الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عوائد صناديق التحوط الضخمة تشعل الطلب على سندات الكوارث

صناديق التحوط
صناديق التحوط

تحقق صناديق التحوط أرباحاً قياسية في واحد من أكثر أركان سوق الديون خطورة، غير أن المنتجات التي تحقق هذه الأرباح أصبحت تجذب إليها الآن مزيداً من المستثمرين العاديين، وذلك بحسب تقرير عبر بلومبرج الشرق.

فسندات الكوارث، التي شكلت في العام الماضي الأساس لأفضل استراتيجيات صناديق التحوط من ناحية الأداء، تفوقت مكاسبها على تلك التي تتحقق من أوراق الدخل الثابت الأخرى عالية المخاطر.

وفي عام 2023، ارتفعت هذه السندات 20%، مقارنة مع 13% لسندات الشركات الأميركية ذات العائد المرتفع، ومع 4% تقريباً بالنسبة إلى سندات الخزانة الأميركية.

عوائد مذهلة
قال نيكلاوس هيلتي، رئيس الاستراتيجيات المرتبطة بالتأمين في الذراع الاستثمارية لبنك "كريدي سويس" الذي أصبح حالياً جزءاً من مجموعة "يو بي إس غرورب"، إن هذه العوائد المذهلة تغذّي شهية المستثمرين لما يسمى بسندات الكوارث في دوائر خارج مجال صناديق التحوط.

وأوضح هيلتي: "في الآونة الأخيرة، زاد الاهتمام بهذه الأصول بين مؤسسات الاستثمار. ونحن نرى أن تخصيص جزء صغير من المحفظة لهذه الفئة من الأصول ربما يكون معقولاً بالنسبة إلى المستثمرين بهدف تنويع المحافظ الاستثمارية، حتى لو كنا نعتقد أن هذه العوائد لن تتكرر في 2024".

تستخدم صناعة التأمين سندات الكوارث لحماية نفسها من الخسائر الكبيرة التي لا يمكن تغطيتها. وبدلا ًمن ذلك، تُحوّل هذه المخاطر إلى المستثمرين المستعدين لقبول احتمال خسارة جزء من رؤوس أموالهم أو حتى كلها في حالة وقوع كارثة ما. وفي المقابل، يمكنهم جني أرباح ضخمة إذا لم تقع تلك الكارثة التي تكون محددة قبل التعاقد.

سوق سندات الكوارث موجودة منذ عقود، ولكنها شهدت انتعاشاً في الآونة الأخيرة بسبب الكوارث المناخية التي يغذيها التغير المناخي. فإلى جانب أعلى مستوى من التضخم منذ عقود، الذي رفع كلفة إعادة البناء بعد الكوارث الطبيعية، سجلت سندات الكوارث معدلات قياسية من نشاط مصدري السندات والمستثمرين.

وفي الوقت ذاته، صيغت بعض سندات الكوارث بشروط تفعيل أكثر صرامة، وهي نتيجة في صالح المستثمرين وصناديق سندات الكوارث، لأنها تقلل من احتمال دفع مبالغ كبيرة.

ومن بين صناديق التحوط التي تمتعت بعوائد وفيرة على سندات الكوارث وغيرها من الأوراق المالية المرتبطة بالتأمين في العام الماضي، "فيرمات كابيتال مانجمنت"، و"تيناكس كابيتال"، و"تانجنسي كابيتال".

إقبال كبير
على الرغم من أن مستثمري صناديق التحوط المتخصصة يواصلون السيطرة على سوق سندات الكوارث، فإن كثيراً من مؤسسات الاستثمار العادية تعزز وجودها فيها، وفقاً لبيانات جمعتها بلومبرغ. وتشمل هذه المؤسسات "شرودرز"، و"جي إيه إم هولدينغ"، و"كريدي أغريكول". وتزامن ذلك مع نمو المعروض من تلك الأوراق المالية، مع زيادة شركات التأمين إصدارها بنسبة 50% خلال العام الماضي.

قال دانيال إينايشن، رئيس إدارة المحافظ في "شرودرز"، والذي يشرف على أوراق مالية مرتبطة بالتأمين بقيمة 5 مليارات دولار تقريباً، إن العوائد المرتفعة بالإضافة إلى جاذبية سندات الكوارث باعتبارها وسيلة لتنويع المحفظة، عززت نشاط شركة إدارة الأصول. ويشير إلى أن ربع المستثمرين الذين يسعون إلى الاستثمار في سندات الكوارث في "شرودرز" خلال الأشهر الستة الماضية هم جدد في مجموعة الاستثمار في تلك السندات بالشركة.

وأضاف إينايشين أن كثيراً من هذا الاهتمام الجديد يأتي من المؤسسات الاستثمارية وصناديق إدارة الثروات.

وأوضح أن صندوقاً لسندات الكوارث أصدرته "شرودرز" في منتصف العام الماضي، ويستهدف المستثمرين الأميركيين، اجتذب بالفعل 100 مليون دولار. وتابع "لقد رأينا بوضوح أن صيحة العام هي سندات الكوارث. ونتوقع عوائد جذابة للغاية في عام 2024".

توقعات متفائلة
شركة "سويس ري"، التي انخرطت منذ فترة طويلة في تداول سندات الكوارث لحسابها الخاص، تعمل أيضاً على توسيع استراتيجيتها. ففي يوليو 2022، أنشأت شركة لإدارة الاستثمارات باسم "سويس ري إنشورانس-لينكد إنفستمنت أدفايزورز"، والتي تشرف على استثمار رؤوس أموال أطراف أخرى، ولديها حالياً أصول خاضعة للإدارة بنحو 1.5 مليار دولار.

قالت ماريا جيوفانا غواتيري، رئيسة شؤون الاستثمار في المجموعة، إنه بالنظر إلى المسار الحالي للسوق، قد تتجاوز هذه الأصول ملياري دولار بحلول 2025. 

وأضافت أن العوائد في خانة العشرات، وهو ما يجذب اهتمام مجموعة متزايدة من المستثمرين غير المتخصصين في الأوراق المالية المرتبطة بالتأمين.