الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

معنى ونزعنا ما في صدورهم من غل.. وهل يكون بين أهل الجنة أحقاد؟

معنى ونزعنا ما في
معنى ونزعنا ما في صدورهم من غل؟

ما معنى ونزعنا ما في صدورهم من غل؟ سؤال بينه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، حيث قول الحق تبارك وتعالى في سورتي الأعراف والحجر:{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ}، فما معنى ونزعنا ما في صدورهم من غل، وهل يحمل أهل الجنة الأحقاد بينهم؟

معنى ونزعنا ما في صدورهم من غل؟

يقول تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ}، ليؤكد الدكتور علي جمعة أنه ليس هناك غل في صدور أهل الجنة؛ ولذلك فقد انتفت وانتهت الكراهية، تخيل نفسك أنك لا تكره أحدًا، ولا تكره شيئًا، ولا تكره حادثةً، ولا تكره حديثًا، تخيل نفسك وقد نُزعت الكراهية من قلبك ، والعالم لا يعرف الفراغ ولا يوجد قلب فارغ ؛ فإذا خليت قلبك من القبيح احتله الصحيح ، وضد الكراهية الحب؛ إذًا فقد امتلأ القلب بالحب، وهذه دعوة أكابر أهل الله الذين دعوا إلى أن يملأ المرء قلبه بالحب حتى يكون من أهل الجنة يسير بقدميه في الأرض.

وتابع: فإذا أردت أن تطلع على أهل النار فاطلع على أهل الكراهية؛ حيث يتولد منها الصدام والنزاع، وهذا الصدام يصل إلى القتل، وإلى إراقة الدماء، في حين أن ضد ذلك "الحب" فأنت فيك صفة أهل الجنة، يترتب على ذلك أنك لا تصطدم مع أحد أبدًا، وإذا كنت لا تصطدم مع أحد فإن شيئًا آخر سيصيبك وهو أنك لا تكره لا حادثة، ولا حديث، ولا شخص، ولا أي حال من الأحوال؛ إذًا فقد وصلت إلى حد الرضا، فالحب يولد الرضا، ولأنك لا تضر ولا تؤذي أحدًا بالمرة، ولا تريد؛ فإنك قد وصلت إلى مقام الرحمة، وإذا كنت كذلك ومُلء قلبك بالحب، والحب عطاء، فإنك تكون قد وصلت إلى مقام الكرم؛ فإذا كنت كريمًا، رحيمًا، ودودًا، عطوفًا، فكأنك من أهل الجنة تسير برجليك على الأرض؛ فمن أراد أن ينظر إلى أهل الجنة فلينظر إلى من ملأ الله قلبه حبًا.

ولفت إلى قول جلال الدين الرومي تدله بالحب، حتى شاع عنه أنه شاعر الحب، ولما تدله بالحب كتب كتبه ودواوينه وشعره ونثره في الحب، أحب كل شيء، أحب الزهور، وأحب الطيور، أحب البحار، وأحب الأشجار، أحب البشر، أحب كل شيء، وكان الحب عنده لا يتجزأ، وإذا ما أُطلق في بلاد الترك مولانا فإنه ينصرف إلى جلال الدين الرومي.

وأوضح علي جمعة: كان جلال الدين يرى أن الحب هو أساس عمارة الدنيا، وهو أساس العلاقة بين العبد وبين ربه، وهو أساس العلاقة بين العبد وبين نفسه، وهو أساس العلاقة بين العبد وبين غيره، وكتب في ذلك كتبًا كثيرة، وشاع له ذلك شيوعًا عظيمًا؛ فمن كتبه كتابٌ اسماه «فيه ما فيه» ، وألَّف كتابًا آخر اسماه «المثنوي» لجلال الدين الرومي، وأخذ ذلك من قوله تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ} يعني عنوان هذا الشيخ وطريقته {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ}، وأنشأ طريقةً لا تزال موجودة إلى الآن اسماها (المولوية) نسبةً إلى مولانا.

وشدد: الغريب العجيب أننا نرى في الغرب من المسلمين وغير المسلمين وجدوا أن أكثر الكتب قراءةً كتب جلال الدين الرومي ، لأنه دعا إلى ما يُريح النفس، ولما خلق الله النفس البشرية بهذه الفطرة، وجعل الحب هو الجاذب للقلوب؛ فالحب أحد أهم العناصر التي تدعو بها إلى الله رب العالمين {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ} لا يوجد غل ولا كراهية.