الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اقتصاد العالم بيده منذ 100 عام.. الفيدرالي الأمريكي يتحكم في أسواق العالم.. وانتظروا قراره في نوفمبر المقبل

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ربما تقرأ أخبار رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لمعدلات الفائدة، كما حدث خلال الأسبوع الماضي، ولا تفهم معنى ذلك، خصوصا وأن أمور الاقتصاد من الموضوعات التي يصعب فهما لغير المتخصصين، ولكن إن لم تكن من الـ10% الذين استطاعوا فهم تلك الأنباء، فإن ذلك لا يمنع من أنك بالتأكيد يقع عليك آثار تلك القرارات، حيث ينعكس رفع الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي على كافة أسواق الاقتصاد العالمية، وعلى الأسعار، ولذلك دعنا نحاول فهم بسيط لتلك الهيئة. 

والملفت للنظر، أن معظم البنوك المركزية بدول العالم، أصبحت تنتظر قرار الفيدرالي الأمريكي، فيما يخص سعر الفائدة، حتى تحدد موقفها من أسعار الفائدة داخل بلد كل بنك مركزي، وهو ما يجعل من المهم معرفة مواعيد قرارات الفيدرالي الأمريكي، وآليات اتخاذ قراره. 

 

أسعار الفائدة في المستوى الأعلى منذ 22 عاما

وخلال الأسبوع الماضي، قرر مجلس الاحتياطى الفيدرالى الأمريكي (البنك المركزي) رفع معدلات الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، مسجلة أعلى مستوياتها منذ 2002 أي منذ 22 عامًا، وذلك بعد تثبيتها خلال الاجتماع الأخير فى يونيو الماضى فى استجابة للبيانات التى أظهرت تباطؤا فى معدل التضخم، فقد قررت لجنة السوق المفتوحة بمجلس الاحتياطى الفيدرالى - فى ختام اجتماعاتها الأسبوع الماضي - رفع معدلات الفائدة الرئيسية لتتراوح من 5.25٪ إلى 5.5٪، وهى الزيادة الـ11 منذ مارس 2022.

وكان مسئولون فى مجلس الاحتياطى الفيدرالى رجحوا، خلال اجتماعهم الشهر الماضي، زيادة الفائدة مرتين هذا العام، إذ جاءت هذه التخمينات محبطة للأسواق بعد أن كانت تتوقع توقف "الفيدرالي" عن سياسته النقدية المتشددة وبخاصة عقب اتخاذ قرار التثبيت فى يونيو الماضي، وتشير بعض التوقعات بأن يقوم البنك الفيدرالي برفع ثاني لأسعار الفائدة في اجتماع شهر نوفمبر القادم.

 

على خطى الفيدرالي.. البنوك الخليجية ترفع أسعار الفائدة

وفي نموذج يوضح متى تأثير هذا القرار على الاقتصاد العالمي، أعلنت البنوك المركزية في منطقة الخليج عن رفع معدلات الفائدة الرئيسية أسوة بقرار الفيدرالي الأميركي الذي قرر رفعها بمقدار 25 نقطة أساس متماشيا مع التوقعات، حيث تربط دول الخليج عملاتها بالدولار الأميركي، (عدا الكويت التي تربط الدينار بسلة عملات من بينها الدولار)، وهو ما يجعل صانعو السياسة النقدية في هذه الدول يتحركون بخطى ثابتة مع قرارات المركزي الأميركي.

وفور إعلان قرار المركزي الأميركي، أعلن بنك الكويت المركزي أنه قرر رفع سعر الخصم بواقع ربع نقطة مئوية إلى 4.25 بالمئة من أربعة بالمئة، كما أعلن مصرف الإمارات المركزي أنه سيرفع سعر الأساس على تسهيلات الإيداع لليلة واحدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 5.40 بالمئة من 5.15 بالمئة، ومصرف البحرين المركزي، قال أيضا في بيان، إنه قرر وبأثر فوري رفع سعر الفائدة الأساسي على ودائع الأسبوع الواحد بمقدار 25 نقطة أساس إلى 6.25 بالمئة من ستة بالمئة.

ومن جانبه، قرر مصرف قطر المركزي رفع أسعار الفائدة الرئيسية بمقدار 25 نقطة أساس، لتصل على الإقراض إلى 6.25 بالمئة بينما زادت الفائدة على الإيداع إلى 5.75 بالمئة وسعر إعادة الشراء إلى ستة بالمئة، وفي نفس الاتجاه، أعلن البنك المركزي السعودي عن رفع أسعار الفائدة الرئيسية بمقدار 25 نقطة أساس، وأعلن البنك المركزي العماني، في بيان الخميس، عن رفع سعر الفائدة على عمليات إعادة الشراء للمصارف المحلية 25 نقطة أساس لتصل إلى 6 بالمئة.

في اليوم التالي .. الذهب ترتفع أسعاره 

ولمعرفة التأثير المباشر لقرار رفع الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي، نرصد أسعار الذهب كمثال لذلك، وبالفعل في اليوم التالي لصدور القرار ارتفعت أسعار الذهب على التوالي، وسجلت أسعار الذهب الفورية ارتفاع بنسبة 0.3% ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 1971 دولار للأونصة، ويأتي هذا بعد أن اقتربت الأسعار يوم أمس من مستوى الدعم 1950 دولار للأونصة لتبدأ في الارتداد نحو الأعلى مستفيداً من أشارت الفيدرالي لإبطاء رفع الفائدة. 

ومن هنا يتضح لنا كما يقول المتخصصون في الاقتصاد، أن قرارات رفع الفائدة تعد أخبار سلبية بالنسبة لأسواق الذهب، كون المعدن النفيس أصل لا يقدم عائد لحائزيه مقارنة مع السندات الحكومية التي تقدم عائد يتزايد بارتفاع الفائدة، لكن قرار رفع الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع اليوم تأثيره لم يكن سلبيا على الذهب لأن الأسواق سعرت بالفعل هذا الرفع، ولكن تأثيره سيظهر أكثر خلال الفترة المقبلة.

 

مائة عام مع الفيدرالي الأمريكي

ونظام الاحتياطي الفيدرالي ويعرف أيضًا باسم الاحتياطي الفيدرالي، هو جهاز حكومي فيدرالي، يعمل في الولايات المتحدة عمل البنوك المركزية في الدول الأخرى من العالم، وقد أسس في 23 ديسمبر 1913 بموجب قانون الاحتياط الفيدرالي بعد سلسلة من الأزمات المالية (وخصوصا تلك التي وقعت عام 1907) حيث برزت الحاجة إلى إخضاع النظام المالي لرقابة مركزية بهدف الحد من الآثار السلبية للأزمات الاقتصادية، وعلى مدى الأعوام المئة منذ تأسيسه، توسعت صلاحيات ومهام الاحتياطي الفيدرالي نتيجة لأحداث مثل الكساد العظيم، والأزمة المالية العالمية.

 

وحدد الكونجرس ثلاثة أهداف رئيسية للسياسة النقدية في قانون الاحتياطي الفيدرالي: زيادة التوظيف، والحفاظ على استقرار الأسعار، وخفض أسعار الفائدة طويلة الأجل، ويشار أحيانًا إلى الهدفين الأولين باسم (التفويض المزدوج للاحتياطي الفيدرالي)، ومع الوقت نمت مسؤوليات الاحتياط الفيدرالي على مر السنين وتشمل حاليا الإشراف على البنوك وتنظيمها، والحفاظ على استقرار النظام المالي، وتقديم الخدمات المالية لمؤسسات الإيداع والحكومة الأمريكية والمؤسسات الرسمية الأجنبية، ويُجري بنك الاحتياطي الفيدرالي أيضًا أبحاثًا في الاقتصاد ويصدر العديد من المنشورات ، مثل كتاب بيج  وقاعدة البيانات الاقتصادية للاحتياطي الفيدرالي.

 

متى الاجتماع القادم .. تعرف على اجتماع اللجنة الفيدرالية

واجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) هو جلسة منتظمة يتم عقدها من قبل أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، وهي فرع الاحتياطي الفيدرالي الذي يقر السياسات النقدية للولايات المتحدة، وهي التي تتخذ القرار الخاص بأسعار الفائدة، فبعد التشاور بشأن السياسة النقدية على المدى القصير، ستقرر لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة معدل الأموال الفيدرالية التي يعتقدون بأنها ستحقق أهدافهم.

وتترقب الأسواق العالمية، بل ودول العالم، قرار الفيدرالي الأمريكي، وقد تحدثت الصحف الأمريكية عن زيادة أخرى مرتقبة لأسعار الفائدة، ولذلك فمن المهم معرفة تواريخ اجتماعات الاحتياطي الفيدرالي، ووفقا للنظام الأساسي داخل الجهاز الأمريكي، فاللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة تجتمع عادة ثماني مرات في السنة، مع وجود مجال لعقد اجتماعات إضافية إذا لزم الأمر، وبالنظر إلى مواعيد اجتماعات 2022، نجد أن الاجتماع المقبل منتظر أن يكون في 2-1 نوفمبر، على أن يليه اجتماع في 14-13 ديسمبر.

 

كيف يؤثر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي على المتداولين؟

عادةً ما يُعتبر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة واحدا من أهم التواريخ الرئيسية على تقويمات المتداولين، لسبب رئيسي واحد: أسعار الفائدة، فيُمكن للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة رفع أو خفض معدل الأموال الفيدرالية في الولايات المتحدة وذلك عبر ثلاثية أدوات السياسيات (عمليات السوق المفتوحة ومعدل الخصم ومتطلبات الاحتياطي).

وسوف يتحول هذا التغيير المركزي في المعدلات إلى معدلات أخرى للفائدة، بما في ذلك أسعار العملات الأجنبية وأسعار السندات، والتي يمكن أن يكون لها تأثير كبير على المتداولين، وعند اختيار اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة لرفع أو خفض معدلات الفائدة، فستنعكس التأثيرات على الأسواق المالية العالمية، وفيما يلي بعض الأسواق المحددة التي يجب متابعتها:

 

  • الفوركس: أي تغيير في الفائدة سيؤدي دورا بالدولار الأمريكي، العملة الأكثر تداولًا في العالم إلى الآن
  • المؤشرات: تميل معدلات الفائدة الأعلى لأن تكون سيئة بالنسبة للأسهم، بينما انخفاضها قد يكون نعمة
  • السندات: غالبًا ما تُلاحظ بشكل كبير انعكاسات تغيرات الفائدة مباشرة على السندات الأمريكية

لذلك، سيحاوُل المتداولون والمستثمرون حول العالم التنبؤ بما ستتجه إليه السياسة النقدية عقب كل اجتماع للاحتياطي الفيدرالي، وتعديل استراتيجياتهم ومحافظهم الاستثمارية وفقاً لذلك.