجانب الأوكراني بتجديد الطائرات التي يمتلكها.

كما من المحتمل أنه تم شراء الأجزاء عر دولة وسيطة، من دول الاتحاد السوفيتي السابق، ونتيجة لذلك تعمل معدات الطيران العسكرية على الطراز الروسي في منطقة الصراع على حساب مصالح روسيا نفسها.

بالنسبة لروسيا، ينظم التشريع الروسي عمليات بيع وتصدير المنتجات الفنية للطيران (ATI) بطريقة سلسلة وسهلة على عكس الغرب، على سبيل المثال، يهيئ الإطار القانوني الروسي جميع الشروط للبلدان التي لديها مراكز خدمات طيران خاصة لإجراء صيانة لمعدات الطيران العسكرية على الطراز الروسي، فضلاً عن أن معاملات التصدير في روسيا تُغلق على الفور عندما تعبر البضائع الحدود الروسية.

ومع ذلك، فإن المستوردين المحتملين لـلمنتجات الفنية الروسية لمعدات الطيران العسكرية غير راضين عن ذلك.

أولاً، اليوم، بغض النظر عن الأحداث التي تجري في أوكرانيا، تظل روسيا واحدة من أكبر مصدري الطائرات العسكرية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ وعدد من الدول الأخرى الصديقة لروسيا، وبالنسبة للصين والهند وفيتنام وميانمار وإندونيسيا وبنغلاديش، تظل نماذج مثل Su-30 وبالطبع MiG-29 هي المفضلة لديهم، يشمل هذا التعاون خدمات ما بعد البيع للمعدات وتوريد قطع الغيار؛ ويجري إنشاء مراكز الخدمة والمشاريع المشتركة اليوم.

بالتالي، من الواضح تماماً أن موسكو لن تسمح بتكرار السيناريو بإعادة تصدير منتجات الطيران الفنية العسكرية، والتي يمكن أن تنتهي في أراضي دول غير صديقة من خلال أطراف أخرى.

بالإضافة إلى ذلك، شكلت سلوفاكيا سابقة سلبية، لأن نقل الطائرات المقاتلة الروسية إلى أوكرانيا انتهك أحكام الاتفاقية الحكومية الدولية بشأن التعاون العسكري التقني بين روسيا وسلوفاكيا، والتي تم إبرامها في 29 أبريل 1997، فضلاً عن اتفاقيات ويسينار بشأن مراقبة تصدير الأسلحة التقليدية والسلع والتكنولوجيات ذات الغرض المزدوج.

كل هذا سيؤدي حتماً إلى أن روسيا ستعزز سيطرتها على تصدير وإعادة تصدير منتجاتها الفنية من خلال إنشاء قاعدة بيانات واحدة للمحاسبة عن هذه المنتجات وآلية للتحكم في حركتهم.

ثانياً، حتى إذا كان من الممكن، من الناحية النظرية، توفير المكونات بطريقة ما للأطراف المهتمة من خلال "الأسواق السوداء" لدول الاتحاد السوفيتي السابق، أين يقع المكان الذي سيتم فيه إصلاح الطائرات؟ كان الجواب ببساطة أن سحبت روسيا العام الماضي، تراخيص حق إصلاح طائرات هليكوبتر من نوع Mi من الشركات الموجودة في بلغاريا وجمهورية التشيك، بالتالي أصبح معروفاً أن الدول التي لم يتم إلغاء تراخيصها غير قادرة عموماً على إجراء صيانة للطائرات الروسية الصنع بمفردها.

وفي هذا الصدد، تخطط روسيا لإدخال المسؤولية الجنائية لشركات الخدمات الجوية الروسية والأجنبية الخاصة وشركات موردي المنتجات الفنية للطيران في حالة الأداء غير القانوني للخدمة صيانة معدات الطيران الروسية على أراضي الدول الأجنبية.

وبالتالي، فإن سحب روسيا ترخيص صيانة معدات الطيران العسكرية الروسية الصنع، إلى جانب إدخال التدابير القانونية والتنظيمية المشار إليها في التشريعات المحلية، سيسمح لها بمقاضاة الكيانات القانونية الأجنبية والأفراد الذين ارتكبوا انتهاكات بمنع إعادة التصدير غير المصرح به للمعدات العسكرية، وتوفير الإمدادات غير القانونية من قطع الغيار والخدمات العسكرية، بموجب القانون الدولي، وبموجب الفحص الفني لبقايا الطائرات العسكرية والمروحيات الأوكرانية التي تم إسقاطها أساس قاعدة الأدلة لبدء مثل هذه القضايا الجنائية.

بالتالي، في ضوء هذه الاحتمالات، لن تتمكن تلك البلدان التي تزود أوكرانيا بشكل غير قانوني من منتجات ومعدات الطيران الروسية من حماية مصالحها الوطنية بشكل أفضل في المستقبل، حيث ستفقد فرصة شراء عينات عالية الجودة من الروسية من أسلحة ومعدات عسكرية.