واشنطن بوست: وقف تسليم المروحيات الأمريكية لن يؤثر بشكل كبير على أداء الجيش المصري

قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في عددها الصادر اليوم، إن إدارة الرئيس الأمريكي بارك أوباما تمارس ''لعبة توازن'' تجاه المشهد السياسي في مصر.
وأوضحت الصحيفة أنها تحاول توجيه رسائل حادة، وفى ذات الوقت تحافظ على نفوذها في مجتمع مستقطب بصورة متزايدة وتحمي مصالح أمن قومي أخرى في المنطقة، وتضع الولايات المتحدة في مكانة مناسبة لعلاقة إستراتيجية طويلة الأمد.
وكان أوباما قد أصدر أوامر يوم الخميس الماضي، لفريق الأمن القومي التابع لإدارته بتقييم تداعيات المواقف التي اتخذتها القيادة المصرية مؤخرا والخطوات الأخرى التي ربما تتخذها الولايات المتحدة خلال الفترة القادمة إذا اقتضى الأمر.
واضافت الصحيفة إن المتظاهرين المؤيدين للجيش المصري في ميدان التحرير حظوا في الشهر الماضي بما يذكرهم بشكل ملموس بالدعم الأمريكي المستمر منذ أمد طويل للجيش المصري، وذلك عندما حلقت مروحية امريكية الصنع طراز أباتشي على ارتفاع منخفض وألقت بأعلام مصرية صغيرة على جموع المتظاهرين السعداء بذلك.
وذكرت الصحيفة نقلا عن مسئول أمريكي بارز قوله أن المروحيات ربما تصبح في القريب العاجل دلالة رمزية جديدة على تناقص الدعم الأمريكي لمصر في ضوء الجدل الدائر بالبيت الأبيض حول ما إذا أوقفت إدارة أوباما تزويد الجيش المصري بطائرات أباتشي جديدة طراز إيه إتش-64 دي والذي كان مقررا أن يتم في الشهر المقبل.
وأوضحت أن إجراء رفض تسليم مروحيات الأباتشي- والذي يأتي في إطار صفقة بـ 820 مليون دولار أمريكي عقدت عام 2009 وتقضي بتسليم 12 مروحية عسكرية إلى مصر- لن يكون كافيا لتعليق المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر، والتي تتضمن إرسال قطع غيار للحفاظ على المعدات الأمريكية الصنع.
وأشارت إلي أن قرار وقف تسليم المروحيات لن يكون له تأثيرات كبيرة على أداء الجيش المصري أكثر من تعليق تسليم مقاتلات ''إف-16'' الأمريكية الشهر الماضي، أو إلغاء أوباما للمناورات العسكرية المشتركة مع مصر، موضحة أن مصر تملك نحو 36 مروحية أباتشي حصلت عليها من واشنطن خلال العقود الماضية.
فيما حذرت الصحيفة بأنه في حال لم يتم وقف سبل العنف الجاري حاليا في مصر والتحرك من أجل تشكيل حكومة مدنية جديدة، فإن واشنطن قد تلجأ لإقرار المزيد من التخفيضات في المعدات العسكرية التي تمنحها إلى مصر، معتبرة أن إلغاء تسليم المروحيات سيكون أول استجابة لهذا الطلب، وأنه سيحين في القريب العاجل وقت لسداد قيمة إمدادات عسكرية يتم تمويلها عن طريق المساعدات.
وعلي الجانب الآخر قالت الصحيفة إن البيان الذي صدر عن النائبين بمجلس الشيوخ الأمريكي جون ماكين وليندسي جراهام الذي تحدث عن أن " فشل إدارة أوباما في استخدام نفوذها لتشكيل الأحداث في هذا الجزء المهم من العالم تسبب في تآكل مصداقية الولايات المتحدة وإحجام نفوذها وتقويض خياراتها السياسية".
ولفتت الصحيفة إلى إصرار الإدارة الأمريكية على رفض اعتبار ما جرى في مصر يوم الـ30 من يونيو الماضي انقلابا عسكريا وتسليطها الضوء على خروج الملايين من الشعب المصري للمطالبة بتدخل الجيش.
حيث وصف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تحرك الجيش بأنه "استعادة للديمقراطية" في الوقت الذي اعتبرها نائبه ويليام بيرنز بأنها " لحظة اغتنم فيها المصريون الفرصة الثانية لوضع مرحلتهم الانتقالية التي تلت ثورة يناير على الطريق الصحيح".
واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها باستمرار مناشدة المسئولون الأمريكيون للقوات المسلحة المصرية لبناء مصر الجديدة منذ ما أعلن الجيش المصري عن خارطة الطريق لحكومة مدنية وبات الفريق أول عبد الفتاح السيسي ،وزير الدفاع، الزعيم الفعلي للبلاد.