صحيفة بريطانية: كاميرون يسير على خطى "بلير" التي أدت إلى مأساة العراق

عقدت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية اليوم الأربعاء مقارنة بين الظروف التي أحاطت بقرار رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير بالتدخل العسكري في العراق، ومساعي رئيس الوزراء الحالي ديفيد كاميرون للمضي على نفس الخطى.
وقالت الصحيفة إن بدايات اتخاذ القرارين واحدة، حيث عارضت روسيا والصين قرار التدخل الأمريكي- البريطاني في العراق، فيما أصر بلير على التدخل وهو المتوقع الآن "من كاميرون" بينما مضت واشنطون ولندن في مسعاهما لاحتلال العراق بداعي حيازته للسلاح النووي دون العثور على أدلة، وهو نفس الحال بالنسبة للهجوم الكيميائي على بلدة الغوطة القريبة من دمشق وهو ما لم يتم حتى الأن العثور على أدلة لوقوعه.
وأضافت أن بلير لم يحصل على تأكيد من رئيس فريق التفتيش على أسلحة الدمار الشامل في العراق هانز بليكس على وجود أسلحة نووية في العراق وهو الحال نفسه حتى الآن فلم يعثر مفتشو الأسلحة الدوليين على أدلة حول استخدام السلاح الكيميائي في سوريا حتى اليوم.
وحول استئذان بلير للبرلمان البريطاني، أشارت الصحيفة إلى أن كاميرون طلب عودة البرلمان للانعقاد غدا الخميس لبحث الأمر، وذلك قبل اتخاذ قرار بشأن التدخل في سوريا على الرغم من المعلومات المتوفرة عن تحركات للقوات البريطانية تشير إلى الاستعداد للتدخل العسكري.
وكان العديد من أعضاء البرلمان من حزب المحافظين الذي يرأسه كاميرون قد رفضوا التدخل العسكري البريطاني في سوريا، وطالبوا كاميرون بالعودة للبرلمان قبل اتخاذ قرار.
وأعربت "ذي إندبندنت" عن اندهاشها من التشابه بين أداء الحزبين "المحافظين" الشريك في الحكم و"العمال" المعارض حيث كان نواب حزب العمال برئاسة بلير من المعارضين للدخول في حرب ضد العراق في 2003 حيث صوت 139 نائبا عن العمال ضد القرار في البرلمان بينما أيده المحافظين واليوم يعود الجدال حيث يعارض أكثر من 80 من أعضاء المحافظين في البرلمان القرار ويعارضه كذلك نواب الديمقراطيين الأحرار الشريك في الحكم مع المحافظين بينما يؤيده رئيس حزب العمال المعارض.
وحول الرأي العام في بريطانيا تجاه التدخل في سوريا، قالت الصحيفة إن الرأي العام لم تتضح ملامحه بعد لكنها نقلت عن استطلاع رأي أجرته مؤسسة "يوجوف" خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضية أن 74 في المائة من العينة التي تم استطلاع رأيها تعارض إرسال القوات البريطانية للقتال ضد قوات بشار الأسد وكذلك عارض 66 في المائة توفير السلاح بشكل كامل للمعارضة السورية.
وأوضحت الصحيفة أن استطلاعات الرأي في 2003 أشارت إلى أن نسبة التأييد لضرب العراق كانت 2 إلى 1 لصالح مشاركة بريطانيا في ضرب العراق بينما تغير الموقف بعد كشف العديد من الحقائق.