الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عرض جديد لحل الأزمة في السودان.. هل تنجح مساعي البرهان؟

السودان
السودان

طالب فريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الأمم المتحدة والمجتمع الدولي باعتبار قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها، "مجموعات إرهابية لحماية الشعب السوداني والمنطقة والعالم".

عبد الفتاح البرهان

5 أشهر من المعاناة بالسودان 

وفي كلمة أمام المناقشة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة، قال البرهان إن الشعب يواجه حربا مدمرة منذ الخامس عشر من أبريل شنتها عليه قوات الدعم السريع التي وصفها بالمتمردة بالتحالف مع "ميليشيات قبلية وأخرى إقليمية ودولية ومرتزقة من مختلف أنحاء العالم".

وقال إنها ارتكبت "جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في معظم أنحاء السودان ومارست التطهير العرقي والعنف الجنسي".

وأضاف أن الجرائم التي حدثت في مناطق مثل الجنينة في غرب دارفور تمثل صدمة للضمير العالمي حسب تعبيره.

وأكد بذل كل السبل لإيقاف الحرب عبر الاستجابة لكل المبادرات، وأشار إلى اجتماعات جدة بدعوة من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية. 

وقال إنه تم تحقيق تقدم جيد في تلك الاجتماعات لولا ما وصفه بتعنت المتمردين ورفضهم الخروج من الأحياء السكنية.

وتحدث عن قبول مبادرة الإيقاد، ومبادرة دول الجوار التي عقدت في مصر. وقال إنه ما زال "حتى اليوم يمد يده من أجل السلام وإيقاف الحرب ورفع المعاناة عن الشعب". واتهم قوات الدعم السريع برفض الحلول السلمية والإصرار على تدمير الدولة.

ورفض وصف الحرب بأنها داخلية بين طرفين مسلحين، وقال إن الاعتداء لم يتوقف عند القوات المسلحة بل شمل كل مقومات ومكونات الدولة، وأضاف: "المواطنون الأبرياء ليسوا جزءا من القوات المسلحة. والمساليت في غرب دارفور ليسوا جزءا من القوات المسلحة".

وقال إن هذه الحرب أصبحت تهدد السلم والأمن الإقليميين والدوليين لاستعانة "المتمردين بمجموعات خارجة عن القانون وإرهابية".

وأعرب عن تقديره لجهود الأمم المتحدة، برعاية الأمين العام، لدعم الوضع الإنساني في السودان، وجهود وكالات الأمم المتحدة المختلفة والوكالات الدولية والإقليمية الأخرى.

وناشد الوكالات والدول بالإيفاء بتعهداتها لسد الفجوة الكبيرة في الغذاء والدواء والإيواء لقطاعات واسعة من الشعب السوداني تضررت من الحرب.

وأكد التزامه بالتعهدات السابقة بنقل السلطة إلى الشعب السوداني "بتوافق عريض وتراض وطني، تخرج بموجبه القوات المسلحة نهائيا من العمل السياسي ويكون تداول السلطة بالطرق الشرعية والسلمية المتمثلة في الانتخابات".

وقال "نرى أن تكون هناك مرحلة انتقالية قصيرة تدار فيها الدولة من قبل حكومة مدنية من المستقلين تتم خلالها معالجة الأوضاع الأمنية والإنسانية والاقتصادية الراهنة وإعادة الإعمار، تعقبها انتخابات عامة يختار من خلالها السودانيون من يحكمهم".

وفي سياق تأكيده على التزام الدولة بتحقيق التنمية المستدامة، ذكر أن وقف وتجميد المساعدات الدولية في الفترة السابقة قد أثر سلبا على تحقيق التنمية والحماية الاجتماعية ومواجهة التغيرات المناخية وأزمة الغذاء وفاقم أوضاع اللاجئين والنازحين.

وناشد المانحين ووكالات الإغاثة المختلفة الاستمرار في دعم ومعالجة الأوضاع الإنسانية في السودان ومساعدة المحتاجين.

محمد حمدان دقلو 

حميدتي مجبر لقبول الحلول

في هذا الصدد قال السماني عوض الله الكاتب الصحفي ورئيس تحرير موقع الحاكم نيوز ، إن ما قاله قائد الجيش السوداني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حول أن السودان لم يطالب بدعم عسكري يؤكد ان الصناعات الدفاعية الوطنية ظلت تقوم بتصنيف مختلف أنواع الأسلحة وتطويرها مستفيدة من بروتوكولات التعاون العسكري في مجال التدريب وأن هذه المنظومة ظلت تمد القوات المسلحة السودانية بمختلف أنواع الأسلحة بجانب ذلك أن قائد الجيش استخدم الدبلوماسية أمام هذا المحفل لتبرئة اتهامات طالت بعض الدول بدعمها عسكريا للجيش خاصة ما ذكرته شبكة "سي ان ان " حول وجود مسيرات عسكرية أصابت أهداف عسكرية للدعم السريع واراد البرهان من خلال ذلك نفي تلك الاتهامات حتي لا يخلق عداوة مع روسيا التي تخوض حربا مع أوكرانيا.

وأضاف السماني عوض الله خلال تصريحات لــ"صدى البلد" وحول أنه يفضل التوصل إلي حل سلمي أراد قائد الجيش السوداني أن يقول للمجتمع الدولي إن القوات المسلحة لا ترغب في استمرار الحرب وأن مليشيا الدعم السريع التي طالب بتصنيفها كجماعات إرهابية هي التي ترفض الحلول السلمية وهذا ما أشار إليه البرهان بوضوح في خطابه بقبول الجيش لكافة المبادرات بما فيها مبادرة إيغاد إلا أن التمرد يرفض الوصول إلي الحلول السلمية وكذلك أراد قائد الجيش أن يؤكد للمجتمع الدولي قدرة القوات المسلحة حسم الأمر عسكريا او من خلال التفاوض.

واستكمل: الدول ظلت تسعي الي حلول سلمية للحرب في السودان بدليل مبادرة دول الجوار السوداني بقيادة جمهورية مصر العربية التي ظلت تبذل جهودا كبيرة للوصول إلي حل من خلال ثلاثة مسارات اعتمدتها قمة القاهرة في 13 يونيو الماضي وامنت عليها الآلية الوزارية في اجتماعاتها في انجمينا و نيويورك.

وتابع: وأعتقد أن حميدتي بعد الادانات الدولية التي صدرت في حق الدعم السريع أصبح الان مجبرا لقبول أي جهود إقليمية ودولية للحل السلمي بجانب أن قواته فقدت الكثير من مصادر التمويل العسكري بعد أن قطعت القوات المسلحة خطوط تلك الإمدادات وبالتالي فإنه سيستغل أي سانحة للوصول إلي التسوية السلمية.

من جانبه قال الكاتب والدبلوماسي السوداني السابق مكي المغربي، إنه يعتقد أن الرئيس البرهان حريص على توصيل هذه الرسائل، وهي حرص الجيش السوداني على السلام، ولكن عمليا وبكل أسف الدعم السريع حاليا مليشيات وعصابات متفرقة، تقوم بالغارات على بعضها أحيانا، مشيراً إلى أن القائد الأول حميدتي مختفي ولا يعرف حي أو ميت وكلما أرادوا أثبات حياته بتسجيل أو فيديو انقلبت المحاولة الى تشكيك، والقائد الثاني عبد الرحيم دقلو خرج ولم يعد، وصدرت ضده عقوبات.
لذلك السؤال هو مع من يتفق الجيش وهو حقيقة توجد قيادة ميدانية موحدة للدعم السريع.

وأضاف مكي المغربي خلال تصريحات لــ"صدى البلد" أنه ربما يكون هنالك فرصة لمفاوضات ميدانية لا علاقة لها بالمبادرات والمنابر الخارجية، وذلك للتعامل مع المجموعات القبلية التي ترغب في المغادرة من الخرطوم وفق ضمانات، وأظن أن هذه النقطة حدث فيها تحرك لدعمها من خمس دول وهي من الدول التي زارها البرهان مؤخرا، وليس من غيرها. ونعود ونقول عمليا هي فرصة هشة جدا وربما تتلاشي بسبب الإشتباكات.

السودان

الوضع الإنساني في السودان 

حسبما تم ذكره في بيان منظمة الصحة العالمية بشأن أوضاع السكان فأن الحرب في السودان  شردت أكثر من 5.2 ملايين شخص، 4.1 مليون منهم داخل السودان، و1.1 مليون نزحوا إلى البلدان المجاورة، و تركت أكثر من 24 مليون شخص، أي نصف سكان البلاد، في حاجة إلى مساعدات إنسانية.

ومنذ اندلاع الحرب في السودان قُتل نحو 7500 شخص، بينهم 435 طفلًا على الأقل بحسب البيانات الرسمية، في حصيلة يرجح أن تكون أقل بكثير من عدد الضحايا الفعلي للنزاع.

كما يواجه 20.3 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي الحاد، ويعاني 3.4 مليون طفل تقل أعمارهم عن 5 سنوات سوء التغذية الحاد وأمراض كالحصبة والحصبة الألمانية والإسهال المائي الحاد، مع حالات مشتبه في إصابتها بالكوليرا والملاريا وحمى الضنك.

ووفقا لفرق مفوضية اللاجئين في ولاية النيل الأبيض، توفي أكثر من 1200 طفل نازح ولاجئ دون الخامسة في تسعة مخيمات في الفترة ما بين 15مايو و14 سبتمبر بسبب مزيج مميت من الاشتباه في تفشي الحصبة وسوء التغذية الحاد.

ووفقا للبيان، تم الإبلاغ أيضا عن أكثر من 3100 حالة مشتبه بها في الفترة نفسها، كما تم الإبلاغ عن أكثر من 500 حالة مشتبه فيها بالكوليرا في أجزاء أخرى من البلاد، إلى جانب تفشي حمى الضنك والملاريا، في ظل تزايد الخطر الوبائي والتحديات التي تواجه مكافحة الأوبئة.

كما قالت ألين ماينا، رئيس قسم الصحة العامة في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الثلاثاء، إن "أكثر من 1200 طفل لاجئ دون سن الخامسة لقوا حتفهم في 9 مخيمات في الفترة ما بين 15 مايو و14 سبتمبر"، وسط اشتباه في تفشي مرض الحصبة وارتفاع معدل سوء التغذية.

وقالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، روزماري ديكارلو، إن أكثر من ستة ملايين شخص في السودان "على بعد خطوة واحدة من المجاعة"، وشددت على أن هذه الأعداد ستستمر في التزايد إذا لم تصمت الأسلحة.

كما أعرب عدد من أعضاء مجلس الأمن الدولي عن القلق البالغ بشأن الوضع الخطير للنساء والفتيات في السودان في ظل انتشار العنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس( دولة الإمارات العربية المتحدة، ألبانيا، البرازيل، الإكوادور، فرنسا، الغابون، اليابان، مالطة، سويسرا، المملكة المتحدة والولايات المتحدة).

وقال رئيس مجلس الأمن للشهر الحالي السفير الألباني فريد خوجة نيابة عن الدول الموقعة على الالتزامات المشتركة بشأن مبادئ المرأة والسلم والأمن، إن العنف الجنسي والقائم على نوع الجنس ما زال سمة للصراعات في الكثير من المناطق حول العالم وقد يصل إلى انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي.

وأضاف: "السودان، للأسف، ليس استثناء. أدى الصراع الدائر في السودان إلى زيادة مقلقة لحالات العنف الجنسي المرتبط بالصراع الذي يؤثر بشكل خاص على النساء والأطفال. تقارير الاغتصاب، بما فيها الاغتصاب الجماعي والعبودية الجنسية والاختطاف والتحرش الجنسي، كانت سائدة طوال فترة الصراع".

وقال إن النساء والفتيات وخاصة في منطقة دارفور يتعرضن لأعمال مروعة من العنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس، وفق التقارير، كأسلوب للحرب لغرس الخوف وتأكيد السيطرة على المجتمعات المحلية.

كما أكد السفير الألباني حتمية حصول الضحايا على الدعم اللازم للتعافي من مثل هذا العنف، ويشمل ذلك توفير الرعاية الصحية والدعم النفسي والمساعدة القانونية وإعادة الإدماج والحماية.

السودان