EN 
تشهد صناعة السيارات في مصر تحركات حكومية جادة من أجل التوسع في الإنتاج المحلي؛ بما يتواكب مع الخطط الرامية إلى تحويل مصر إلى مركز استراتيجي في هذه الصناعة بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، ويدعم الأهداف الرامية إلى التحول إلى إنتاج السيارات الصديقة للبيئة والتي يتزايد الطلب عليها عالميًا.
إنتاج سيارات لادا في مصر
وفي هذا السياق أعلن رئيس شركة أفتوفاز لصناعة السيارات الروسية مكسيم سوكولوف، أن شركته تخطط لاستئناف إنتاج سيارات لادا في مصر أكبر دولة عربية من حيث السكان.
وقال سوكولوف، في كلمة خلال إحدى جلسات منتدى روسيا – إفريقيا، الذي استضافته مدينة سان بطرسبورج يوم الخميس الماضي، إن “شركة “أفتوفاز” تخطط لاستئناف إنتاج سيارات “لادا” في مصنع شركة “الأمل” في مصر”.
وقال رئيس شركة أفتوفاز لصناعة السيارات الروسية، “مهمتنا الرئيسية الآن هي استئناف وزيادة تطوير هذا المشروع المشترك”، مضيفاً “نتوقع أيضًا أن تصبح مصر وشريكتنا شركة “الأمل”، مركزًا للنقل والخدمات اللوجستية لقارة أفريقيا بأكملها”.
ونظمت شركة “لادا” معرضاً لطرازاتها الجديدة على هامش القمة الروسية – الأفريقية في سان بطرسبورج. ووضع المنظمون السيارات في منطقة مفتوحة أمام مبنى إكسبوفوروم حيث أقيمت القمة، وتم عرض طرازات جديدة مثل “نيفا” و”ترافل” و”ليجيند” و”غرانتا” و”فيستا إس دبليو”.
وكانت شركة رينو الفرنسية تمتلك حصة بنحو 68 بالمئة في شركة “لادا أفتو هولدينغ”، المالكة لشركة “أفتوفاز” الروسية، وتمتلك “رينو” حصة في “لادا أفتو هولدينغ” بالشراكة مع الشركة الروسية الحكومية “روستيخ”.
وفي ظل ضغوطات العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، أعلنت شركات أجنبية انسحابها أو تعليق أعمالها في روسيا، بما في ذلك “رينو”، من جهتها أكدت موسكو أن الفراغ الذي أحدثه انسحاب الشركات لن يبقى فارغا وسيتم ملؤه من قبل شركات من دول أخرى.
وأعلنت وزارة الصناعة والتجارة الروسية، في يونيو 2022، أن الأصول الروسية المملوكة لمجموعة “رينو” انتقلت إلى عهدة الحكومة الروسية، بما في ذلك انتقلت حصة “رينو” في أفتوفاز الروسية (الشركة المصنعة لسيارات لادا) البالغة 67.69 بالمئة إلى ملكية الحكومة الروسية متمثلة بمعهد الأبحاث العلمي للسيارات والمحركات “نامي”.
ويشار إلى أن شركة الأمل للسيارات أعلنت أن خطوط انتاج طرازات لادا جرانتا التي تملك وكالتها وتقوم بتجميعها في مصر منذ سنوات متوقفة عن العمل منذ شهر أغسطس 2022 بسبب الحرب الروسية الأوكرانية التي أدت إلى توقف وصول إمدادات مكونات لادا جرانتا من روسيا للشركة في مصر.
شركة أوتوفاز الروسية
وتعرف أيضاً شركة أوتوفاز الروسية لصناعة السيارات، باسم فاز VAZ ومشهورة على مستوى العالم بعلامتها التجارية لادا Lada . وأنشئت الشركة في أواخر ستينات القرن العشرين بالتعاون مع شركة فيات الإيطالية لصناعة السيارات.
وتنتج أوفتوفاز سنوياً نحو مليون سيارة، من بينها طرازات «سامارا» و Lada 110. ويعد مصنع فاز من أكبر مصانع السيارات في العالم إذ أن فيه أكثر من 144 كم من خطوط الإنتاج وهو يتفرد في أن معظم مكونات السيارات هي من الإنتاج المنزلي.
وبشكل عام تعتبر سيارات لادا من السيارات المتينة التي تفتقر إلى وسائل الترفيه الموجودة في السيارات الحديثة الأخرى. وقد منعت العقوبات تصديرها إلى الولايات المتحدة لكن في المقابل صدّر الكثير منها إلى عدد من الدول الغربية مثل كندا وبريطانيا في حقبة السبعينات والثمانينات من القرن العشرين.
ومن جانبه، قال الدكتور طارق عوض، الخبير فى شئون المبادرات والمشروعات القومية، إن إنتاج السيارات في مصر يتم في الوقت الحالي عبر شركات تقوم بتجميع السيارات بمكونات مستوردة تضاف إليها مكونات محلية وهذه الشركات مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالإنتاج العالمى للسيارات حيث ترتبط بماركات عالمية وشركات أم فى الخارج.
وأضاف عوض في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن العالم يعاني من أزمة كبيرة في مجال إنتاج وتسويق السيارات بعد أحداث انتشار فيروس كورونا وما تبعه من نقص في بعض المكونات الرئيسية في إنتاج السيارات مثل الشرائح الإلكترونية، بالإضافة إلى مشاكل الشحن الدولي ونقص سلاسل الإمداد وارتفاع أسعار الشحن.
وتابع عوض أن هناك خطوات جادة من الدولة من شأنها العمل على توطين العديد من الصناعات فى مصر وأهمها صناعة السيارات، ومن هذه الخطوات تشكيل لجنة عليا برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وهذه اللجنة معنية بشأن صناعة السيارات، من حيث إقرار السياسات العامة والخطط والاستراتيجيات اللازمة لتنمية صناعة السيارات في مصر ومتابعة تنفيذها، عبر عدة مسارات منها إبرام اتفاقيات مع بعض الشركات العالمية لإنتاج السيارات والعمل على نقل تكنولوجيا توطين صناعة السيارات فى مصر من خلال الاستراتيجية الوطنية لتوطين الصناعات بصفة عامة وصناعة السيارات بصفة خاصة.
