الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دعاء تثبيت الميت عند السؤال.. كيفيته وهل يقال سرا أم جهرا؟

دعاء تثبيت الميت
دعاء تثبيت الميت عند السؤال

يعد دعاء تثبيت الميت عند السؤال واحد من أكثر الأدعية التي يحرص عليها المسلمون، حيث ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول صاحبه: هل الدعاء للميت بعد دفنه يكون سرًّا أم جهرًا؟

دعاء تثبيت الميت عند السؤال

وأوضحت دار الإفتاء، في إجابتها على السؤال، كيفية الدعاء للميت وهل يكون سرًّا أو جهرًا، منوهة أن الأمر في ذلك واسع، والتنازع من أجل ذلك لا يرضاه الله ولا رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، بل هو من البدع المذمومة.

وأكدت أنه من البدعة تضييق ما وسَّع الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، فإذا شَرَع اللهُ سبحانه وتعالى أمرًا على جهة الإطلاق وكان يحتمل في فعله وكيفية إيقاعه أكثرَ مِن وجه فإنه يؤخذ على إطلاقه وسعته، ولا يصح تقييده بوجه دون وجه إلا بدليل.

وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن المغلوطات وكثرة المسائل، وبيَّن أن الله تعالى إذا سكت عن أمر كان ذلك توسعة ورحمة على الأمة؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «إنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ فَرَضَ فَرائِضَ فلا تُضَيِّعُوها، وحَرَّمَ حُرُماتٍ فلا تَنتَهِكُوها، وحَدَّ حُدُودًا فلا تَعتَدُوها، وسَكَتَ عن أَشياءَ رَحمةً لكم مِن غيرِ نِسيانٍ فلا تَبحَثُوا عنها» رواه الدارقطني وغيره عن أبي ثَعلَبةَ الخُشَنِيِّ رضي الله عنه، وصحَّحه ابنُ الصلاح وحسَّنه النوويُّ.

قال العلامة التَّفتازاني في "شرح الأربعين النووية": [فلا تبحثوا عنها ولا تسألوا عن حالها؛ لأن السؤال عما سكت اللهُ عنه يُفضِي إلى التكاليف الشاقة، بل يُحكَم بالبراءة الأصلية] اهـ.

وبيَّن رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم فَداحةَ جُرمِ مَن ضَيَّق على المسلمين بسبب تَنقِيرِه وكثرة مسألته فقال: «أَعظَمُ المُسلِمِينَ في المُسلِمِينَ جُرمًا رَجُلٌ سأَلَ عن شَيءٍ ونَقَّرَ عنه فحُرِّمَ على النَّاسِ مِن أَجلِ مَسأَلَتِه» رواه مسلم من حديث عامِرِ بنِ سَعدٍ عن أَبِيه رضي الله عنه.

وعن أَبي هريرة رضي الله عنه قال: خَطَبَنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فقالَ: «أيها النَّاسُ، قد فَرَضَ اللهُ عليكم الحَجَّ فحُجُّوا»، فقالَ رَجُلٌ: أَكُلَّ عامٍ يا رسولَ الله؟ فسَكَتَ حتى قالَها ثَلاثًا، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «لو قُلتُ نعم لَوَجَبَت ولَما استَطَعتم»، ثُم قالَ: «ذَرُونِي ما تَرَكتُكم؛ فإنَّما هَلَكَ مَن كانَ قَبلَكم بكَثرةِ سُؤالِهم واختِلافِهم على أَنبِيائِهم، فإذا أَمَرتُكم بشَيءٍ فَأتُوا مِنه ما استَطَعتم، وإذا نَهَيتُكم عن شَيءٍ فدَعُوهُ» متفق عليه.

قال العلامة المُناوي في "فيض القدير شرح الجامع الصغير" (3/ 562، ط. المكتبة التجارية الكبرى): [أي اتركوني من السؤال مدةَ تَركِي إياكم، فلا تتعرضوا لي بكثرة البحث عما لا يَعنِيكم في دِينكم مهما أنا تاركُكم لا أقول لكم شيئًا؛ فقد يوافق ذلك إلزامًا وتشديدًا، وخذوا بظاهر ما أمرتكم ولا تستكشفوا كما فعل أهل الكتاب، ولا تُكثِرُوا من الاستقصاء فيما هو مبيَّن بوجه ظاهر وإن صلح لغيره؛ لإمكان أن يكثر الجواب المرتب عليه فيُضاهِي قصةَ بني إسرائيل؛ شَدَّدُوا فشُدِّد عليهم، فخاف وقوعَ ذلك بأُمته صلى الله عليه وآله وسلم] اهـ.

وأشارت إلى أن الدعاء في الجَمْع أرجى للقبول وأيقظُ للقلب وأجمعُ للهمة وأدعى للتضرع والذلة بين يدي الله تعالى، خاصة إذا كانت هناك موعظة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «يَدُ اللهِ مع الجَماعةِ» رواه الترمذي وحسَّنه عن ابن عباس رضي الله عنهما.

دعاء تثبيت الميت عند السؤال

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث... منهم ولد صالح يدعو له»، وبهذا يتضح أنّ أفضل ما في يكن تقديمه للميت في قبره هو الدعاء له وبالأخص في يوم الجمعة الذي قال عنه النبي أن قيه ساعة إجابة.

ويعد الدعاء للمتوفي من الأعمال التي يواظب عليها العديد من الناس يطلبون من خلال الرحمة والمغفرة من الله لفقيدهم، ولكن ثمة سؤال يطرح البعض «هل ثواب الدعاء يصل إلى الميت؟»، وهو السؤال الذي ورد إلى دار الإفتاء المصرية.

وأجاب الشيخ محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، عن هذا السؤال قائلًا إن كلا من قراءة القرآن والدعاء يصل ثوابهما إلى المتوفى، موضحًا أن القراءة أيضا تصل بالدعاء، بمعنى أن يقرأ الفرد ويقول في ختام قراءته إذا كان يدعى لوالده المتوفي على سبيل المثال: «اللهم هب مثل ثواب قراءتي لأبي، اللهم إني قرأت هذا على روح أبي فبلغه هذا الثواب»، مؤكدًا على أن كل هذا يجوز ويصل إلى الميت وسائر الأعمال الصالحات.

-اللهم أرحم من مات منا ومن عجزت عقولنا عن استيعاب فراقهم، وأجعل قبورهم نورا وضياء إلى يوم يبعثون نسألك يارحمن ياكريم أن ترحم عبدك وتنير قبره وأن ترزقه جنة فردوس لا نهاية لها، وأن ترزقنا رؤياه في الآخرة منعّماً داخل جنتك ياكريم،  اللهم اغفر له وارفع درجته في المهديين، وافسح له قبره،واجعله روضة من رياض الجنة، ولا تجعله حفرة من حفر النار، اللهم افسح له في قبره مد بصره، وافرش قبره من فراش الجنة.

- اللهم يا باسط اليدين بالعطايا، يا قريب يا مجيب دعوة الداعي إذا دعاه، يا حنان يا منان، يا رب يا أرحم الراحمين، يا بديع السماوات والأرض، يا أحد يا صمد أعطي (ويذكر اسم الميت)، من خير ما أعطيت به نبيك محمد صلى الله عليه وسلم عطاء ما له من نفاذ، من مالك خزائن السماوات والأرض، عطاء عظيم من رب عظيم حيث ”، اللهم عامله بما أنت أهله، ولا تعامله بما هو أهله، اللهم أجزه عن الإحسان إحسانًا وعن الإساءة عفوًا وغفرانًا، اللهم إن كان محسنًا فزد من حسناته وإن كان مسيئًا فتجاوز عن سيئاته، اللهم ادخله الجنة من غير مناقشة حساب ولا سابقة عذاب، اللهم آنسه في وحدته وفي وحشته وفي غربته، اللهم أنزله منزلًا مباركًا وأنت خير المنزلين.

- اللهمّ لا نزكّيه عليك، ولكنّا نحسبه أنّه آمن وعمل صالحًا، فاجعل له جنّتين ذواتي أفنان، بحقّ قولك: «ولمن خاف مقام ربّه جنّتان»، اللهمّ إنّه صبر على البلاء فلم يجزع، فامنحه درجة الصّابرين، الذين يوفّون أجورهم بغير حساب، فإنّك القائل «إنّما يوفّى الصّابرون أجرهم بغير حساب».