الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جولة بلينكن الخامسة منذ بدء الحرب.. ماذا تريد واشنطن من الشرق الأوسط؟

وزير الخارجية الأمريكي،
وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن

يشهد الشرق الأوسط صراعات إقليمية واسعة تتورط فيها أطراف واسعة، وتتزايد المخاوف من التصعيد الإقليمي مع عجز الدبلوماسية بشأن الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين الذي يُهدد بالانتشار في المنطقة.

وزير الخارجية الأمريكي بالقاهرة في محاولة لخفض التوتر بين الفلسطينيين  والإسرائيليين
وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن

بلينكن يجول الشرق الأوسط

وفي هذا الإطار، يقوم وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بجولة جديدة في الشرق الأوسط، تهدف إلى تهدئة التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر، وتشمل جولة بلينكن الأردن وقطر والإمارات والسعودية وإسرائيل والضفة الغربية، بالإضافة إلى مصر حيث سيوصل رسالة مفادها أن واشنطن لا تريد تصعيدًا إقليميًا للصراع في قطاع غزة. ويتطلع أيضًا إلى إحراز تقدم في المحادثات بشأن كيفية حكم غزة بعد انتهاء الحرب.

وقال بلينكن إنه على دول الشرق الأوسط استخدام نفوذها على أطراف في المنطقة لضمان احتواء الصراع في غزة ووقف "دائرة العنف التي لا نهاية لها"، جاء ذلك بعد أن اجتمع بلينكن مع الرئيس التركي ورئيس وزراء اليونان في بداية جولته التي تستغرق أسبوعًا، وقال بلينكن للصحفيين إن من مصلحة جميع دول الشرق الأوسط تقريبا احتواء القتال.

وأضاف قبل أن يتوجه جوًا إلى الأردن "نريد أن نتأكد من أن الدول التي تشعر بأن ذلك (من مصلحتها) تستخدم أيضًا روابطها ونفوذها وعلاقاتها مع بعض الجهات الفاعلة التي قد تكون منخرطة (في الصراع) للدفع باتجاه السيطرة على الأمور. ونريد أن نتأكد من أننا لن نشهد انتشارًا للصراع". مضيفًا أنه من المهم جدا أن يكون شمال إسرائيل آمنًا.

وتأتي زيارة بلينكن للمرة الخامسة إلى المنطقة مع مواصلة إسرائيل حربها في قطاع غزة، وكذلك ارتفاع وتيرة الاعتداءات والهجمات التي تشنها ميليشيات وفصائل مسلحة سواء في العراق أو سوريا على قواعد عسكرية للتحالف الدولي تضم قوات أمريكية.

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان إن بلينكن ناقش مع نظيره التركي هاكان فيدان قبل اجتماعه مع أردوغان الحرب في غزة وتصديق تركيا على طلب السويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

وقال مسؤول كبير في الخارجية الأمريكية برفقة بلينكن، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن تركيا ترتبط بعلاقات مع العديد من أطراف الصراع، في إشارة إلى علاقاتها مع إيران وحركة حماس. وعلى النقيض من الولايات المتحدة، فإن تركيا لا تصنف حماس جماعة إرهابية وتستضيف بعض أعضائها.

ومن جانبه، قال مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير الدكتور محمد حجازي، إن زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الرابعة خلال ثلاثة أشهر إلى المنطقة، هي طوق النجاة الأخير لكل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل؛ لمنع اندلاع صراع إقليمي بالشرق الأوسط وخفض التوتر وطرح رؤية لما بعد حرب غزة.

وأضاف السفير حجازي، في تصريحات له، أنه آن الأوان لكي تضع جولة وزير خارجية أمريكا الحالية، إلى كل من تركيا واليونان والأردن وقطر والإمارات والسعودية وإسرائيل والضفة الغربية ومصر، حدًا لفشل الحكومة الإسرائيلية في إدارة الأزمة، وتدفع بالتحرك طبقًا لأسس باتجاه مشهد سياسي يفضي إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وإدارة القطاع وفقًا لرؤية فلسطينية موحدة مع الضفة الغربية وإعادة الإعمار بغزة والسير باتجاه آلية سياسية تقود لحل الدولتين، وهي الرؤية التي طرحتها مصر على الأطراف ومتداولة حاليًا.

بلينكن: «لا خطط» للقاء لافروف خلال اجتماع مجموعة العشرين
وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن

لم تهدف زيارة بلينكن؟

وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق أن زيارة بلينكن للمنطقة، بآفاقها السياسية وأفكارها ومقترحاتها المأمولة، تحمل في طياتها الأمل الوحيد لانتشال إسرائيل بل والمشهد برمته من هذا المسار المدمر وغير الأخلاقي، والذي يثقل الرأي العام العالمي المتيقظ، ويعيد الرشد تدريجيًا للحكومات الغربية المتواطئة.

واعتبر أن تلك الزيارة قد تكون مدخلًا يسهم في إنجاح حملة الرئيس الأمريكي جو بايدن الرئاسية، الذي عليه أن يدرك أنه إذا ساهم في حل الأزمة الراهنة، كما فعل الرئيس السابق جيمي كارتر في التوصل لاتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية، سيكون هذا هو الرصيد الوحيد الباقي له سواء داخليًا أو خارجياً لنيل الثقة الدولية، وسيساعد حملته الانتخابية لتحقيق أهدافها، أما بقاؤه (بايدن) في هذه المساحة المهينة والمدمرة لدور ومكانة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط والعالم، والتي قاد فيها مشهد الحرب لكل هذا الدمار والقتل والتواطؤ مع إسرائيل، سيؤدي إلى نزول شعبيته لأدنى حد مع بداية عام الانتخابات الرئاسية الأمريكية والمقرر لها نوفمبر القادم.

وأوضح أن واشنطن أعطت لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كل ما يحتاجه من وقت، ودعم لوجستي وعسكري، ومساهمة في إدارة المعركة، وحماية بالأساطيل البحرية، وإسناد دبلوماسي غير مسبوق في الأمم المتحدة، وتجييش دول أوروبية وراء الموقف الإسرائيلي، إلا أن نتنياهو لم ينجح في تحقيق الأهداف التي كان مقدرا فشلها منذ البداية سواء فيما يتعلق بالإفراج العسكري عن الرهائن أو القضاء على حركة المقاومة بقطاع غزة.

ورأى أن الولايات المتحدة الأمريكية تعلم أن مصالحها الاستراتيجية باتت مهددة بالمنطقة، وأن جولة بلينكن الشرق أوسطية تستهدف طرح رؤية تقود إلى التهدئة ووقف إطلاق النار وتبادل الأسرى المتبقين وتهيئة الأجواء لحكومة ما بعد المعارك، وبحث مستقبل القطاع والقضية الفلسطينية، والأهم إفشال مخطط التهجير القسري أو الطوعي.

واعتبر أنه آن الأوان لدفع الحكومة الإسرائيلية لمشهد أكثر عقلانية لا سيما، أن الوضع الإقليمي بات مهيئاً للانفجار بعد اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في بيروت، ما يؤهل الشرق الأوسط لمزيد من التوتر، بالإضافة لحالة المواجهة المكشوفة ضد حزب الله، وعمليات التفجير في إيران التي ستكون لها توابع غير محمودة على المنطقة.

وشدد على أن مصر تسعى من خلال مجموعة الأفكار التي طرحت على الجانبين إلى وقف إطلاق النار في هدنة مستدامة تقود لتبادل الرهائن والأسرى وتنتقل من خلال الحوار بين الفصائل الفلسطينية إلى إدارة فلسطينية مشتركة للضفة والقطاع، تحت إشراف السلطة الوطنية الفلسطينية، بتراضٍ مع باقي الفصائل، للتفرغ أولًا لمواجهة الكارثة الإنسانية المستمرة وتبادل الأسرى، وبدء جهود إعادة الإعمار، وتضميد الجروح العديدة ورعاية أبناء القطاع، على أن يترك موقف سلاح المقاومة لحين التوصل للحل النهائي.