الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فتاوى تشغل الأذهان| ما المقصود بقوله تعالى:"ومن يتق الله يجعل له مخرجا"؟.. كيف تتصرف في الأزمات؟.. وهل يجوز إخراج جزء من زكاة مالي أشياءً عينية مثل الطعام؟

دار الإفتاء
دار الإفتاء

فتاوى تشغل الأذهان

ما المقصود بقوله تعالى:"ومن يتق الله يجعل له مخرجا"؟

كيف تتصرف في الأزمات؟

هل يجوز إخراج جزء من زكاة مالي أشياءً عينية مثل الطعام؟

نشر موقع صدى البلد، خلال الساعات الماضية، عددا من الفتاوى الدينية التي تهم كل مسلم في حياته اليومية، نرصد أبرزها في تقرير عن فتاوى تشغل الأذهان.

قالت الداعية عبير أنور الواعظة بوزارة الأوقاف، إن تقلب الأحوال من سمات الحياة، حيث إن الدنيا من الأغيار فرح وحزن، صحة ومرض، نجاح وفشل، غنى وفقر، وأن القرآن الكريم ربط السعادة بالجنة وليس بالدنيا.

وأشارت خلال البث المباشر عبر الصفحة الرسمية لموقع صدى البلد على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، إلى قوله سبحانه وتعالى: "وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ"، مبينة أن أقصى ما يحصل الإنسان في دنياه هو الحياة الطيبة وربطها الله عز وجل بالإيمان والعمل الصالح وفسرها العلماء بالسلام النفسي والسكينة وانشراح الصدر.

وأكدت الواعظة بالأوقاف أنه يجب أن يكون للإنسان أدواته التي يلجا إليها عندما يتعرض لأزمة أو ابتلاء، مسترشدةً بهدي النبي صلى الله عليه وسلم عدة خطوات من أجل خروج آمن وتعافي من الأزمات منها: "التحرز من وساوس الشيطان عند وقوع الابتلاء والذي يسارع ليضعف الإنسان ويصيبه بالضجر ولا يتركه إلا وقد اضطرب نفسيًا باكتئاب أو قلق أو انتابته مشاعر الذنب وغيرها أما الخطوة التالية فهي الاعتصام بالله واليقين لأنه وحده القادر على تبديل الحال، قيام الليل والسجود الطويل والشكوى إلى الله.

كذلك بينت الواعظة بالأوقاف أهمية الدعاء وأن يفطن إلى أن الحزن ضيف ثقيل ولكنه مؤقت سيرحل بإذن الله فعليه أن يحترم الحزن داخله ويعلم أن إعادة التوازن تحتاج إلى وقت فيتحلى بالصبر، ثم تأتي الخطوة الهامة والتي نلتمس فيها المخارج وهي مراجعة النفس وحالها مع تقوى الله والاستقامة على أمره فالقانون القرآني يقول:"وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا "ثم يراجع حاله مع عباد الله ويرد المظالم المادية والمعنوية أن وجدت فحقوق العباد بمثابة حجر مربوط به أن لم يتخلص منه يغرق به فإن اجتاز مرحلة الصدمة وعدم التصديق والرفض الداخلي ثم راجع حاله مع تقوى الله وحقوق العباد أصبح الآن عليه أن يبتعد عن عدة أشياء يبتعد عن الانتقام إن كان ابتلاؤه في بشر ويبتعد أيضا عن الوحدة والفراغ فعليه أن ينغمس وسط أحبابه أن يعمل وينشغل حتى يستبدل ما فقد او يقدر له النجاح في طريق جديد.

كيف تتصرف في الأزمات؟ سؤال أجابت عنه الداعية عبير أنور الواعظة بوزارة الأوقاف، مشيرة إلى أن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الأزمات أنه صلوات الله وسلامه عليه كان يتعامل مع الأمور بواقعية شديدة لا استخفاف فيها ولا تهويل بل يعطي الأمر قدره.

وبينت خلال البث المباشر عبر الصفحة الرسمية لصدى البلد بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” أن هناك أمور ينبغي للمسلم أن يقتفي أثر الحبيب فيها ومنها التالي: كان يستشير أصحابه، كذلك الحد من انتشار الشائعات لان الخوف يفعل بالناس ما لا يفعله بهم الخطب نفسه، بث الأمل في النفوس ومحاربة اليأس، يستفيد من الازمة أما بعدها فيحول المحنة لمنحة، وعند الفرج يذكر أصحابه بحالهم خلال المحنة فتبهج الألسن بالحمد.

فيما قال الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، إن الإسلام وضع منهجا لعلاج الأزمات ومواجهة المحن، سار على هديه قادة الأمة على مدى أربعة عشر قرنا من الزمان، لم تضعف الأمة، ولم تتكالب عليها الأمم إلا حين تخلت عن ذلك المنهج، يقول الله تعالى: {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين}، وقد شرع لنا الإسلام مبادئ عظيمة في مواجهة الأزمات والنوازل، هذه المبادئ التي توفر الحماية للفقير والمحتاج، فهي حصن الأمان لكل الأفراد والمجتمعات، والملاذ الآمن لكل ذي حاجة، تلك المبادئ التي لا تفرق بين أبناء الوطن، بل تشمل كل شخص يقيم في المجتمع أيا كان دينه أو معتقده.

وبيّن وكيل الأزهر، أن الإسلام قد أرسى هذه المبادئ العظيمة بهدف ترسيخ قيم التعاون والتضامن بين أفراد المجتمع الواحد، لتعزيز أواصر الترابط بينهم، وغرس معاني الود والتآلف فيما بينهم، ولا يخفى علينا أن التطورات التكنولوجية أحدثت نقلة نوعية وثورة هائلة في عالم الاتصال مست كافة مجالات الحياة، مما أدى إلي إحداث تغيير جذري في أساليب نقل وتوزيع المعلومات وبات المتلقي فيها منتجا ومرسلا ومستقبلا في نفس الوقت، وهو ما يطلق عليه الإعلام الرقمي، والذي ألغى كل الحدود الزمانية والجغرافية، وفتح المجال واسعا أمام حرية الرأي والتعبير، وتجاوز عصر الاحتكار والهيمنة على المعلومة، ومن أبرز مظاهر الإعلام الجديد الصحافة الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي.

وأوضح أن نظرة متأنية لواقع الإعلام الرقمي اليوم، يدرك أن هناك تفاوتا كبيرا في تناول الإعلام للحراك المجتمعي، وأن هذا التناول يؤثر بشكل كبير على القيم والمبادئ والأخلاق، ولا يخفى علينا أن أفكارا وخططا ومؤامرات تحاول النيل من قيمنا وأخلاقنا، وأن هذه الأخلاق والقيم ركيزة أساسية داخل كل مجتمع؛ إذ أنها تلعب دورا كبيرا في تماسك المجتمع وتدفعه للتقدم والرقي، من خلال خلق مجموعة من القوانين والنظم والسمات الفكرية والمادية التي تميز مجتمعا ما عن غيره، وتحدد نمط معيشته، خصوصا إذا كانت هذه القيم إيجابية.

ولفت وكيل الأزهر، إلى أنه بهذه الصورة يمكن القول أن وسائل الإعلام تلعب دورا أساسيا وجوهريا في تشكيل القيم الاجتماعية أو تغييرها، خاصة مع تسارع وتيرة الحياة، ووتيرة الاتصال الذي يواكب عصر ثورة المعلومات وتكنولوجيا الإنترنت، وإذا كانت مواقع التواصل الاجتماعي تطورا طبيعيا لتكنولوجيا الاتصال، قد أتاحت الفرصة أمام كل شرائح المجتمع لنقل أفكارهم والتعبير عن آرائهم عبر شاشات الكمبيوتر وشاشات الهواتف المحمولة لمناقشة مختلف القضايا السياسية، والثقافية والاجتماعية، فإنها بهذه السهولة والإتاحة صارت تسهم بقوة في خلق الرأي العام وتوجيهه وترسيخ قيم النظام الاجتماعي، وأدت بالفرد إلى تغيير نمط معيشته وسلوكه في العادات والتقاليد أو طرق التفكير والحوار، وأصبح يعيش في بيئة جديدة وعالم مفتوح تحت ظل العصرنة والتقدم.

وحول هل يجوز أخذ مال من زكاة المال تركته وأحتاج إليه؟..سؤال أجاب عنه الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال فيديو منشور على قناة دار الإفتاء على اليوتيوب.

وأجاب عثمان، قائلًا: إذا كنت عينت هذا المال أنه للزكاة فلا يجوز لك أن تأخذ منه، أما إذا كنت جعلته إحتياطي بوجهًا عام دون ان تنوي تعينه للزكاة فيجوز ان تأخذ منه.  

قال الشيخ عمرو الورداني، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الأصل فى إخراج الزكاة أن تكون مالًا، فالزكاة تخرج من جنسها أموال.

وأجاب الشيخ عمرو الورداني، عن سؤال ورد إليه وذلك خلال فتوى على موقع "يوتيوب": "هل يجوز إخراج جزء من زكاتي كأشياء عينية مثل الطعام؟"، أنه إذا كان الفقير هو من طلب ذلك فيجوز أن نفعل هذا، إلا أن الأصل فى زكاة المال هى إخراجها مالًا، أى أن زكاة المال تخرج من جنسها مالًا ولا يجوز أن نخرجها غير ذلك".

وأضاف أن "الله سبحانه وتعالى عندما جعل زكاة المال تخرج مالًا هذا لأنه يريد أن يحرر الناس أن تتسلط على الآخرين، ولكن هذا زكاة المال تكون مالًا لأن الإنسان يستعمل المال فى أشياء كثيرة، فالأفضل لكِ أن تخرجى زكاة مالك مالًا لأن الله عز وجل قال {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ} فالله أولى بأحوالهم".

وتابع: "إعطِ زكاة مالكِ للفقراء ودعيهم يتصرفون فيها كيفما يشاؤون".