الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كرّمها ورفع شأنها.. مستشار شيخ الأزهر: «المرأة» تغير حالها بعد مجيء الإسلام

صدى البلد

قالت الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشار شيخ الأزهر لشئون الوافدين، اليوم الثلاثاء، خلال مشاركتها بمؤتمر «المرأة في الإسلام» الذي تنظمه «الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي» بجدة، وتستضيفه المملكة العربية السعودية في الفترة من ٦إلى ٨ نوفمبر الجاري، إن المرأةَ انتقلت من حال إلى حال فور مجيء الإسلام؛ حيث كرَّمها الإسلام أمًّا وأختًا وابنةً وزوجةً، ورفعَ شأنها ومكانتَها في جميع أحوالها؛ فصان حقَّها في الحياة، وحَفِظَ لها أموالَها ومكَّنها من حق التملُّك والتصرُّف فيما تَملِك، وجعل لها ذمَّةً ماليةً مستقلة، وساواها بالرَّجل في كثيرٍ من الأمور، فجعلها قسيمةَ الرَّجل: لها ما له من الحقوق، وعليها ما عليه من الواجبات؛ وفقًا لما يتناسب وطبيعتها الجِبلِّيَّة.

وأضافت أن «التشريعُ الإسلاميُّ» كفل للمرأة حقَّ المشاركة في الحياة السياسية، فحفظ لها حقَّها في مبايعة ولي الأمر، والانتخاب، والشورى، والمشاركة في الحياة العامة، بالضوابط الشرعية التي بيَّنها العلماء والفقهاء، مشيرًة إلى أن المرأةَ إذا لم تَستعِدِ اليومَ كاملَ حقوقِها وَفْقَ الشريعةِ الإسلاميَّةِ، فلا أمل في نهضةٍ أو بناءٍ حضاريٍّ أو أمنٍ فكريٍّ؛ إذ تلعبُ المرأةُ دورًا رائدًا في تقدُّم المجتمعِ ورقيِّهِ، فهي ركيزةُ الأسرةِ وأساسُها، والتي بدونها لا تقومُ للأسرةِ قائمةٌ؛ فهي المربيةُ لأبنائها، والمُوجِّهةُ لسلوكِهم، والحريصةُ على سلامتِهم من الآفاتِ والأمراضِ التي قد يتعرَّضون لها، وهي صانعةُ الأجيالِ الذين هم أملُ الأمةِ ومستقبلُها، ورأسُ مالِها، وعمادُها، وعُدَّتُها، وعَتادُها، وهي عمادُ المجتمعِ وأساسُهُ، وقوَّتُهُ وسلاحُهُ، والحفاظُ عليها حفاظٌ على المجتمعِ كلِّهِ من الانهيارِ.

وأكدت مستشار شيخ الأزهر على الدور الذي يمكن أن تبذله دُورُ الإفتاء والمؤسساتُ البحثيةُ الإسلاميةُ المختلفة؛ لأجل الوقوف على حقوق المرأة وصِيانتها، ورَدْعِ كل من يريدُ أن يسلبَ حقوقها المكفولة لها، داعيًة إلى ضرورة إشراك المرأةُ في الإفتاء، وسَنِّ القوانينِ التي تَخصُّها، وبخاصة بعدما أصبحت صاحبةَ ملَكات فقهية نتجت عن تعلُّمها في صروح العلم المختلفة.

وأشارت الدكتورة نهلة الصعيدي إلى أن فضيلة الإمام الأكبر، أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، نادى بضرورةِ إحياءِ فتوى «حَقِّ الكَدِّ والسِّعَايَة» في تراثنا الإسلامي؛ لحفظ حقوق المرأة العاملة التي بذلت جهدًا في تنمية ثروة زوجها وتَثْمِيرِها، خاصة في ظل المستجدَّات العصريَّة التي أوجبت على المرأة النزولَ إلى سوق العمل، ومشاركةَ زوجها أعباءَ الحياة، مؤكدًة أن التراث الإسلاميَّ غنيٌّ بمعالجاتٍ لقضايا شتى، إذا تأمَّلناها وقفنا على مدى غزارة هذا التراث وعُمقِه، وحِرصِ الشريعة الإسلامية على صَونِ حقوقِ المرأة وكفالةِ كلِّ ما مِن شأنه حِفظُ كرامتها.

واختتمت مستشار شيخ الأزهر كلمتها بمجموعة من التوصيات العلمية التي تكفل المزيد من الحقوق الأصيلة التي أقرها الإسلام للمرأة، داعيةً ضيوف المؤتمر من العلماء والمفكرين والباحثين إلى ضرورة الوقوف عليها، أبرزها:-

أولًا: إنشاء مجلس عالمي للمرأة المسلمة، ليكون بمثابة هيئة دولية مستقلة تهدف إلى تعزيز مكانة المرأة المسلمة حول العالم، والعمل على تنميتها؛ علميًّا وفكريًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا، بما يسهم في بناء أمم حضارية متقدمة، يجمع في عضويته ثلة من خبراء وعلماء الأمة الإسلامية، ومفكريها، ومثقفيها من الرجال والنساء ممن يتسمون بالرؤية الرشيدة والاهتمام بنهضة المرأة المسلمة، وليحمل على كاهله رصد كافة المشكلات التي تواجه المرأة المسلمة والعمل على ايجاد حلول فاعلة له، بحيث يصبح للمرأة المسلمة مجلسا معنيا بقضاياها ومهموما بوضع الحلول المناسبة لكل مايواجهها من مشكلات.

ثانيًا: محاربة العادات والتقاليد أو الأعراف التي منعت المرأةَ كثيرًا من الحقوق التي أقرها لها الإسلام، ومجابهة الممارسات الظالمة التي تحدث في بعض الأحيان في العديد من المجتمعات.

ثالثًا: إنشاء المراكز البحثية المتخصصة بشؤون المرأة في جامعاتنا العربية والإسلامية.

رابعًا: حثُّ المؤسسات للعمل على تمكين المرأة لتكون فاعلةً في مجتمعها؛ فهناك من الأعباء المجتمعية التي لا تستقيم إلا بتكامل دور الرجل والمرأة معًا، فهما معًا لُبُّ المجتمع وأساسُه، ولا تقوم للمجتمع قائمة بدون تكاملهما.

خامسًا: وضع المزيد من الخطط والبرامج لتفعيل دور أكبر للمرأة في المشاركة السياسية والاقتصادية وبرامج التنمية المستدامة.

سادسًا: العمل على فتح المنافذ الإعلامية والإعلام الجديد في وسائل التواصل للمرأة وبيان حقوقها ومناصرة قضاياها.

سابعًا: أن ينبثق عن هذا المؤتمر تطبيق إلكتروني يكون مدعومًا فنيًّا وماديًّا وتقنيًّا، يكون مُخصَّصًا للمرأة، وبيان حقوقها التي أقرها الإسلام ومنعتها عنها الأعراف والتقاليد؛ وذلك ليكون شعاع نور للمرأة في ظل الإعلام الجديد.

ولاقت التوصيات التي طرحتها مستشار شيخ الأزهر قبولا كبيرا من قبل المشاركين في المؤتمر، مؤكدين أنها ستكون إضافة قوية لمخرجاته، معبرين عن خالص شكرهم وتقديرهم لها على مشاركتها المتميزة والمثمرة.

7d54d28a-4640-4b4b-9635-cc1d68e53744
7d54d28a-4640-4b4b-9635-cc1d68e53744
7f1608c7-2779-48f0-ac1c-f0c28b0c0fd7
7f1608c7-2779-48f0-ac1c-f0c28b0c0fd7
46e3f6ce-cf86-4cc5-938b-a37c12151d1a
46e3f6ce-cf86-4cc5-938b-a37c12151d1a
428a2a85-d29d-4387-a9fc-a17c404f70bd
428a2a85-d29d-4387-a9fc-a17c404f70bd
bbc02cca-509b-42b6-b7c8-0d3bc693ada8
bbc02cca-509b-42b6-b7c8-0d3bc693ada8