EN 
لم يكن يعلم «طلحة»، أن نهايته على يد شقيقه التوأم «محمد»، لكنه هذا هو القدر المحتوم، فقد خرجا للحياة من رحم واحد، وكان يرتبطان بحبل سري واحد، إلا أن الشيطان وسوس لهما ودبت الخلافات بينهما، حتى أنهى المتهم حياة شقيقه في ثوانٍ معدودة.
وبين هذا وذاك، تعيش الأم الثكلى وعيناها تنسكب بالدموع في حالة من الحزن والألم، جراء ما حدث لها؛ فالجاني والمجني عليه، هما فلذة كبدها، رحل نجلها على يد شقيقه إلى مثواه الأخير، والآخر ينتظر حبل المشنقة، جزاءً وفاقاً لما اقترفه في حق شقيقه.
هذه الأحداث المأساوية الصادمة شهدتها قرية إسحاقة التابعة لمركز كفر الشيخ، التي لم تكن تشهد مثل هذه الأحداث ببشاعتها وقسوتها من قبل، فلم يصدق أهل هذه القرية الهادئة، أن شخصاً تحول إلى شيطان وأنهى حياة شقيقه بسلاح أبيض، وكأن الدم أصبح ماءً.
طعنة في الصدر أنهت حياة المجني عليه
وكشفت أوراق القضية رقم 18083 لسنة 2022م، جنح مركز كفر الشيخ، والمُقيدة برقم 3279 جنايات كلي كفر الشيخ، أن المتهم «محمد.ف»، 24 سنة، عامل عادي، مقيم بقرية إسحاقة مركز كفر الشيخ، في 24 سبتمبر 2022م، أنهى حياة المجني عليه، شقيقه، «طلحة.ف» - عمداً - مع سبق الإصرار بأن عقد العزم وبيت النية علي ذلك وأعد لهذا الغرض سلاحاً أبيض.
طعن أخيه بدم بارد
وتبين أن المتهم توجّه إلى المجني بمحل تواجده بمسكنه وما أن ظفر به حتى عاجله بطعنة بالسلاح آنف البيان استقرت بصدره قاصداً من ذلك إنهاء حياته فأحدث به الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية التي أودت بحياته وذلك على النحو المبين بالتحقيقات.
كما تبين -أيضاً- من أمر الإحالة أن المتهم «محمد» أحرز سلاحاً أبيض، والمستخدم فى ارتكاب الجريمة محل الاتهام السابق دون أن يوجد لإحرازها مسوغ قانوني من الضرورة الشخصية أو الحرفية.
إعدام المتهم
ومن جانبها، أسدلت الدائرة الثانية بمحكمة جنايات كفر الشيخ، أمس، الإثنين، بإجماع الآراء، الستار عن هذه القضية، بمعاقبة المتهم بإنهاء حياة شقيقه بقرية إسحاقة التابعة لمركز كفر الشيخ، بالإعدام شنقاً، وذلك بعد استطلاع الرأي الشرعي لفضيلة مفتي الجمهورية.
صدر هذا الحكم برئاسة المستشار شريف قورة، رئيس المحكمة والدائرة، وعضوية المستشارين محمد مصطفى سليم، أحمد فتحي عبد العال، محمد عزمي أبو زيد، وسكرتارية محمد أبو طالب، أمين سر الجلسة.
