الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نجاة عبد الرحمن تكتب: فقط فى مصر المحروسة

صدى البلد

فقط فى مصر المحروسة تجد الرحمة والتسامح الديني والوحدة الوطنية، لا مجال داخل مصر للطائفية والصراعات العرقية، تجد داخل مصر التسامح الديني والوحدة الوطنية و النسيج الواحد، لا مجال لدينا للطائفية ونبذ آلأحر، تجد المسيحيون والمسلمون يعيدون معًا ويحتفلون معًا باحتفالات الكريسماس والمولد النبوي وشهر رمضان المبارك، فقط فى مصر المحروسة لا تستطيع ان تفرق بين مسلم ومسيحي، بالرغْم محاولات الأعداء بزرع الفتن الطائفية وصناعتها التي بأت بالفشل.

تم دعوتي لحضور احتفال كنيسة العذراء الأثرية من قبل القائمين عليها وعلى مركز ذوي القدرات الخاصة بصفتي أم احد الأبطال، وجهت لى الدعوة من كل فرد يعمل بها الأستاذة مارسيل، سارة، رفئه، أنجى، نورا، وكأن هناك سباق فى دعوتي لحضور الحفل الإنساني البحت، دخلت إلى قاعة الاحتفال بالكنيسة و هو بالمناسبة مكان القداس، وجدت ملائكة يخدمون ملائكة الكل يتهافت لخدمة أولادنا من ذوي القدرات الخاصة، والأغرب أنني وجدت مسلمين يشاركون في هذا الاحتفال، وجدت سيمفونية عزف إنسانية قدمها كورال يضم اولادنا مسيحيون ومسلمون معا.

وجدت لا فرق بين مسيحي ومسلم في التعامل، وجدت وسمعت اجمل نغمات رددها أولادنا نحمل كلمات الرحمة والتراحم وتحث على ضرورة الاهتمام بأولادنا 
وجاءت كلمة الأبُّ شاروبيم احد المسئولين عن الكنيسة ومركزها الإنساني نحمل كل مشاعر الإنسانية والرحمة تجاه أولادنا مسيحين ومسلمين، قال " من يحنو على هؤلاء الملائكة يتقرب إلى الله و يبتغي دخول الجنة، فمن يطعم ملاك من هؤلاء كأنه اطعم الله " تعبير مجازي منه " لبيان مدى أهمية الاعتناء بأولادنا والعمل على خدمتهم.

وفى نهاية الاحتفال قام الأب شاروبيم بتوزيع ملابس وهدايا على جميع الأبناء وحرص على توزيع أولا على المسلمين ثم المسيحين بحضور الأستاذة مريم التي تشرف على المركز الإنساني أم النور.

يعود تاريخ كنيسة العذراء الأثرية إلى القرن الرابع ولكن يبدو أنها تعرضت للهدم أكثر من مرة ثم بنيت عام 1182 ودشنت في عهد البابا غبريال، لكن لم تتوقف أعمل الهدم بحق الكنيسة، فقد تعرضت لعمليات هدم أخرى لأكثر من مرة ثم أُعيد بناءها مرة أخرى في بداية القرن العشرين وجددت علي شكلها الحالي في عام 2000، لم تكن الكنيسة الحالية موجودة في أثناء زيارة العائلة المقدسة، بل كانت المغارة فقط، وهي المكان الذي احتمت به العائلة واتخذته مأوى وبجانبها بئر ارتوت منه لفترة طويلة.


يقع أمام صحن الكنيسة المغارة الأثرية التي احتمت بها العذراء ورضيعها المسيح، وتوجد بها أيقونة كبيرة لصورة السيدة العذراء مريم وهي تحمل طفلها المسيح، حيث يحرص الزائرون للوقوف أمام صورتهم والصلاة وإشعال الشموع، للصلاة من أجل تحقيق الأمنيات.

ويوجد داخل المغارة، بئر صغير وهو البئر الذي كانت ترتوي منه العذراء هي وطفلها، ويحيط بالبئر عددًا من صنابير لملء مياه البئر، التي خصصتها الكنيسة ليملؤون أكياس من مياه البئر، وتقدمها للمصلين والزائرين للتبارك منها، في المناسبات والأعياد الدينية مثل مدّة صوم السيدة العذراء وعيدها في شهر أغسطس، وأيضا في يوم ذكرى دخول العائلة المقدسة مصر في أول يوليو.

وتعد كنيسة السيدة العذراء الأثرية من أهم الكنائس التي تقيم مولد العذراء، ويحرص الأقباط على زيارتها من جميع المحافظات، وذلك خلال مدّة صوم السيدة العذراء وعيدها في شهر أغسطس، حيث تقيم صلوات، وتفرش الخيام لبيات المصلين القادمين من جميع المحافظات.

وتأسست كنيسة العذراء الأثرية في القرن الثاني عشر الميلادي، وتم اكتشاف البئر على يد البابا غبريال الأول عام 1481 وكانت عبارة عن معبد يهودي، وأثناء وجود العائلة المقدسة في مصر استقرت لمدة ثلاثة أيام وكانوا يستخدمون هذا البئر طوال مدّة إقامتهم.

وتشاء الأقدار اليوم أن تكون مركز لبث مشاعر الإنسانية لأولادنا من ذوي القدرات الخاصة وتقديم يد العون لهم.