الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لم يمض شهر على خيانته لـ«بوتين»|من هو قائد فاجنر الذي تحطمت به الطائرة؟

موت قائد فاجنر
موت قائد فاجنر

أعلنت هيئة الطيران المدني الروسية منذ قليل، إنّ اسم يفغيني بريغوجين، قائد مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة قتل أثناء تحطم طائرة، وقتل معه 9 أشخاص آخرين، وكانت الطائرة المحطمة تقله من موسكو إلى سان بطرسبورج.

الأمن الروسي يدهم قصر بريغوجين: أسلحة ودولارات وذهب | صحيفة الخليج
موت قائد فاجنر

من هو بريغوجين؟

قال بيان المكتب الصحفي لهيئئة الطيران المدني الروسية، إن الطائرة كانت من طراز (إمبراير) في رحلة لها من مطار شيريميتيفو بموسكو إلى مدينة سان بطرسبورغ. وكان على متنها 3 طيارين و7 ركاب وأن جميعهم لقوا حتفهم.

وقالت الوكالة الفيدرالية الروسية للنقل الجوي إنه "تم فتح تحقيق في حادث تحطم الطائرة شمال موسكو والتي كان من بين ركابها قائد فاجنر".

وذكرت وكالة تاس للأنباء أن الطائرة التي تحطمت في منطقة تغير أدرجت يفغيني بريجوزين بين ركابها"، حسبما ذكرت وكالة الطيران الروسية "روسافياتسيا". وأصدرت ريا نوفوستي وإنترفاكس تقارير مماثلة.

وفي 28 يوليو ظهر بريغوجين في قمة "روسيا- إفريقيا" التي عقدت في سانت بطرسبرج، بعد أن بقي بعيداً عن الأنظار مؤخراً. وظهر بريغوجين وهو يبتسم ويصافح المسؤولين الأفارقة، بعد أقل من شهر على التمرد المسلح الذي قاده ضد وزارة الدفاع.

ولم تكن هذه أول زيارة يقوم بها بريغوجين لسانت بطربسبورج بعد واقعه التمرد الذي قاده في يونيو الماضي حين اتهم وزاره الدفاع الروسيه بشن ضربات ع مواقع فاجنر وبأ مقاتلوه تقدما عسكريا نحو موسكو بعدما سيطروا علي مواقع عسكريه ف مدينه روستوف الواقعه من بالقرب من حدود اوكرانيا.

ولد قائد قوات فاجنر في لينينغراد، سانت بطرسبرغ الآن، عام 1961، بعد 9 سنوات من ولادة بوتين، وتوفي والده وهو صغير.

أكدت وثائق قضائية من عام 1981، أن بريغوجين، البالغ من العمر 18 عاما وقتها، سطا على امرأة وسرقها مع رفاقها في أحد شوارع بطرسبورغ. كما ارتكب لاحقا عمليات سطو أخرى على مدى عدة أشهر. ليحُكم عليه بالسجن 13 عامًا.

أطلق سراحه عام 1990، حيث كان الاتحاد السوفيتي ينهار. حيث عاد إلى سان بطرسبرغ، عندما كانت المدينة على شفا تحول هائل. وبدأ الرجل في بيع النقانق في مطبخ بشقة متواضعة تعود لعائلته. لكن طموحاته كانت أكبر كثيرا وقد عرف كيف يحققها.

ولم يمض وقت طويل حتى امتلك بريغوجين حصة في سلسلة من المتاجر الكبرى. وعام 1995 قرر أن يفتح مطعما مع شركائه في العمل. وفي البداية، استخدم راقصات ومتعريات لإغراء الزبائن، لكن بعدما انتشر الخبر أن الطعام ممتاز، تم فصل المتعريات.

وراح نجوم البوب ورجال الأعمال يتقاطرون على المطعم، وكذلك فعل رئيس بلدية سان بطرسبرغ، أناتولي سوبتشاك، الذي كان يأتي أحيانًا مع نائبه حينها فلاديمير بوتين، وعندما أصبح بوتين رئيسًا لروسيا واستطاع قائد قوات فاجنر أن يتقرب من بوتين وينضم إلى عالمه الخاص.

ولكن يبقى الجانب المثير في شخصية قائد فاجنر الدموية هو قدرته على كتابة قصص الأطفال وإبداع رسومها، وكتب قائد قوات فاغنر قصة مصورة واحدة للأطفال بالتعاون مع ابنه وبنته، وهي الدليل الوحيد حتى الآن على قيامه بهذا العمل الذي يبدو غريبا عن طباعه. والقصة بعنوان "إندراغوزيك" Indraguzik، وتنص مقدمتها ، التي طبعت 2000 نسخة منها فقط ، على أنها كانت تعاونًا بين بريغوجين وابنه وابنته.

يذكر أنه خلال الشهر الماضي، داهمت الأجهزة الأمنية الروسية قصر قائد مجموعة فاجنر يفغيني بريغوجين في سان بطرسبرغ لتعثر على العديد من المقتنيات الغريبة، كالشعر المستعار وسبائك الذهب، ومخبأ للأسلحة، وتمساح محشو، وصورة مؤطرة قيل إنها رؤوس مقطوعة لأعداء بريغوجين.

ونشرت صحيفة "إزفستيا" الموالية للكرملين صورا ومقاطع فيديو لضباط مسلحين يفتشون قصر بريغوجين أثناء نفيه في بيلاروسيا في 24 يونيو. وتم العثور على مخابئ ضخمة للأسلحة، بما في ذلك بنادق هجومية وخراطيش، بالإضافة إلى خزانة كبيرة تحتوي على العديد من الشعر المستعار بأشكال وألوان مختلفة.

كما تمت مصادرة عدد كبير من الصناديق التي تحتوي على أوراق نقدية روسية تبلغ قيمتها حوالي 86 مليون جنيه إسترليني (10 مليارات روبل). وذكرت وسائل الإعلام الروسية أن الأموال والمعدات قد أعيدت إلى المكتب ومركز فاجنر.

ومن بين الممتلكات الثمينة للزعيم العسكري الخاص التي تم تصويرها، كان الزي العسكري الروسي مزينا بحوالي عشرين ميدالية. كما كشفت الصور عن الفخامة التي عاشها بريغوجين، حيث كشفت عن مسبح خاص ومهبط للطائرات وساونا وصالة ألعاب رياضية ومكتب طبي.

وفي نهاية الشهر الماضي، تسبب بريغوجين في ليلة عصيبة ونهار صيفي طويل شهدته روسيا، بعد أن شن زعيم المرتزقة الروسي، تمرداً واضحاً، تجلى بإرساله قافلة مدرعة باتجاه موسكو، ما فتح باب تساؤلات حول مدى قوة قبضة فلاديمير بوتين على السلطة.

26 نقطة تختصر ما حدث في 24 ساعة.. تمرد فاغنر من الألف للياء
موت قائد فاجنر

أقل من شهر على خيانته لبوتين

من جانبه، اتهم الرئيس الروسي حليفه السابق بالخيانة والشروع في تمرد مسلح ووصف المسيرة بأنها "طعنة في ظهر بلادنا".

وقال زعيم فاجنر بعدها "خلال 24 ساعة قطعنا مسافات طويلة حتى وصلنا إلى مسافة 200 كيلومتر من موسكو، في هذا الوقت لم تُرق قطرة واحدة من دماء مقاتلينا"، وبكل إصرار، أكد بريغوجين أن هذه "مسيرة من أجل العدالة" وليست انقلاباً. ولكن مهما كانت الحقيقة، فقد انتهت هذه المسألة بسرعة كبيرة، بعد أن ألغى زعيم فاجنر مخططه بهدوء عائداً هو ومجموعته.

ولعدة أشهر لعب بريغوجين ومسلحيه المرتزقة، دوراً حيوياً في الحملة العسكرية الروسية في أوكرانيا، حيث قام بتجنيد آلاف الأشخاص لمجموعته العسكرية الخاصة فاجنر، خاصة من بين السجناء المحكومين في روسيا.

ويخوض بريغوجين نزاعاً علنياً مع قادة الجيش الذين يديرون الحرب، لكن الخلاف تحول إلى تمرد مفتوح عندما سعوا لإخضاع قواته لهيكلة قيادتهم بحلول الأول من يوليو، وعبر مقاتلو فاجنر من شرق أوكرانيا المحتلة إلى مدينة روستوف أون دون الروسية الكبرى، ثم تحركوا على الطريق السريع الرئيسي عبر فورونيج في طريقهم إلى موسكو.

وبدت وكأنها لحظة حاسمة في غزو روسيا لأوكرانيا المستمر منذ 16 شهراً، ولكن بينما توجهت قافلة فاجنر شمالاً نحو العاصمة، أعلن عن اتفاق، تم التوسط فيه بشكل غريب من قبل الزعيم البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو.

وكان بريغوجين غاضباً وصاخباً طوال أشهر، ضد وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، وقائد القوات المسلحة فاليري جيراسيموف، بشأن فشلهما في إمداد مرتزقته بالمعدات والذخيرة الكافية.

وعندما أيد الرئيس بوتين الموعد النهائي الذي حددته وزارة الدفاع لجميع المجموعات المرتزقة المقاتلة في أوكرانيا، لتوقيع عقود مع الوزارة، رفض بريغوجين ذلك، معتبراً ذلك تحدياً لنفوذه.

وفي خطاب طويل في 23 يونيو الماضي، قال بريغوجين للشعب الروسي، إن مبرر الحرب بأكمله كان كذبة وعذراً فقط لـ "مجموعة صغيرة من الأوغاد" للترويج لأنفسهم وخداع الجمهور والرئيس.

ثم جاء تصعيد غير مسبوق وغير عادي في نزاعهم، واتهم بريغوجين الجيش بشن هجوم مميت على رجاله في أوكرانيا، بينما نفى الجيش شن غارة ولم يكشف الفيديو الذي قدمه كدليل عن شيء.

وفي ظاهر الأمر، بدى أن بوتين ضعيف، ويبدو أن بريغوجين هزمه وكأنه رئيس للبلاد، متسبباً في الفوضى، واعتماد بوتين على زعيم بيلاروسيا لإنقاذ الموقف بدى محرجاً، فقد كانت روسيا هي التي ساندت لوكاشينكو، عندما تسبب المحتجون في تعطيل البلاد في عام 2020، بعد انتخابات يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها مزورة. ومن جانبها، قالت الرئاسة الأوكرانية إن بوتين تعرض للإذلال.