ما هو واجب كل من الزوجين تجاه الآخر عند التقصير في حقوق الله تعالى؟.
قالت دار الإفتاء إن تقصير أحد الزوجين في أداء حقوق الله- تعالى- عليه، كالصلاة وغيرها من المعاصي، يأثم الشخص على تركها شرعًا، وذلك يقتضي من الطرف الآخر مداومةَ النصح والإرشاد لصاحبه، بالالتزام بهذه التكليفات الشرعية الواجبة، والصبر على ذلك والتلطف فيه؛ امتثالًا لقوله تعالى: "وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا".
هل يجوز للزوج إجبار زوجته على التعامل مع أهله
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه ينبغي أن تعلم الزوجة أنها إذا اتبعت هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- واقتدت به في التعامل مع أهل زوجها بالحسنى ولو لم تجد منهم إحسانًا، فلها الجنة.
وأوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في إجابته عن سؤال: ( هل يجوز للزوج إجبار زوجته على التعامل مع أهله ، فأنا على خلاف مع سلفتي وزوجي يرغمني على صلحها فهل أتنازل عن كرامتي وأصالحها علمًا بأنها قد ترفض الصلح وتحرجني فماذا أفعل ؟)، أنه بعد أن تضع هذا في اعتبارها فلها أن تختار ما تشاء ، هل أهل زوجها ومشاكلهم جملة واحدة تستحق أن تصبر على أذاهم وتدخل الجنة أم تضيع هذه الفرصة الذهبية للعفو وتعطيها ظهرها.
وأشار إلى أنه إذا قدمت الزوجة كرامتها فلا بأس، ولكنها بذلك تضيع هذه الفرصة، وهذا لا يعني أن تحرم من دخول الجنة بشكل عام وإنما هذه الفرصة فقط، منوهًا بأنها لو أتت على كرامتها قليلاً وعصرت على نفسها ليمونة وتحملت البلادة والأذى من سلفتها ، سيكون جزاؤها الجنة .
ونبه إلى أنه لا شيء بلا ثمن، وكذلك الجنة، مشيرًا إلى أن الصبر على الأذى عند مخالطة الناس لوجه الله- تعالى-، يعد من أهم أسباب الفرج، فهذا سيجعل الله- تعالى- يفتح عليها وعلى أبنائها من الخير الكثير؛ لأنه من الذكاء في التعامل مع الله- تعالى-، ويكون ثمرته أن يكرمه الله- تعالى- في صحته ورزقه وأبنائه.