EN 
قامت شركة "أوبن إيه آي" OpenAI الأمريكية بتحديث روبوت الدردشة الآلية الخاص بها "تشات جي بي تي" ChatGPT، وأصبح التحدث إلى "الشات بوت" الخاص بك أمراً ممكناً الآن، وهو ما يعتبر تحديث ثوري في كيفية تفاعلنا مع الذكاء الاصطناعي التوليدي (AI).
أصدرت OpenAI إصدارًا جديدًا من برنامج الدردشة الآلي الخاص بها والذي يمكنه التحدث إلى العملاء، يتمتع ChatGPT الآن بالقدرة على "الرؤية والسماع والتحدث"، يستطيع الروبوت فهم ما يقوله المستخدم وكأنه إنسان، والرد باستخدام صوت اصطناعي، بالإضافة إلى قدرته على تحليل الصور وإدراكها.
قال رافي كريسزيك، رئيس الذكاء الاصطناعي في شركة Proto Inc.، لـ Lifewire عبر رسالة البريد الإلكتروني: "إن التفاعل مع روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي التوليدي باستخدام الكلمات المنطوقة يعزز شعور المستخدم بالتواصل الطبيعي، ويلبي تفضيلنا البشري الفطري الذي يميل إلى التحدث من خلال الكلام المنطوق على الكتابة النصية والردود النصية، هذا النمط من التفاعل أسرع من الكتابة، كما أنه يزيد أيضًا من الشعور بالراحة والألفة، خاصة على الأجهزة أو في الإعدادات التي لا تكون فيها الكتابة ممكنة".
الدردشة مع شات بوت الخاص بك
يتيح التحديث الجديد لبرنامج chatbot - وهو التحديث الأهم و الأكبر من OpenAI منذ إصدار GPT-4 - للمستخدمين إجراء محادثات صوتية على تطبيق ChatGPT الخاص بالهاتف المحمول. يمكن للعملاء الاختيار من بين خمسة أصوات روبوتية مختلفة ليستخدمها البرنامج في الرد عليهم، يمكنهم أيضًا عرض الصور على ChatGPT، وهي ميزة تسمى GPT-4-Vision، والإشارة إلى مناطق محددة للنظر فيها أو مناقشتها.
وكتبت "أوبن إيه آي" في منشور رسمي على موقعها بالويب : "التقط صورة لمعلم أثناء السفر وقم بإجراء محادثة مباشرة حول ما هو مثير للاهتمام فيه، عندما تكون في المنزل، التقط صورًا للثلاجة أو أي شيء في المنزل واطرح أسئلة متابعة للحصول على إجابات لأسئلتك، وبعد العشاء، ساعد طفلك في حل مسألة حسابية عن طريق أخذ صورة منها، ووضع دائرة حول مجموعة المشكلات الحسابية، وشاركها مع البرنامج ليقوم بحلها معكم"
بفضل القدرة على معالجة الصوت، يستطيع ChatGPT تقليد الأصوات البشرية بعد سماع مقتطف قصير من شخص يتحدث. يمكن للوظيفة الصوتية المحدثة في ChatGPT سرد قصص ما قبل النوم، والمساعدة في حل مناقشات، وقراءة النص المكتوب للمستخدمين شفهيًا.
اعترفت OpenAI بمخاطر استخدام هذه الميزة في انتحال الشخصية أو الأنشطة الاحتيالية، وعلى الرغم من هذه المخاوف، قالت الشركة إن ChatGPT لن يستخدم سوى الأصوات الموجودة بالفعل في النظام وقد حصل على موافقة مسبقة من الشركة.
قال كريس كاليسون بورش، أستاذ علوم الكمبيوتر والمعلومات في جامعة بنسلفانيا، إن روبوتات الدردشة الأحدث مثل ChatGPT من OpenAI أفضل بكثير في إجراء المحادثات وفهم تعليمات المستخدمين من الجيل القديم من أمثال أليكسا Alexa من أمازون وسيري Siri من آبل وGoogle Assistant، مضيفا "أتوقع قفزة سريعة إلى الأمام في مجال المساعدات الذكية لأنها تدمج تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدية".
سيتم طرح الإصدار المحدث من ChatGPT لمستخدمي إصدارات البلس Plus وEnterprise المخصصة للأعمال على منصات الأجهزة المحمولة خلال الأسبوعين المقبلين، مع إمكانية الوصول للمتابعة للمطورين والمستخدمين الآخرين "بعد فترة وجيزة".
وتوقع كاليسون بورش أن الميزة الصوتية في ChatGPT قد تكون مفيدة للأطفال أيضا، مشيرا إلى أن أطفاله استخدموا Amazon Alexa للبحث في الإنترنت.
قال كاليسون بورش إنه تمكن من الوصول المبكر إلى إصدار الـ GPT-4-Vision الخاص بتحليل الصور والتعليق عليها ووجده أنه "مثيرًا للإعجاب بشكل لا يصدق".
وأضاف: "لقد استخدمته لوصف الصور الفوتوغرافية، والشخصيات في الأوراق العلمية، وحتى اللوحات الفنية الجميلة، أوصافه جيدة بشكل لا يصدق ويمكنك إجراء محادثة معه حول الصور وطرح الأسئلة والإجابة عليها."
ما هو مستقبل الذكاء الاصطناعي؟
تأتي إمكانيات الوسائط المتعددة المحسنة لـ ChatGPT مباشرة بعد إصدار برنامج DALL-E 3، الخاص بالصور، وأحدث أنظمة خاصة بإنشاء الصور وأكثرها تطورًا في OpenAI.
تنص OpenAI على أن DALL-E 3 يتضمن أيضًا معالجة اللغة الطبيعية، مما يمكّن المستخدمين من التواصل مع النموذج لتحسين النتائج والتنسيق مع ChatGPT للمساعدة في إنشاء مطالبات الصور.
وقال كريسزيك إنه في المستقبل القريب، ستكون روبوتات الدردشة الآلية المدعمة بالذكاء الاصطناعي التوليدي التي يتم تنشيطها بالصوت قادرة على فهم اللهجات واللغات المختلفة وأكثر عالمية، مما يجعل التكنولوجيا أكثر شمولاً.
وأضاف: "سوف يقترن هذا التطور بالقدرة على معرفة المشاعر المختلفة من خلال رنة أصواتنا الدقيقة، مما يؤدي إلى إنشاء مساعدين رقميين أكثر تعاطفا وفهما لنا، تستعد هذه التطورات للتغلغل في كل جانب من جوانب حياتنا - بدءًا من الأجهزة القابلة للارتداء وحتى السيارات، مدعومة بمستشعرات وقياسات حيوية صوتية قوية تضمن أقصى درجات الأمان. ومع ترقي هذه الأنظمة، سنشهد خليطا من الصوت والمرئيات والتعليقات اللمسية مع هذه البرامج، مما يؤدي إلى حقبة جديدة من التفاعلات الرقمية الغامرة ومتعددة الأبعاد".
