الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نهى زكريا تكتب: ادّاين وازرع.. ولا تِدّاين وتبلع

صدى البلد

ستتفاجأ عندما تعلم أن أميركا صاحبة أقوى اقتصاد فى العالم هى أكثر الدول ديوناً لدول أخرى و تتصدر اليابان قائمة أكثر الدول امتلاكا للدين الأمريكي بنحو 1.112 تريليون دولار، يليها الصين بـ821 مليار دولار، ثم المملكة المتحدة ولوكسمبورج وبلجيكا بحوالي 662 و349 و318 مليار دولار، وتشير تقديرات مكتب الميزانية في الكونجرس الأمريكي إلى أن الدين العام سيرتفع بنحو الضعف على مدى الثلاثة عقود المقبلة.

وتسببت قرارات خفض الضرائب وانخفاض الإيرادات الضريبية خلال ذروة  "كورونا" في ارتفاع اقتراض الحكومة الأمريكية لمستويات غير مسبوقة.
والبداية منذ عام 2001 وليس مع كورونا حيث تجاوز إنفاق الحكومة إجمالى إيراداتها و هذا يعني ضرورة الاقتراض لتعويض الفارق والنتيجه هى تقليص الأموال الموجهة إلى استخدامات مثل الرعاية الصحية والتعليم وكذا البحث العلمي وهى أمور تشدقت اميريكا بالاهتمام بها طيلة عمره القصير على الأرض .

وقد أعلنت وكالة "فيتش" في شهر أغسطس 2023 خفض التصنيف السيادي الأمريكي من "إيه إيه إيه" إلى "إيه إيه +"، مبررة ذلك بتدهور الوضع المالي للبلاد والقلق بشأن قدرة الحكومة على معالجة عبء الديون المتضخم وسط انقسام سياسي واضح.

وإذا بحثنا فى أكثر الدول مديونية سنجد أن الدول العظمي هى أكثر الدول صاحبه أعلي ديون ، و سنجد أن أقل الدول مديونه هى هونج كونج 0% ديون و هذا يعنى أن وضع الدول الاقتصادي لا يمكن تقيمه بحجم ديونه و لكن بما يفعله بسبب هذه الديون، وكما قالوا من قبلنا( اتداين وإزرع، ولا تتداين وتبلع)، و هذا ما يحدث فى مصر فى العقد الماضى، حيث أصبحت ديون مصر للتطوير من بنيه تحتيه و مباني و زراعة وغيره، و حتى أن لم تظهر النتيجه كاملة فى فترة وجيزة إلا أن هناك علامات تدل على أننا نسير فى الطريق الصحيح و الدليل على ذلك ما حدث مؤخراً من الفيضانات في شرق ليبيا أحدثت دمارا وفي (درنة) ، حيث انهار سدان بعد هطول أمطار غزيرة وصلت إلى حد الإعصار، وقد تسبب إعصار (دانيال) في غرق أحياء بسكانها، وابتلع البحر أحياء و كان  إهمال البنية التحتية الأساسية من أسباب هذه الكارثة حيث أن التقارير أفادت أن أحد سدي (درنة )لم تتم صيانته منذ عام 2002، والبنية التحتية هى أول ما اهتمت به مصر فى سنوات ما بعد ثورة 30/6 ، وأيضاً الاهتمام بالجيش وهى مسألة لا تحتاج إلى شرح بالنسبة لما يحدث هذه الأيام ولكم أن تتخيلوا وضع مصر الآن إذا لم يكن لديها هذا الجيش العظيم. 
و يكفى ما صرحت به مديرة صندوق النقد الدولي (كريستالينا غورغييفا) في حديث خاص لسكاي نيوز عربية، إن "الدول التي تحيط بمصر تواجه مشاكل كبيرة بدءاً من السودان وصولاً إلي ليبيا وبالطبع ما يحدث في غزة مؤخراً، هذا الدور الذي تقوم به مصر لا يمكن أن يتحقق بطبيعة الأمر إلا من خلال اقتصاد قوي".
و عبرت غورغييفا، عن امتنان العالم لمصر لكونها دولة صامدة ومستقرة.
ثقتى فى بلدى دائما لم تقل وخاصة لعلمى أن البداية هى لدولة تريد منافسة أكبر الدول اقتصادياً فى العالم و لكى نبني مثل هذه الدولة يجب أن يكون أساسها قوياً بمعني أن الإنجازات لن تظهر إلا بعد وقت لان بناءً حتى الآن مازال مجرد أساس تحت الارض .
و فى كل الاحوال تظل مصر الأعظم بتاريخها  و هى حقيقة لا يدركها إلا أولى الألباب.