ذكرت صحيفة "الأهرام" أن المواجهة الراهنة بين إسرائيل والفلسطينيين تنذر بإجهاض مساعي التسوية لبعض الوقت، لكنها تؤكد - بلا أدنى شك - لكل من يرقب الموقف بهدوء وحكمة، حاجة المنطقة إلى تسوية وسلام عادلين بين الفلسطينيين وإسرائيل، لأنه من دون هذه التسوية وهذا السلام، ومهما سيطرت أبواق الصمت على القضية، فسوف تبقى المنطقة تستبطن احتمال اشتعال المواجهة مرة ثانية وثالثة في أي توقيت وظرف، وهو أمر من الخطأ أن تغامر القيادات الإسرائيلية والفلسطينية بتركه إلى المستقبل ووضعه على أعناق الأجيال القادمة، مع تهديد الفرصة السانحة للسلام الفعلي بين الدول والمجتمعات.
وأوضحت الصحيفة - في افتتاحية عددها الصادر اليوم الاثنين، بعنوان "أهمية السلام العادل بالمنطقة" - أن القيادات الإسرائيلية والفلسطينية والعربية والدولية ستخطئ إن لم تساعد الفلسطينيين والإسرائيليين على الشروع الجدي في طريق التسوية والسلام، لقد أدركت ذلك قيادات تاريخية عربية وإسرائيلية سبقت الواقع، وغلبت مكاسب السلام على الحرب، وأخطر ما يهدد مستقبل المنطقة أن يتغير العالم والواقع، دون أن تتغير عقول بعض القادة والمسئولين.
وأكدت الصحيفة أن مصر - التي جربت تداعيات الحروب وعرفت معاني السلام - ستظل تدعو إلى ضبط النفس، وإلى تجنب تعريض المدنيين للمخاطر، وتحذر من تداعيات خطيرة نتيجة تصاعد حدة العنف، والتأثير سلبيًا على مستقبل جهود التهدئة، وستظل تدعو إلى النظر للمستقبل، لأنه لا بديل عن السلام، وفي ظل الحروب الراهنة في ظل المسيرات والدراجات البخارية والأدوات غير المكلفة وغير الذكية في مواجهة كل صناعات الذكاء العسكرية، لا مجال لمنتصر أو مهزوم، الكل منتصر إن غلبوا معاني الحكمة والسلام.