القرضاوي يؤيد ضرب سوريا.. والمغازي: مفتي سلطة.. وفقهاء: لا يجوز الاستعانة بأجنبي لضرب دولة إسلامية

القرضاوي يؤيد أي هجوم عسكري غربي على سوريا
المغازي: القرضاوى مفتي سلطة.. ويطوع الدين وفقا لأهواء الحاكم.. وضرب سوريا مخالفة لميثاق الأمم
عضو هيئة كبار العلماء: الاستعانة بأجنبي لضرب المسلمين مرفوض شرعا وخلقا.. وفتوى القرضاوي "سقطة لا تغتفر"
رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا: لا يجوز الاستعانة بأجنبي لضرب سوريا
أصدر الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس اتحاد العالمي لعلماء المسلمين، فتوى بجواز تدخل أمريكا لضرب سوريا لنصرة الإسلام كما ادعى، الأمر الذي رفضه عدد من الفقهاء، مؤكدين أن الاستعانة بالغرب مهما كان لضرب دولة إسلامية أمر مرفوض شرعا وخلقا، مطالبين بضرورة تكوين جيش عربي قوي قادر على الإصلاح بين الفئات المتناحرة.
وقال الدكتور القصبي زلط، عضو هيئة كبار العلماء ونائب رئيس جامعة الأزهر السابق، إن الجهاد في الإسلام له شروط وأركان كما بينه الله عز وجل، مؤكدًا أن الشرع الحنيف بين أنه في حالة اعتداء أي دولة على المسلمين فعلي الجميع مقاتلتها حتى ترحل عن بلاد الإسلام.
وأوضح زلط، في تصريح لـ"صدى البلد"، أن الله عز وجل شرع الجهاد حينما يضطهد المسلمون ويمنعون من ممارسة شعائرهم الدينية، لافتا إلى أن نقل الحرب والجهاد لدولة أخرى غير مسلمة لمحاربة دولة الإسلام أمر مرفوض شرعا ودينا وخلقا، وأن الاستقواء بأمريكا لضرب سوريا أو مصر أمر خارج عن نطاق العقل.
وعن فتوى القرضاوي بإجازة التدخل الأمريكي لضرب سوريا، أكد عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر أن "ما قاله الشيخ يعتبر سقطة لأنه بذلك يثير فتنة بين المسلمين وبعضهم البعض، وهو ما يرفضه الدين الإسلامي الحنيف"، متسائلاً: "كيف يجوز لعالم جليل مثل القرضاوي أن يصدر مثل تلك الفتاوى المريبة؟".
وناشد زلط الجميع اللجوء إلى المصالحة بين الأطراف المتنازعة سواء كان في مصر أو سوريا، مشيرًا إلى ضرورة أن يكون هناك جيش عربي قوي قادر علي ردع الفئات الباغية والمصرة على بغيها، منوها إلى أنه لا يجوز الاستعانة بأجنبي في حرب ضد المسلمين وبعضهم البعض.
وأكد الدكتور عبد الله المغازي، البرلماني السابق وأستاذ القانون الدستوري، أن "تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في الشأن السوري وضربها عسكريا دون مظلة أممية أمر مرفوض ومخالفة صارخة لميثاق الأمم المتحدة والذي نص على عدم استخدام القوة او التهديد بها في العلاقات الدولية دون موافقة الأمم المتحدة".
وتعليقا علي فتوي القرضاوي بإباحة التدخل الأمريكي في الشأن السوري بضربها عسكريا، قال المغازي، في تصريح لـ"صدى البلد"، إن "ما قاله القرضاوي يدل على أنه مفتي سلطة ويقوم بتطويع الدين وفقا لأهواء الحاكم غير مراع لله عز وجل أو حتى عروبته في الفتاوى التي يصدرها".
وأضاف البرلماني السابق أن "القرضاوي يعلم علم اليقين أن أمريكا لا تعمل لصالح الدول العربية وإنما هى تسعي دائما لخدمة مصالحها الشخصية والحفاظ على أمن الكيان الصهيوني وعلى الرغم من ذلك أصدر تلك الفتوى التي لا ترضي الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم)".
واستنكر الدكتور عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوي بالأزهر سابقا، فتوى الدكتور القرضاوي، مؤكدا أنه "لا يجوز للمسلمين الاستعانة بغير المسلمين لضرب إخوتنا في سوريا أو غيرها من دول الإسلام اقتداءً بقوله تعالى "ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم".
كما أكد رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا، في تصريح لـ"صدى البلد"، أن "الفتاوى الأخيرة للشيخ القرضاوي مغرضة وصادرة وفقا للأهواء والمصالح الضيقة"، مشيرا إلى أنه "كان من الأولى على القرضاوي أن يستعين بدولة مثل مصر - وهى الأم الحنون لجميع الدول العربية - للإصلاح بين الفئتين المتناحرتين".
ولفت الأطرش إلى أن "الإصلاح بين الفئتين المتنازعتين هو الأفضل بدلا من الاستعانة بقوى خارجية لها أطماعها ومصالحها التي تتعارض مع المصالح العربية والإسلامية".
وكان الداعية الإسلامي الشيخ يوسف القرضاوي أمس، الجمعة، أيد ضمنيا أي ضربة عسكرية غربية لسوريا ردا على ما يبدو أنه هجوم بالأسلحة الكيماوية على المدنيين، ملمحا إلى أن "القوى الأجنبية أدوات سخرها الله للانتقام".
وقال القرضاوي، في خطبة الجمعة في العاصمة القطرية الدوحة التي يعيش بها: "كنا نود لو استطعنا نحن أن ننتقم لإخواننا الذين قتلوا.. رأيناهم بالمئات مقتولين أمامنا يهيئ الله لهم من ينتقم منهم"، في إشارة إلى قوات الرئيس السوري بشار الأسد.
وأضاف القرضاوي، في الخطبة التي أذاعها التليفزيون القطري: "نحن نسأل الله عز وجل أن يأخذ هؤلاء بما صنعوا هم يستحقون ما يجري عليهم"، وذلك في إشارة إلى قوات الأسد.
وتدافعت السعودية وقطر - اللتان تدعمان منذ وقت طويل المعارضين السوريين الذين يقاتلون من أجل إسقاط نظام الأسد - للتدخل العسكري الغربي في سوريا رغم معارضة بعض الدول العربية لهذا الإجراء، ولن تشارك بريطانيا في أي عمل عسكري بعد أن صوت برلمانها ضد هذا الإجراء.
وللقرضاوي وهو رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أتباع كثيرون في جميع أنحاء العالم العربي، وأيد انتفاضات ما عرف باسم الربيع العربي التي بدأت في عام 2011 ضد الحكام المستبدين.
وفي يونيو، دعا القرضاوي للجهاد ضد قوات الأسد بعد إرسال حزب الله الشيعي اللبناني مقاتليه إلى سوريا لمساعدة قوات الأسد على مواجهة مقاتلي المعارضة وغالبيتهم ينتمون إلى الأغلبية السنية في سوريا.
وتبحث الولايات المتحدة وفرنسا القيام بعمل عسكري لمعاقبة حكومة الأسد على
الهجوم بالغاز الذي وقع الأسبوع الماضي وأسفر عن مقتل مئات الأشخاص في
ضواحي دمشق.